كتاب (جماليات السرديات التراثية، دراسات تطبيقية في السرد العربي القديم) يتناول بعض الأشكال السردية القديمة، في النص النثري القديم، تحليلاً وتأويلاً ؛ للكشف عن ذلك المخبوء المعمّى، المستتر خلف حكائية هذه السرديات التراثية، بغية إعادة اكتشافها، والانفتاح عليه
You are here
قراءة كتاب جماليات السرديات التراثية - دراسات تطبيقية في السرد العربي القديم
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
العوامل المتغيرة والعوامل الثابتة
تتضح من الحكايات الثلاث عوامل ثلاثة تبرز بوضوح، في كلٍ منها: اثنان من هذه العوامل متغيران، وثالث ثابت.فأما المتغيران، في الحكاية الأولى، الحكاية الإطارية، فهما:
الوليد بن يزيد بن عبد الملك، ويزيد بن الوليد بن عبد الملك. وأما العنصر الثابت فيها، فهو: الصراع.
وفي الحكاية المتولدة الأولى، العاملان المتغيران هما: عمرو بن سعيد، ومرة أخرى: عبد الملك وابن الزبير، والعامل الثابت دائمًا الصراع.
العاملان المتغيران في حكاية الحيوان: ظالم والحية، ومرة أخرى: مفوض وظالم. والصراع هو العامل الثابت هنا أيضًا.
هذه العوامل أو العناصر، تلتقي كلها في شكل أساسي واحد يُطلق عليه " البيئة التحتية للتعبير، وهذه البيئة ثلاثية التركيب.
وكما أشرنا، فالعاملان (أ) و(ب) متغيران، وفي حالة صراع دائم، وعلى هذه المحاور قامت الحكاية التاريخية. وتحكُم العامل الأول (أ) والعامل الثاني (ب) علاقةٌ جدلية، لذا كانا متغيرين، وأما الثالث/الصراع، فهو العامل الثابت دائمًا، " فلا مجال لتغيره إنه من طبيعة العمران البشري، كما يقول ابن خلدون.
فبالنسبة للحكاية الأولى الإطارية، فإننا نرى العوامل فيها تتموضع كالآتي: (حسب المعطيات والأسباب).
هكذا هي العلاقة كما تبدو بين العوامل في الحكايات الثلاث، وكنا قد أشرنا سابقًا إلى أن العاملين أ و ب متغيران، فإذا تغيرت المواقع، بحيث كان الظالم في مكان المظلوم، كان ذلك ممكناً بالتأويل: حسب المعطيات والدلالات الكامنة في النص، فالتأويل يمكنه كشف ما لا يستطيع التاريخ كشفه في مثل هذه النصوص.