You are here

قراءة كتاب أفكار حول تحديث المشروع الاشتراكي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أفكار حول تحديث المشروع الاشتراكي

أفكار حول تحديث المشروع الاشتراكي

كتاب " أفكار حول تحديث المشروع الاشتراكي " ، تأليف كريم مروة ، والذي صدر عن

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 4

لا أريد بهذه الاشارات إلى واقع الحركة الاشتراكية أن أمارس نقداً للذات الفردية وللذات الجماعية داخل حركتنا. ما أريد أن أقوله ببساطة هو أن الوقت قد حان لكي تخرج أحزابنا القديمة وحتى الجديدة الناشئة من أزماتها وتدخل في الزمن الذي نحن فيه، وتتحمل مسؤولياتها في هذا الخضَمّ الهائل من التحولات التي تشكل الثورات العربية المعاصرة أحد أبرز تجلياتها. لكن الخروج من الأزمة يتطلب توافر أمرين ضروريين متلازمين. يتصل الأمر الأول بضرورة قراءة التجربة لمعرفة عناصر الخلل التي قادتها إلى الانهيار وقادت أحزابنا إلى الوقوع في أزماتها الراهنة. ويتمثل الأمر الثاني بضرورة المعرفة الدقيقة بواقعنا العربي الراهن في جوانبه كلها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لكي تكون قادرة على شق طريقها إلى لعب دور في الأحداث الجارية، وإلى قلب الثورات، وتمارس الدور الذي تستعيد به مكانها التاريخي إسهاماً في الارتقاء بوعي القوى الثورية من الشباب، وتسديد وترشيد مسار الثورات في مواجهة صعوباتها الداخلية والخارجية، ومتابعة السير بقوة في اتجاه تحقيق الأهداف المبتغاة منها.

المطلوب إذن هو بداية العمل في تحديث المشروع الاشتراكي كمهمة تاريخية لم تعد تحتمل التأجيل. وهي مهمة جيل بكامله من الشباب بمساعدة قدامى الحركة الذين يفترض بهم أن يقوموا بالمراجعة النقدية لتجربتنا واستخلاص الدروس منها للمستقبل.

وفي ما يخصني أنا بالذات فإنني أشهد أنني حاولت، وما زلت أحاول، أن أقوم بما أعتبره واجبي كإشتراكي في تقديم إجتهاداتي الفكرية التي تتيحها لي إمكاناتي المحدودة في المجال الفكري، وتجربتي الغنية في العمل السياسي داخل حزبي الشيوعي اللبناني، وفي المهمات التي أوكلت إليّ على صعيد الحركة الشيوعية عربياً وعالمياً. كتبت كثيراً. وشاركت بندوات عديدة. وألقيت محاضرات. وشاركت في حوارات عبر وسائل الاعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية على امتداد العالم العربي وفي بعض البلدان الأجنبية. وأصدرت العديد من الكتب، وما زلت منهمكاً في هذا العمل إلى أن يجفّ قلمي وتنضب عناصر الإبداع في عقلي. وها أنا منخرط حتى النخاع في هذه المهمة الكبرى، في هذا الكتاب الذي أقدمه إلى أجيالنا الشابة الثائرة.

إن تحديث المشروع الاشتراكي يصبح اليوم في نظري أكثر من ضرورة. وعلى الشباب ألا ينتظروا الحرس القديم، ولا أي حرس من أي زمن. فالعصر هو عصرهم، ومهمة التغيير هي مهمتهم، لأن المستقبل هو مستقبلهم ومستقبل بلدانهم الذين هم بُناته وصانعوه. وإذ أشدد على تحديث المشروع الاشتراكي فلا أرمي بذلك قط إلى عدم الالتفات إلى أصحاب المشاريع الأخرى بأسمائها المختلفة. لكنني كإشتراكي يهمني أن يكون أبناء جلدتي الفكرية من الذين يعلنون انتماءهم إلى الاشتراكية أصحاب دَوْرٍ مميز في عملية التغيير الصعبة والقاسية الجارية في بلداننا العربية التي ترمي إلى تحريرها من أنظمة الاستبداد والفساد والقهر التي عاشت طويلاً ودمرت بلداننا حجراً وبشراً، ووضعتها خارج حركة التاريخ وخارج التحولات الكبرى الجارية فيه.

Pages