كتاب " المرأة في المثل الشعبي في الأردن وفلسطين " ، تأليف حسين نشوان ، والذي صدر عن دار الآن ناشرون وموزعون .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
أنت هنا
قراءة كتاب المرأة في المثل الشعبي في الأردن وفلسطين
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

المرأة في المثل الشعبي في الأردن وفلسطين
المرأة في إطار العلاقات الاجتماعية (الإنسانية)
المرأة حبيبةً
العلاقة بين الرجل والمرأة تحكمها القوانين الاجتماعية والأعراف، وأيّ علاقة خارج إطار هذا النظام تُعدّ محرّمة ويُنظر إليها بعين الشكّ والريبة ويُحذّر من عواقب ذلك بالقول: «الْعب وعاشر العرض مش داشر»، وبصورة عامّة فإنّ أيّ علاقة بين الرجل والمرأة خارج نطاق الزواج ومهما كان نصيبها من البراءة فإنّها غالباً ما تؤدّي إلى المشاكل، ولهذا يقال: «طريق البنات شوك»، إلا أنّ الإنسان لا يستطيع أن يضع ضوابط على مشاعره الإنسانية فهي كالمرض الذي يصيبه، لا يستطيع إخفاءه، فيقول لسان حاله: «الحُبّ بَلا والعشق سم قاتل».
وكذلك فإنه لا يستطيع أن يخفي أعراضه الظاهرة، فيقال: «الحُبّ والحبَل مثل ركوب الجمَل»، «ثلاثة مالهن غبا: الحُبّ والحبَل وركوب الجمَل»، وفي هذا السياق فإن المحبوبة قد لا تكون ملكة جمال أو (قاطعة الوصف) بل قد تكون غير جميلة فيستغرب الآخرون دوافع المحبّ فيعبّر عن ذلك بالقول: «الحُبّ أعمى»، ويدافع العشاق عن أنفسهم واختيارهم لهذه العلاقة: «ما دامت راضية وأنا راضي ويش دخل القاضي»، ولكن لا يكفي رضا العاشقين عن هذه العلاقة، فقد يكون ثمن هذه العلاقة غالياً، ولهذا فإنّ المجتمع غالباً ما يشدّ القيود على حركة الفتاة لأن العلاقة تتصل بمسألة اختراق أعراف المجتمع من جهة، ومن جهة أخرى اغتصاب لملكيةٍ بوسائل غير مشروعة تعرّض الأهل للعار.
وتظهر الازدواجية في المثل من خلال النظرة الاتهامية المسبقة للفتاة باعتبارها تجلب العار، دون أن يدين الرجل وهو الشريك في العلاقة. «البنت بتجيب العار والمعيار لباب الدار».
وهو بناء قِيمي لزيادة إحكام السيطرة على المرأة وتحديد حركتها يقوم على النظرة للمرأة باعتبارها «ناقصة عقل» فالفتاة (المرأة) برأي المثل غير مؤهّلة للاختيار، فهي تلحق مشاعرها وتقوم بالعمل ثم تفكّر في عواقبه وتُتّهم بأنها تسيء الاختيار «إذا دشرت بنتك على خاطرها يا توخذ طبال يا زمار»، وهذه المشاعر غالباً ما توقعها في اختيارات غير موفّقة «نزلت العبدة عالسوق ما استحلت إلا شفاتير مسعود».
ولكن المثل الشعبي لا ينكر العلاقة الإنسانية بذاتها، فهو يقول بأن الحب يخفي عورة المحبوب وأخطاءه وعيوبه الخلقية «من بغضك وقفلك عالغلط ومن حبك ببلعلك زلط»، «ضرب الحبيب زبيب وحجارته قطين».
ويصف المثل أن الإنسان يمكن أن يغامر بحياته من أجل المحبوب «شو بجيبك على دار عدوك؟ قال: محبوبي فيها» ويتحمّل الحبيب إساءة حبيبه وخطأه، بل ويعدّ هذه الإساءة مداعبة مستحبة وخفيفة الظل «من حبّك لاشاك».
ولكن على العموم تبقى هذه العلاقة في إطار قِيَم المجتمع علاقة خارجَ قنواته، ومَن يقترب منها فهو متّهم ولا يتهاون العرف في تفريط المرأة ويجازيها على ذلك أشنع الجزاء، ويقول لسان حال المثل: «ما يغسل العار غير الدم».
الخطيبة
تمرّ عملية الزواج قبل انتقال المرأة إلى بيت الزوجية بمراحل عدّة، وتبدأ أول هذه الخطوات بالخطبة أو «طلَب اليد»، وقد تكون الخطبة منذ ولادة الفتاة وتسمّى على اسم الطفل الذي غالباً ما يكون أحد أقاربها -كابن العم مثلاً- وفي مثل عمرها، فيقال: «عطية ما وراها جزية»، فتستمر علاقة الخطبة لسنوات طويلة، وكذلك هناك (عطية الجورة) وهي قيام أحد الأقارب أو أصدقاء الرجل الذي توفيت زوجته (بإهداء) ابنته له، وهما نمطان يؤكدان أن الفتاة جزء من أملاك الرجل تُقدّم كهدية.
أما في الأحوال العادية فتكون من خلال تَوجُّه (جاهة)([17]) من أهل العريس ومعارفهم إلى بيت والد العروس لطلب يدها فيقال: (طالبين القرب منك).
وفي حالة الإجابة تُقرأ (الفاتحة) وبغضّ النظر عن وجود العَقد أو عدم وجوده فإن موافقة أهل العروس يحول الفتاة إلى خطيبته وهي الفترة التي تستمر منذ طلب يد الفتاة حتى دخولها بيت العريس (الدخلة).
وتكون لفترة الخطوبة التزامات على (الخطيب) في المناسبات مثل «العيدية، وخشّة الدار» يهدي خطيبته قماشاً أو حلياً... أو نقوداً.