قراءة كتاب خطاب أدب الرحلات في القرن الرابع الهجري

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
خطاب أدب الرحلات في القرن الرابع الهجري

خطاب أدب الرحلات في القرن الرابع الهجري

كتاب : خطاب أدب الرحلات في القرن الرابع الهجري " ، تأليف د. نهلة الشقران ، والذي صدر عن دار الآن ناشرون وموزعون .

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 8

. الاصطخري
هو أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفارسي الاصطخري، يُعرف في بعض الأحيان باسم الكرخي، ترجع تسميته إلى اصطخر بفارس( ).
زار معظم البلاد الإسلامية، فألَّف كتابه «المسالك والممالك» بناءً على مشاهداته، تميَّز كتابُه عن غيره بكثرة الخرائط التي استخدمها كوسائل إيضاح( )، فسُمٍّي «دليل الرحَّالة الجغرافي»( ).
درس الأراضي وأبعادها ومراكز العمران فيها، ووصَف المسطَّحات المائيَّة في العالم والحدود والمساحات، فكان أول من قسَّم الأرض عشريـن جزءاً( ) منفصلاً بذلك عن بطليموس.
يقودنا الاصطخري إلى علَمَين آخرين من أعلام الرحلة في القرن الرابع الهجري، هما البلخي (ت 307 هـ)، وابن حوقل (ت 336 هـ)، إذ يُعدُّ الأول «رائد مدرسة البلدانيين الخرائطيين» المساهمين في أطلس الإسلام، وقد أرسى بذلك أساس سلسلة جديدة من المؤلفات الجغرافيَّة المشتملة على خرائط»( ).
ألَّف كتابه «المسالك والممالك» الذي تضمَّن الأشكال أو صوَّر الأقاليم، ولكن هذا الكتاب المهمّ لم يصل إلينا، إلَّا أن مضمونه وصل برواية الاصطخري( )، ويبدو ذلك من الاسم المشترك للرحلتين.
يقول كراتشكوفسكي: «وقد ثبت بعد الفحص الدقيق أن بعض المخطوطات التي
نُسِبت في فهارس المخطوطات أو حتى في الأصل إلى البلخي إنما تمثَّل في الحقيقة مسوَّدات لمصنَّف الاصطخري أو ابن حوقل»( )، فربما كانت رحلة البلخي وهمية أو أنها حقيقيَّة تناولتها صفحات الضياع إلَّا أن المعلومات وافيةٌ عن صاحبها( ).
أمَّا ابن حوقل، فيُعتقد أنه راجَعَ للاصطخري نصوصاً وخرائط، بناءً على طلب الاصطخري نفسه، لثقته بخبرته الكبيرة التي اكتسبها في رحلاته العديدة، عندما لقيه سنة (340 هـ)، ثم طلب منه الاصطخري أن يعيد النظر في كتابه كلِّه، ففعل ابن حوقل ذلك( ).
إذن، كتاب ابن حوقل «المسالك والممالك» أو «صورة الأرض» في حقيقته مستمدٌّ من الاصطخري، إلَّا في بعض الإضافات القليلة أو التصويبات في مجال رسم الخرائط، ولا تختلف مقدمة ابن حوقل كثيراً عمَّا ذكره الاصطخري في مستهلِّ كتابه، إلَّا في بسط القول وإيضاحه بصورة أكبر»( ).
يقول عبدالرحمن حميدة: «نستخلص من مقارنة كتاب ابن حوقل بكتاب الاصطخري أن الأول يدين للثاني بأكثر مما يعترف به، فقد أخذ عنه مخطَّطَه، فضلاً عن فصول برمَّتها»( )، ويرى علي مال الله الرأي نفسه( ).
 

الصفحات