أنت هنا

قراءة كتاب الشعر وأفق الكتابة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الشعر وأفق الكتابة

الشعر وأفق الكتابة

كتاب " الشعر وأفق الكتابة " ، تأليف صلاح بوسريف ، والذي صدر عن منشورات الضفاف للنشر والتوزيع ، نقرأ

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: منشورات ضفاف
الصفحة رقم: 3

في غير العربيةِ، الفرنسية، تحديداً، هذا الإشكال غير مطروح، لأنَّ الأصل اللغوي بين Poème وPoésie هو نفسه، وهو ما يجعل من مشكل ترجمة Poème بـ"قصيدة" من قبيل إسقاط مفهوم له بناؤه، وأصوله المفهومية على مفهوم لا يحمل نفس المعنى، وهذه من مُعْضِلات الترجمة عندنا.

ما يزال الشِّعرُ، عندنا، وهو يدلُّ على الكثرة والتنوع، وليس على الجمع، وهذا هو معنى أصل المفهوم، يعيش على مفهوم "القصيدة"، وعلى "تأسيسها" بتعبير ابن طباطبا العلوي، الذي كان من مؤسِّسي المفهوم، أو الدَّاعين إلى تأسيسه، أي بنائه، حتى لا ينفرط "عيارُه".

مشكلةُ الشِّعرية العربية المعاصرة، هي مشكلةٌ مفهومية بالدرجة الأولى، كون هذه الشعرية لم تُؤسِّس مفاهيمها، وبقيت تعيش على مفاهيم "القصيدة"، فيما هي سَعَت للخروج على النموذج القديم، أو سَعَت لِـ"تأسيس" مفهوم "الحرية" في الشِّعر، وهو، بالأسف، مفهوم، كانت، هو الآخر تستعيره من مرجعٍ، فَهْمُه للحرية، وممارسته لها، كتابةً، كان أكثر جُرْأَةً وتَحَرُّراً، مما أقْدَمَتْ عليه تجربة "الشِّعر الحر".

"القصيدة"، في بنائها، وفي "تأسيسها"، جاءت من الممارسة الشَّفاهِيَة، والشَّكْلُ، أو التوزيع الذي كُتِبَتْ به، كان انعكاساً لهذه البنية الـمُتَرَسِّبَة في قاعها، وهو ما ينسجم مع طبيعة الزَّمَن الذي جاءت منه.

هل زمن "القصيدة" كاختيار شفاهيٍّ، هو زمن "الشِّعر" باعتباره اختياراً مفتوحاً على مقترحاتٍ، عملت النظرية النقدية القديمة على طَمْسِها وتهميشها، في مقابل دَعْم "القصيدة"، وهي اختيار واحد مفرد، هو النموذج "الجاهلي" الذي قَبِلَ به "الـمُدَوِّنون" العرب، رغم أنه جاء من خارج الدِّينِ، أو كان، في قاعدته العامة، شعراً "وَثَنِياً"؟

ما سيجعلنا نذهب في مشروعنا الشِّعري إلى "الكتابة" باعتبارها ممارسة شعرية بمعنيين، فهي مفهوم بطبقتين، وهو ما يجعلنا نحرص على كتابته بخط أسود بارزٍ، كونه يحمل في طياته، معنى "الشِّعر"، أو هو ممارسة شعرية، بكل تمظهراتها الكتابية الغرافيكية، أي ما له علاقة بالصفحة، والكتابة، باعتبارها وَعْياً له علاقة بالخط، وبمزاولة الكتابة بحسب ما تقتضيه وضعية النص على الصفحة الواحدة، أو الصفحة المزدوجة، كما كان هَجَسَ بذلك مالارميه.

الصفحات