كتاب " دعوة نبي الله عيسى عليه السلام إلى التوحيد وفق التوراة والإنجيل " ، تأليف د. شاكر توفيق العاروري ، والذي صدر عن دار زهران ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
You are here
قراءة كتاب دعوة نبي الله عيسى عليه السلام إلى التوحيد وفق التوراة والإنجيل
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
دعوة نبي الله عيسى عليه السلام إلى التوحيد وفق التوراة والإنجيل
المقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.
إن مما أوجب الله تبارك وتعالى على الناس الإيمان به وتوحيده والاستسلام له والانقياد لأوامره. فأرسل الرسل ليعلموا الناس كل ما يحب، وأوجب على أتباع رسله وأنبيائه الإيمان بجميع رسله وما أنزل إليهم قال تعالى: ﴿ولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾;
[البقرة: 136].;
;وقال تعالى: ﴿;آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ;﴾ [البقرة: 285].
اعلم وفقنا الله وإياك أن كل الأنبياء والمرسلين جاءوا إلى الناس بدعوة التوحيد وهي (شهادة أن لا إله إلا الله) وقضت أعمارهم في دعوة الناس إليه حتى خلفت خلوف ضيعت منار الأنبياء ودعوتهم. وما زال أكثر أتباع الأنبياء ناعيون طريق أنبيائهم إلى مبعث نبيا محمد ﷺ.
فوجب علينا معشر أهل الإسلام والتوحيد أتباع محمد ﷺ أن نبين لغيرنا من أهل الكتاب وسائر الأمم حقيقة هذه الدعوة المباركة؛ وأنها غاية الأنبياء وسبيل الأتباع الأنقياء وأنها دعوة نبي الله عيسى عليه السلام صنوا إخوانه المرسلين الأصفياء صلوات الله عليهم، كما قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ﴾ [النحل: 36].
وقال تعالى: ﴿يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ﴾ [النحل: 2].
وقوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ [الأنبياء: 25]، وغيرها من النصوص البينة الظاهرة في كتاب الله تبارك وتعالى.
ولما لم يكن أهل الكتاب أتباع نبي الله عيسى عليه السلام لا يؤمنون بنبوة محمد ﷺ ولا بما بلّغه الناس من مقام التوحد والشريعة على السواء؛ لزم بيان الركنين الأصيلين في هذا الموضوع؛ أعني حقيقة التوحيد ونبوة محمد ﷺ كما دعى إليها وبينها نبي الله عيسى عليه السلام.
ليظهر للعموم أن غاية الأنبياء واحدة؛ وهي توحيد الله تبارك وتعالى وعبادته، ثم بيان أن نبينا محمد ﷺ هو النبي المبشر به في التوراة والإنجيل.
ولما لم يكن أهل الكتاب يرضون بالتدليل على ذينك الأصلين من القرآن رأيت إلزامهم بكتابهم؛ وأن نجعل العمدة والحجة عليهم بما هم يؤمنون به ليكون مدعاة لهم للاستجابة وسببا للمسارعة إلى الإيمان بأنه لا إله إلا الله وأن عيسى عبد الله ورسوله، والتدليل من كتابهم على أن محمداً رسول الله.
كما وأني سأعرض مواضع الإشكال عندهم وأجيب عنها؛ معيناً لهم على فهم ما بين أيديهم من كتاب بتفسيره من عين كتابهم راجياً من الله التوفيق والسداد.