كتاب " ما ورائية التأويل الغربي " ، تأليف د.
أنت هنا
قراءة كتاب ما ورائية التأويل الغربي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
تناول التمهيد ماورائية (التأويلية أبنية المفاهيم، وأنظمة الخطاب العربي والغربي) كاشفا عن بداية تشكيل مفهوم ومصطلح التأويلية وسيرورة تحوله المعرفية والفلسفية عند العرب وتداخله مع مصطلح التفسير الذي تلقح معه على أشكال كثيرة متداخلة بين الترادف، والتماثل، والاختلاف، مما أدى إلى يفضل الخطاب الأصول الديني العربي التفسير على التأويل لموضوعية الأولى التي انطلقت من النص، وعقلانية الثاني الذي انطلق من الرأي أو العقل، ولعل العلاقة المتواترة والمتنافرة بين التأويل والتفسير في الخطاب الديني بقيت مستمرة إلى الوقت الحاضر، مما تسببت في إشكالية ترجمة وتأصيل مصطلح التأويل عند الغرب بكل محمولته الفلسفية والمعرفية عند العرب، لذلك انفتح مصطلح ومفهوم التأويلية الغربية على مسارين الأولى إتجه إلى الماضي وحفر في أنظمة الخطاب العربي مستعيرا إشكاليته القديمة مسقطها على المصطلح الغربي، والثاني إتجه إلى أنظمة الخطاب الغربي مستعيرا المصطلح إلى البيئة والثقافة العربية، مما سبب للذات العربية الوقوع في ارتباك الحنين إلى الظل العربي، أو التوجه نحو الأمل والاغتراب في الظلال الغربي.
وأشتمل الفصل الأول على مبحثين تضمن المبحث الأول ماورائية الأصول التاريخية للتأويلية الغربية التي ارتبطت بأسطورة تحوت المصري والمدونات الدينية الهرمسية والغنوصية، والفكر النقدي الإصلاحي الديني عند لوثر، واستبنوزا الذي مهد الطريق إلى تحويل التأويلية إلى علم له قوانينه الخاصة، وهذا ما حددناه في المبحث الثاني الذي تطرق إلى تحويل التأويلية من آلة أو تقنية ثانوية بيد رجال الدين إلى علم له قوانينه الخاصة في ابستومولوجية شلايرماخر ودلثاي.
أما الفصل الثاني فقد خصص لماورائية التأويل في الأصول الانطولوجيا والنقدية مقسما إلى مبحثين: الأول عرض عملية الانتقال من الحقل الابستومولوجي إلى الحقل الانطولوجي بمعية المنهج الظاهراتي عند هوسرل الذي عمل على تحيد فكرة الذات والموضوع في مقولة المقصدية الظاهراتية، والتي - الفلسفة الظاهراتية - شكلت بداية الانطلاقة التأويلية عند هيدغر، وغادامير، وريكور بعد أن أجروا عليها عملية تذويب وامتصاص وتحوير لتنسجم مع التأويلية التي تبحث عن المستور أو السري من المعاني، ثم استعرض المبحث الثاني علاقة التأويلية مع النقدي الأدبي وانفتاح المشاريع الفلسفية على النقد والتأويلية مما أدى إلى أن تمثل آلة أو أداة بيد الناقد يمكن له من خلالها أن يقارب النص الأدبي، فكانت سيميائية أمبرتو إيكو التي انفتحت على التأويلية لتشكل أداة نقدية، وتداولية فش التي أضفت الشرعية على الجماعة المفسرة، والإرادة الموضوعية وبعث فكرة قصدية المؤلف في ابستومولوجية هيرش التي مزجت بين تأويلية شلايرماخر ودلثاي وتحاورت مع انطولوجية هيدغر، وغادامير، وريكور.
وفقينا خطة الكتاب بخاتمة توصلنا بها إلى جملة من النتائج، وانتهينا بقائمة ضمت أهم المصادر والمراجع التي استعان بها الباحث.
ولا يفوتني أن اذكر أن كثرة الآراء وتضاربها وتناقضها وصعوبة الفلسفة التأويلية أدىت إلى أن يحدث نوعا من الإسهاب والتفصيل في بعض المباحث، فضلا عن أن كثرة المصطلحات والمفاهيم الفلسفية وأعلام الفلاسفة الغربية يعود إلى كونها كانت تشكل خلفيات معرفية ساعدت على تبلور البناء المعرفي والفلسفي عند الفلاسفة التأويليين الذي تأثروا بها إيجابا أو سلبا.
وتجدر الإشارة إلى أن الأمانة العلمية حتمت علينا أن نذكر بعض الآراء والأطروحات التي لا يقبلها الدين الإسلامي ولا يقبلها الباحث، ولكن ضرورات البحث في المرجعيات والماورائيات الغربي اقتضى عدم تجاوزها.
وختاما فإنني أتوجه إلى الله سبحانه وتعالى الذي وفقني لإنجاز الكتاب بالحمد والشكر والثناء، وأتوجه بالشكر إلى الدكتور علي كمال الدين الفهادي، ولزوجتي لما وفرته لي من الوقت والهدوء لإنهاء هذا الكتاب، وللدكتور عبد الخالق سلمان الدليمي ولكل الأصدقاء المخلصين.
وإن الوفاء يقتضي أن أقدم خالص شكري وامتناني لدكتورة بشرى حمدي البستاني التي شكلت رافد معرفيا وثقافيا يستقي منه كل طالب تتلمذ على يدها فلها جزيل الشكر والاحترام.
وأخيرا لا يدعي هذا الكتاب الكمال فالكمال لله وحده، وما كان صوابا فهو منّة الباري المتكبر وما كان خطأ فمن ضعفي وقلة حيلتي.
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وصحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
د. محمود خليف خضير
الموصل/العراق