كتاب " المرأة في المثل الشعبي في الأردن وفلسطين " ، تأليف حسين نشوان ، والذي صدر عن دار الآن ناشرون وموزعون .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
أنت هنا
قراءة كتاب المرأة في المثل الشعبي في الأردن وفلسطين
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

المرأة في المثل الشعبي في الأردن وفلسطين
المرأة في إطار علاقات الأُسرة
تنقسم العلاقات الاجتماعية في الإسلام وعند العرب إلى أصول وفروع، ويتعلّق وفق هذا التقسيم حقوق وواجبات تنظّمها التشريعات الدينية والمدنية والأعراف والتقاليد العربية.
ومن الأصول: الابن، الابنة، وزوجة الابن، وزوج الابنة، والعمّات، والخالات.
وهناك حرمة مؤقتة مرتبطة بالمصاهرة، زوج الأخت ثم الفروع وهي ابنة العم وابنة العمة.
وفي إطار تقسيم الأسرة عُرف نمطان من الأُسَر:
الأسرة النووية: الزوج والزوجة والأبناء.
الأسرة الممتدّة: الزوج، الزوجة والأبناء والعمّات، الجدّ والجدّة وأبناء الأبناء.
الزوجة
وهي شريكة الرجل في بناء الأسرة، والزواج بالنسبة للعربي له وظيفة اجتماعية مهمة لتعزيز العلاقات مع العشائر الأخرى «النسب يا عز يا موكله»، «كون نسيب ولا تكون قرابة» أو «كون نسيب ولا تكون ابن عم»، ثم الإنجاب والاستقرار -فضلاً عن كونه فرضاً دينياً-، فيقال: «بده يكمل دينه» أو «بده يكمل نص دينه»، وكذلك «الزواج نصف الدين» (وهو رابطة تقوم بين الرجل والمرأة وينظّمها الشرع ويحلّ بموجبها للرجل (الزوج) أن يطأ المرأة ليستولدها، وينشأ عن هذه الرابطة أسرة، تترتّب فيها حقوق وواجبات تتعلّق بالزوجين والأولاد. والغاية من الزواج استمرار الحياة)([12])، ومن هنا يهتمّ الرجل بصفات المرأة لاعتبارات النسل والسمعة، وهو يحرص على اختيار الزوجة الصالحة ذات الدين التي يتوافر فيها جمال العقل والحسب والنسب، والأصلُ الدينُ، كما في الموروث: «اظفر بذات الدين تربت يداك»([13])، فـ«المال بروح وبيجي» و«يا ميخذ القرد على ماله بروح المال وبظل القرد على حاله»، و«الجمال جمال العقل والعمل»، «الجمال جمال الثنا»، ويحرص الرجل على اختيار الزوجة بنت الأصل والفصل فـ«العِرق دسّاس» ويقال «جوّد أولادك» أي اختر النسب الذي يعطي أبناءك الصفات والعادات الحسَنة، لذلك فإن حُسْن الاختيار يصبح ضرورياً ومهمّاً للرجل وخاصة العربي الذي يرى في الزواج وظيفة اجتماعية لتعزيز هيبته وعِزّه، وهذا الحرص يتمثّل في القول: «قبل ما تختار لإلك اختار لابنك خال»، وكذلك: «عليك بخال الخال يا طالب النقا»، «وكل تجارة تابعة رأس مالها» و«ثلثين الولد لخاله».
وهذا الحرص يتبدّى في اهتمام العربي بالإنسان، ويرتبط ذلك بوعيه الاجتماعي «تكاد الأَمَة أن تلد أخاها»، وحتى عقود قريبة كان يتمّ اختيار الزوجة دون رؤية الرجل لشريكة حياته وإنما بواسطة أمه أو أخته أو نساء من الأقارب أو نساء متخصّصات في هذا المجال تُدعى (الخطّابة)، والفتاة في إطار هذه العلاقة لا تملك الموافقة أو الرفض ولا رأي لها، بل هي جزء من أملاك الرجل وفي أحسن الأحوال أمينة على أملاكه، فإذا كانت الفكرة السائدة حسب المفهوم التقليدي لمكانة المرأة ووظيفتها الاجتماعية أنها وُجدت لتكون زوجة وأمّاً، فإن أوّل ما نلاحظه هو انعدام حرّيتها في اختيار شريك حياتها «عروس في مجلاها ما بتعرف مين يتولاها».
الأم
صورة الأم في المثل الشعبي تتعدّد وتختلف بحسب اللحظة والحدث والموقف، ولكنها على الأغلب صورة إيجابية بحكم ارتباطها بالأمومة، وتاريخياً الأم الآلهة في الديانات القديمة، وفي الواقع فإن قيمة المرأة (الأم) في المثل الشعبي كما يتّضح تأتي من مقدرتها على الإنجاب لا بحكم صفاتها العقلية والذهنية، فقيمة المرأة أنّها خلّفت الولد «قيمة أم زيد أنها خلّفت زيد»، ولذلك فلا قيمة للمرأة العاقر (التي لا تلد) وهي كالشجرة غير المثمرة يحلّ قطعها «الشجرة المش مثمرة حلال قطعها».
وكون مجتمع المثل هو مجتمع «ذكوري» وزراعي، فإن مكانة المرأة تقاس بعدد أبنائها فيقال: «أم ثمانية عروس ثانية».
ويتحوّل إلحاح المرأة على الإنجاب كأزمة مرَضيّة يصورها المثل بطريقة كاريكاتورية «حامل ومرضعة وقدامها أربعة وطالعة الجبل تدوّر دّوا حبَل».
ومع ذلك فإن المرأة لا يهدأ لها بال ولا تَعُدّ نفسها «ست بيت» إلا بعد مجيء الصبي، وإذا بُشِّرَت به انسند ظهرها وإلا فالشؤم إذا كانت المولودة فتاة.
«لما قالوا صبي انسند ظهري وقام، ولما قالوا ابنية انهدت الحيطة عليّه»، وتصف الأم معاناتها فتقول: «شافهم قلبي قبل عيني».
ويقدّر المجتمع مكانة الأم بالنسبة للأولاد «إذا ماتت أمك مات كل من يحبك»، وليس أكثر مما كرّمها الإسلام الذي تناقلته العامة مثلاً دارجاً فقيل «الجنة تحت أقدام الأمهات».

