You are here

قراءة كتاب أفكار حول تحديث المشروع الاشتراكي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أفكار حول تحديث المشروع الاشتراكي

أفكار حول تحديث المشروع الاشتراكي

كتاب " أفكار حول تحديث المشروع الاشتراكي " ، تأليف كريم مروة ، والذي صدر عن

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 3

القسم الأول : أفكار حول تحديث المشروع الاشتراكي

في زمن الثورات العربية المعاصرة - دروس غنية قدمتها التجربة الاشتراكية المنهارة لم تتعلم منها أحزاب اليسار القديمة والجديدة

مضى على إنهيار التجربة الاشتراكية عقدان ونيف من الزمن. قد لا تكون هذه الأعوام كافية لإستخلاص الدروس الضرورية من ذلك الحدث الزلزال. لكن سرعة الأحداث التي شهدناها في هذه الفترة الزمنية كانت أكثر من كافية، فيما يبدو لي، أشبه بالأمر البديهي. وتشير سرعة الأحداث، وما يترافق معها من متغيرات كبرى في كل الاتجاهات، إلى أن الزمن لم يعد يُحسب، كما كان عليه الحال في الماضي، بالعقود وبالقرون. لقد صارت الأعوام والأيام هي المقياس الذي يقاس به مرور الزمن. بهذا المعنى أرى أن الحركة الاشتراكية بكل مكوِّناتها، القديم من أحزابها والجديد من هذه الأحزاب على حد سواء، قد قصّرت، وما تزال مقصِّرة، في إستخلاص الدروس الغنية التي قدمتها لها التجربة الاشتراكية بفعل إنهيارها. فهي ما تزال في معظمها غارقة في أزماتها، تعيش على هامش الأحداث الجارية، فاقدة البوصلة التي كانت تتمثل بالفكر الماركسي. وهو فكر عظيم وما يزال فكراً عظيماً بمنهجه المادي الجدلي، حتى وإن كان الكثير من مفاهيمه تحتاج إلى إعادة نظر.

غير أنني وأنا أعلن حزني ومرارتي إزاء مشهد اليسار الاشتراكي في عالمنا العربي وفي العالم، تعود بي الذاكرة إلى الزمن الذي سبق إنهيار التجربة بأعوام عدة. فماذا تقول لي الذاكرة عن تلك الأعوام؟

لنعترف من دون مكابرة بأن الخلل الذي قاد التجربة الاشتراكية إلى إنهيارها هو ذاته الذي جعل حركتنا الاشتراكية تقع في ما وقعت فيه التجربة الأم، وأن تبدأ في التراجع والدخول في أزماتها قبل إنهيار التجربة. ولا أظنني بحاجة إلى براهين وأمثلة لتأكيد ما أقول. فالحياة ذاتها هي الشاهد الكبير على ما أقول في أحزاب بلداننا وفي الأحزاب الأخرى في العالم. أهمية هذا الاعتراف بالواقع الذي كانت تعيش فيه حركتنا الاشتراكية في مرحلة ما قبل إنهيار التجربة وفي مرحلة ما بعد الانهيار، أنها تضعنا أمام مهمة تاريخية شبيهة في أمور عديدة، لكن في زمن مختلف، بالبدايات التي تأسست فيها الحركة الاشتراكية العالمية الجديدة بقيادة ماركس وإنجلز ورفاقهما. قد يعترض البعض على هذا الكلام، وربما يعترض عليه الكثير ممن لا يزالون يعتبرون أنفسهم إشتراكيين. وأفهم إعتراضهم وأحترمه. لكنني مقتنع بما توصلت إليه من استنتاج. وأشهد أنني، بخصوص الحركة الاشتراكية في بلداننا، كنت قد أشرت في مقال كتبته بمناسبة مرور مائة عام على وفاة ماركس، إلى عناصر الأزمة في ماركسية بلداننا العربية. كان ذلك في أواخر عام 1983. وقد أثار المقال إهتماماً في الأوساط الفكرية العربية، وأعيد نشره في أكثر من مجلة عربية، وصدر في أكثر من كراس، ووصل إلى سجون بعض البلدان العربية، كما أكد لي رفيقان سوداني ومغربي بعد خروجهما من السجن.

Pages