كتاب " أفكار حول تحديث المشروع الاشتراكي " ، تأليف كريم مروة ، والذي صدر عن
You are here
قراءة كتاب أفكار حول تحديث المشروع الاشتراكي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
يتألف الكتاب من قسمين وملحق. ويبدو من عناوين القسم الأول الهم الذي يرافقني حول أمرين. يتمثل الأمر الأول في تقديم بعض النقد لتجربتنا الاشتراكية منذ البدايات في الفكر وفي الممارسة. ويتمثل الأمر الثاني بتقديم بعض الأفكار للنقاش حول تحديث المشروع الاشتراكي، كضرورة تاريخية في ظل الثورات العربية الجديدة، من أجل أن يلعب اليسار دوره الضروري في ترشيد وتسديد مسارها، إرتقاء بوعي الشباب الذين يشكلون قوتها الأساسية، وتطويراً لبرامجها، وحساباً دقيقاً للصعوبات التي تواجهها من داخلها ومن خارجها.
سيجد القارئ في هذا القسم من الكتاب كثرة من الاستشهادات بنصوص لماركس وإنجلز ولينين. ولهذه النصوص وظيفة تتصل بتعزيز موقفي إزاء الاشتراكيين الذين يتمسكون بمرجعية ماركس في إنتمائهم للمشروع الاشتراكي. غير أن بعض التناقض يبرز، برغم محاولتي للتقليل من شأنه، عندما أدخل في نقاش مع بعض أفكار ومفاهيم ماركس التي أثبتت الحياة إنتهاء دورها. وقد استعنت للتقليل من هذا التناقض باللجوء إلى إستشهادات من نصوص لماركس بالتحديد رأيت أنها تسهم في إزالة هذا التناقض، أو التخفيف من حدته. كما استشهدت بنصوص لإنجلز وبليخانوف ولينين للغرض ذاته. وهذا هو حال الذي يجد نفسه مضطراً للاستشهاد بنصوص للكبار في معرض الدفاع عن موقفه. ولست نادماً على لجوئي لهذه الاستشهادات. وأترك للقارئ حقه في إتخاذ الموقف الذي يراه ملائماً من آرائي ومواقفي في هذه الأبحاث التي هي، في كل الأحوال، مفتوحة للنقاش. ولا أملك أنا, ولا أحد حق الادعاء بامتلاك الحقيقة.
أما القسم الثاني من الكتاب فهو قراءة لوقائع قديمة وجديدة، ولأحداث ولمسارات تتصل بالاشتراكية قبل انهيارها، ولذكريات وانطباعات تكوَّنت عندي في "ثورة" المجر تحديداً في عام 1956، وفي آخر زيارة لي إلى كوبا الاشتراكية التي تعاني من أزمتين، أزمة الحصار الأميركي الظالم، وأزمة المراوحة والبقاء في الماضي والتأخّر عن إجراء إصلاحات ضرورية في بناء إقتصادها، وفي زيارة حديثة لروسيا التي انتقلت من الشيوعية إلى رأسمالية ملتبسة في اتجاهاتها.
وقبل أن يتساءل القارئ عن السبب الذي دعاني لوضع ذكريات المناضل الاشتراكي الفرنسي بول لافارغ مع كل من ماركس وإنجلز في الكتاب، أود أن أشير إلى أهمية هذه الذكريات بذاتها، والأهمية التي تربطها، ولو عرضاً، بموضوع الكتاب. فهي تقدم للقارئ اليساري خصوصاً، وللقارئ من أي إتجاه فكري وسياسي كان، صورة إنسانية لهذين الرمزين الكبيرين المؤسسين للحركة الاشتراكية العالمية. وهي صورة غير معروفة عنهما، بسبب إنشغال الاشتراكيين بتراثهما الفكري، وعدم الالتفات إلى الجانب الانساني من حياتهما.
هذا هو الكتاب. وذلك هو غرضي من إصداره في صيغته المشار إليها. وكلي أمل في أن أكون قد قدمت فيه بعض ما يتصل بهمومي كإشتراكي في جعل حركتنا الاشتراكية تخرج من أزمتها وتدخل في العصر وفي تحولاته، وتمارس دورها في قلب الحراك العربي الجديد، الذي يتخذ طابع ثورات كبرى تحاول، وسط الصعوبات الكبيرة التي تواجهها من داخلها ومن خارجها، أن تُحدِث التغيير المنشود الرامي إلى تحرير بلداننا من أنظمة الاستبداد السائدة فيها، وتحقق الحرية والكرامة والعيش الكريم لشعوبنا المقهورة.
كريم مروّة