أنت هنا

قراءة كتاب المرأة في المثل الشعبي في الأردن وفلسطين

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
المرأة في المثل الشعبي في الأردن وفلسطين

المرأة في المثل الشعبي في الأردن وفلسطين

كتاب " المرأة في المثل الشعبي في الأردن وفلسطين " ، تأليف حسين نشوان ، والذي صدر عن دار الآن ناشرون وموزعون .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 9

المرأة في إطار العلاقات الاجتماعية
الضرّة

هي الزوجة الثانية في وجود المرأة الأولى، وظاهرة تعدد الزوجات في المجتمع العربي ظاهرة مألوفة، ويتقبّلها المجتمع ويدافع عنها ويشجّعها، فيقول: «الخيّر عنده ثنتين وثلاثة».

وتختلف أسباب دوافع الزواج الثاني، ودوافعه «قديماً» ارتبطت بحاجة المجتمع الاقتصادية والاجتماعية، فيحكم ذلك الاعتماد على الأيدي العاملة للإنتاج الزراعي وعدم الاعتماد على العمل المأجور، واعتماد النفوذ على الكثرة في ظل نظام القبيلة (العزوة) وإظهار (الكبْر) والتفوّق، فإنّ تعدّد الزوجات يُعدّ مظهراً من مظاهر الثروة والنعمة، إلا أنّ الأسباب المباشرة قد تتعلّق بوجود مشكلة داخل الأسرة، كأن تكون الزوجة الأولى عاقراً، أو عدم وجود الخلفة (الضنا) وبخاصة الذكور، أو لأسباب تتعلق بخلاف مع الزوجة أو أهلها فيتزوج بأخرى نكاية بها ولسان حال المثل يقول: «كيد النسا بالنسا ولا تكيد المرة بالعصا» وهي نظرة تقوم على موقف اتهاميّ للمرأة، يرى في العلاقة مع المرأة علاقة صراع وليس تعاوناً، وثانياً أنّ المرأة الثانية بذهن المثل تجيء لمهمة كيدية وليس لبناء بيت وأسرة، وبالتالي فإن مَن يقع في الشرَك هو الزوج الذي يعاني من هذه الخلافات، إذ سيقع بين مطرقة وسنديان زوجاته فيقال: «إذا بدك تجيب غراب البين تزوج ثنتين»، «جوز الثنتين ماله صباح من مسا»، «مشحر يا جوز الثنتين».

والمرأة الأولى التي كانت سيدة البيت، ستجد نفسها بوجود الثانية قد فقدت امتيازاتها، وحتى لو لم تفقد هذه الامتيازات، فإنّ مجرّد زواج الرجل يشكّل استفزازاً للمرأة يجعلها تقول: «الضرة مرة ولو أنها ذان جرة».

ولعل الموقف الأصعب للزوجة الثانية أن يكون للزوجة الأولى أولاد، الأمر الذي سيزيد من تعقيدات وضع الأسرة واستقرارها، فيقول لسان حالها: «انزل على الضر ولا تنزل على شروشه». وعلى الرغم من أن ظاهرة تعدّد الزوجات تلاشت مؤخّراً مع انتشار التعليم والوعي والتحوّلات الاجتماعية، فإنّ تجربة المثل أيضاً حذّرت من التعدّد بقولها: «تجارة النسوان خسرانة»، فتجربة تعدّد النسوان ليست محمودة العواقب «فأول مرة سكّرة، وثاني مرة عنبرة، وثالث مرة مرمرة، ورابع مرة بتودي على المقبرة».

السّلْفة

هي زوجة أخي الزوج، وفي ظِلّ الأُسرة النووية غالباً ما تقطن في إطار (حوش) واحد يطل فيه الجميع على تفاصيل حياة بعضهم بعضاً وهو ما يزيد فرَص الاحتكاك بين الأُسر بسبب الأطفال أو الأملاك والسيادة، ومما يزيد الطين بلة مكانة أحد الأبناء (حظوته) لدى والده، مما يحدث الشقاق بين الأخوة بسبب غيرة النساء فيقال بأن اتفاق الضراير ممكن ولكن اتفاق السلفات صعب «مركب الضراير سار ومركب السلفات احتار».

وقد تصل الغيرة بين السلفات (زوجات الأخوة) حدّ هدْم وتحطيم حياة سلفتها، فيقال: «فلانة بورت سلفتها».

الحماة

يبدو أن الصراع بين الزوجة (الكنة) والحماة صراع تاريخي، إذ تعتقد الحماة أن زوجة الابن قد جاءت لتأخذ ابنها منها، بل وتنافسها في موقعها بوصفها ست البيت، وتَعُدّ أيّ تغيّر من زوجة الابن بمثابة اعتراض على خبراتها وسيادتها وتقليل لمكانها ونفوذها في البيت، عدا عن أنّ المسألة تأخذ طابع الصراع بين جيلين، جيل الشباب وهو جيل التغيير، وجيل الكبار المحافظ المتمثّل في الحماة، وكما ينظر المثل لهذا الصراع فإنه يقرّ بأنّ لكلّ زمان آراؤه وأفكاره ورجاله الذين يعبّرون عن فهمهم له فيقول: «كل دولة وإلها رجالها».

وعن صراع الكنّة والحماة يقول المثل: «الكي بالنار ولا الحماة في الدار» ولذلك فإنّ لسان حال زوجة الابن يقول: «حسدتني حماتي على قصري وطول عباتي». ولا يتوقّف على الزوجة بل إنّ الزوج أيضاً يتّخذ الموقف نفسه بالنظر لتدخّل الحماة (أم الزوجة) في حياة البنت باستمرار، حتى أن التهكّم يبدأ من أول يوم للزواج: «فاضي ومشغول مثل أم العروس» لذلك فهو يتوخى الابتعاد دائماً عن سكن (حماته) «لا تشتري الحمارة وأمها في الحارة»، كذلك «ماتت الحمارة وانقطعت الزيارة»، لاحظ التشبيه!!

وفي محاولة للعتب، والتساؤل البريء عن تصرّف الحماة: «قالوا للحماة ما كنتي كنة؟ قالت: كنت ونسيت».

ويؤكّد المثَل عمق هذا الصراع من خلال السؤال الاستنكاري: «إن كانت الحماة بتحب الكنّة بتطيح الكلاب الجنة».

الكنّة

وهي زوجة الابن، وهي الصورة المقابلة للحماة، حيث تدخل المرأة لبيت الزوجية للمشاركة في بناء أسرة واحدة، عادّةً نفسها (ست البيت) لتجد أن هناك من ينافسها في ذلك وهي الحماة، التي تشعر نفسيّاً أنّ الضيف الجديد قد أخذ منها (قرّة عينها)، ويحاول المثل أن يذكّر الحماة بطبيعة العلاقات الاجتماعية وضرورة التسليم فإنّ لكل إنسان حياته وحدوده ودوره، «ما كنتِ يا حماة كنة؟ قالت: كنت ونسيت».

وهذا السؤال الاستنكاري يحاول أن يخفف من غلواء الحماة تجاه زوجة ابنها في تحديد صلاحياتها في بيتها.

الصفحات