أنت هنا

قراءة كتاب ما يعرفه أمين وخمس روايات أخرى

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ما يعرفه ..أمين وخمس روايات أخرى

ما يعرفه أمين وخمس روايات أخرى

كتاب " ما يعرفه ..أمين وخمس روايات أخرى "، تأليف مصطفى ذكري ، والذي صدر عن دار التنوير للنشر والتوزيع (مصر).
ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: دار التنوير
الصفحة رقم: 8

ـ صاحبك النهارده كلّ فيوزاته ضاربة.. بص يا ننة وراك بس بِرّاحة.

يضحك عادل ريتا ولا يستطيع أن يمنع نفسه من النداء وهو يقوم قليلًا عن الكرسي:

ـ أبو أمين!

يلتفت نُنّة ناحية أمين، بينما يصفع بوسي وجه عادل ريتا صفعة قويّة وهو يضحك ويقول:

ـ يا أخي أهوه جاي.

يغضب عادل ريتا وتتغيّر ملامحه، وهو ينظر إلى بوسي الذي يمسك يديه ويقول وهو يضحك ضحكة خشنة مكتومة، ويميل على صدر عادل ريتا بحميمية خوفًا من ردّ الصفعة القوية:

ـ خَوّفته يا حمار.

وصل عدْو أمين إلى أقصى درجاته قبل أمتار من جلسة نُنة وعادل ريتا وبوسي الذين يبتسمون له. يسمع أمين شيئًا من حديثهم عنه. يريد التوقّف عن العدْو عند نقطة محدّدة تسمح له بالرجوع جريًا مرّة أخرى. بفعل القصور الذاتي يتجاوز أمين تلك النقطة وهو يميل بجسده إلى الأمام مخَفّضًا سرعتَه. وفي محاولة يائسة، يستدير أمين ويغيّر اتجاهه لكنّه يقع على الأسفلت، ثم يزحف على أربعٍ. لحظاتٌ قصيرة، ويعود إلى العدْو الشديد.

ـ طب ده يتساب النهارده!؟

يقومون وهم يضحكون وتنقلب الطاولة أمامهم وهم يجرون وراء أمين في وسط الشارع. التقط ننة وهو يجري زجاجة بيرة، وبوسي وضع الكوفيّة حول رقبته وقال:

ـ خد تعالى!

يجرون بمرحٍ في وسط الشارع وهم يباعدون بين سيقانهم، وأيديهم بحركاتٍ هزلية، ويميلون بأجسامهم إلى الأمام، ويضحكون بأصوات مرتفعة مكتومة وشرسة. يجرون بخفّة ونزق مقارنة بجري أمين الحقيقي. يتفرّقون في جريهم سادّين الشارع كلّه، ثم يقتربون من بعضهم، وتصطكّ أكتافهم القوية. ينظر أمين إلى الوراء بين الحين والآخَر، يتجرّع ننة نصف زجاجة البيرة وهو يجري وينسكب معظمها على ملابسه وعلى الأسفلت، ثم يرمي الزجاجة في الهواء أمامه، لكنّها لا تصيب أمين فتقع على الأسفلت متهشّمة. ننة يعرف أنّ الزجاجة لن تطال أمين، لكنّها قد تقصر المسافة وتطويها. ينادي عادل ريتا وهو يلتقط "حطّته" البيضاء قبل الوقوع بصوت يجعله غليظًا جدًّا وهو يضحك:

ـ أمّنو!

يقترب أمين بعدْوه السريع من باب السوبر ماركت نصف المغلق بنَفَس لاهث وعينين مضطربتين.

الصفحات