أنت هنا

قراءة كتاب ما ورائية التأويل الغربي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ما ورائية التأويل الغربي

ما ورائية التأويل الغربي

كتاب " ما ورائية التأويل الغربي " ، تأليف د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: منشورات ضفاف
الصفحة رقم: 2

المقدمة

الحمد لله حمد الشاكرين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه، ومن والاه إلى يوم الدين.

أما بعد:

فإن البحث عن مكنونات وما ورائيات الفلسفات الحديثة التي دخلت إلى حقل النقد الأدبي وأدت إلى إحداث ثورة في مجال مقاربة النص الأدبي ولاسيما في المقاربات الأدبية التي ظهرت فيما يسمى نقد ما بعد الحداثة التي عملت بدورها على إقصاء سلطة المؤلف والنص وركزت على دور المتلقي في إنتاج المعنى والدلالة مما عملت على تقويض وتفكيك منظومات معرفية كثيرة ظلت لفترة طويلة تمثل مركزية معرفية تؤمن بسلطان العقل والمنطق، ولعل الاركانون الأرسطي ومبادئه شكل حضورا مسلما به في عملية التفكير المنطقي وفهم الأشياء وأحتوئها مفهوميا وواقعيا بعد أن كان التفكير الإنسانية ميتافيزيقيا في منطق سقراط وأفلاطون، فركزت المعرفة الإنسانية عبر تاريخها الطويل على قدرة العقل في فهم الذات والأشياء، الا أن اصطدمت بالنصوص المقدسة وفكرة الإلهام والحدس والوحي التي تبلورت في المدونات الهرمسية والغنوصية التي اشتغلت بمنظومة فلسفية تناقض وتقوض مبادئ حدود العقل والمنطق الأرسطية: مبدأ الهوية، ومبدأ التناقض، والثالث المرفوع، والنسقية الخطية للسببية أو العلة والمعلول، وأن سبب تقويض أو هدم المنطق الأرسطي هو في لحظة التقاء الدين بالفلسفة، ووساطة الوحي أو النبي التي كانت لها أدواتها الذوقية والحدسية والإيمانية التي تناقض مبادئ العقل؛ وأمام هذه الإشكالية التي تلاقت وامتزجت بين الديانة المسيحية واليهودية والفلسفات الإلحادية الأفلاطونية والأرسطية، متطلبا الأمر وجود وسيط آخر يمكن من خلاله الوصول إلى الحقيقة المدونة في النصوص المقدسة المتبئرة في مركزية اللغوية ومنطقها والمرتبطة بعصور وظروف ثقافية وفكرية؛ لذلك كانت الفلسفة التأويلية والمؤولين يفسرون ويعيدون إعادة إنتاج دلالتها من خلال فك رموز ومجازية الخطاب المقدس الذي تكمن في باطنه الحقيقة. وإن الإقصاء والتهميش الذي كان يمارسه العقل الأرسطي على العقل التأويلي والتفكيكي وفكرة الاختلاف أحتاج منا إلى إجراء بحث اركيولوجي في هذا الكتاب عن أصول ومفاهيم ومناهج الفلسفة التأويلية في بيئتها، وحاضناتها الفلسفية والمعرفية الغربية في جميع تقلباتها التاريخية والأسطورية والدينية الابستومولوجية والانطولوجية والنقدية.

وثمة دوافع كثيرة دفعتني إلى اختيار البحث في الأصل أو البدايات لفلسفة متجذرة في أعماق الأنظمة الفلسفية الكبيرة - السقراطية والأفلاطونية والأرسطية، وكانت تسير على هامش سلطة العقل المنطقي، محققة انفتاحا معرفيا على الفكر الغربي مما شكل تواصلا وتحاورا معرفيا وفلسفيا يمد جسورا بين ثقافتين مختلفتين تمنح القارئ العربي إمكانية الاطلاع على أنظمة معرفية تساعده على تحقيق تكاملا معرفيا وثقافيا، فضلا عن أن الفلسفة التأويلية بكل أشكالها تداخلت وتشابكت معرفيا ومفاهيميا مع النقد الحديث في ما بعد الحداثة، وكذلك يمثل هذا الكتاب تكملة لمشروع بدأناه في أطروحة الدكتوراه التي كانت بمثابة مقاربة تطبيقية في شعر الشاعر العراقي الكبير فاضل العزاوي، إذ إن ضغوطا كثيرة أدت بنا في أطروحة الدكتوراه إلى الاختصار وتجاوز أعلام وفلسفات كثيرة، لأن الأطروحة ركزت على الجانب التطبيقي وهذا لا يمنع أن يكون هذا الكتاب بمثابة توسيعا وإضافة على ما ذكرناه في الأطروحة، هذا ما يخص أسباب اختيار الموضوع، أما خطة الكتاب فإنها قائمة على تمهيد وفصلين:

الصفحات