أنت هنا

قراءة كتاب الجامعة العربية والعمل العربي المشترك 1945-2000

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الجامعة العربية والعمل العربي المشترك 1945-2000

الجامعة العربية والعمل العربي المشترك 1945-2000

كتاب "الجامعة العربية والعمل العربي المشترك 1945-2000"، هذا البحث الذي قام على تحليل النصوص بغية استكناه دور هذه المنظّمة وفهم مسارها وإدراك غايتها يهدف أساساً إلى سد نقص طالما صاحب مثل هذا النوع من الدراسات من قبل فئتين من الباحثين هما فئة المنتقدين لدور ج

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 2
وفي مجال الثقافة مازال للجامعة دوراً – أي دور – فالمعركة تفتح لأول مرة على مستوى العالم بأسره، معركة تتناطح فيها الأفكار والعقائد والأديان والتكنولوجيا، وعلينا أن نعدّ جيلاً قادراً على مقارعة الحجّة بالحجّة يمتلك قناعات هي الإيمان بالله خالق هذا الكون، والإيمان برسالة الأمة الموجهة إلى البشرية قاطبة، وهي رسالة محبة وعدالة ورخاء ومساواة، وما أحوج العالم وهو يعاني من فقر روحي مدقع من أن يستمع إلى هذه الرسالة.
 
وأمام هذه التحديات التي تواجه الجامعة العربية ودولها لا مناص إذا ما رغبت هذه الدول وشعوبها في أن تكون عربية من إعادة النظر في ميثاقها، وإعادة النظر في أساليب عملها، وإعادة النظر في كوادرها، فالجامعة العربية بوضعها التي هي عليه الآن ربما لبّت طموحات عربية في مرحلة من المراحل لكنها لا تستطيع أن تواكب عصر تغيّر فيه كل شيء، فعلى الجامعة إذاً أن تتغيّر لتواكب هذا العصر ومتطلباته والتغيير لا يعني الاستبدال فما زالت الجامعة رغم قصورها وفي ظل عدم وجود وحدة أو اتحاد يجمع الأقطار العربية مازالت أفضل مكان للقاء والتشاور واتخاذ القرار العربي الجماعي الذي ينصت له العالم ويعيه. غير أن ثمة أخطار تواجه الجامعة العربية ودولها وهو أن النظام العالمي الجديد لا يريد أي منافسة أو تكتل أو حتى تنسيق خارج إطار مصالحه، ومن هذه الأخطار رغبة دول الهامش وهي إسرائيل وتركيا وإيران والحبشة لعب دور في النظام العربي ومحاولة جذب هذا القطر أو ذاك وإخراجه من دائرة التضامن العربي إلى دائرة التكتلات الهامشية مثل فكرة (الشرق أوسطية) (أو فكرة المتوسطية) نسبة إلى شعوب البحر الأبيض المتوسط، وقد عشنا في السابق نفس التجربة مع فكرة (حلف بغداد)، ومن هذه المخاطر أيضاً الانعزالية والطائفية والإقليمية بديلاً عن فكرة الوحدة العربية.
 
لهذه الأسباب وغيرها تبدو الأمة العربية في حاجة إلى الجامعة العربية لأن ما يجمع بين أقطار الأمة أكثر مما يفرّق. وإذا كانت الاختلافات تؤثر على المسيرة العامة لهذه الأمة فإن وحدة الهدف تظلّ أقوى من جميع التحديات، ومن هذا المنطلق كانت هذه الدراسة عن الجامعة العربية بمناسبة مرور خمسون عاماً على تأسيسها، وقد حاولت قدر المستطاع أن تتحلّى هذه الدراسة بأكبر قدر من الموضوعية. فاعتمدت على الوثائق الخاصة بالجامعة العربية نفسها، واستعنت بما كتب حولها، إضافة إلى معايشتي لهذه المنظّمة طيلة عشر سنوات سواء باشتغالي بمكتب شؤون الجامعة العربية بمكتب الاتصال الخارجي والتعاون الدولي بطرابلس، أو بعملي ضمن الوفد الليبي لدى الجامعة العربية بتونس ابتداءً من سنة 1979 إلى سنة 1984، وحضوري العديد من الاجتماعات واللقاءات المختلفة سواء على المستوى الوزاري أو الفني مما مكنني من الإطلاع عن كثب على سير عمل هذه المنظمة، ومعرفة أوجه الخلل وأساليب النجاح. وشجعني على كتابة هذه الدراسة الوصفية التحليلية المعنونة باسم (الجامعة العربية، والعمل العربي المشترك) وقسمتها إلى مقدمة وأربعة عشر فصلاً وخاتمة. تحدثّت في الفصل الأول عن ظروف نشأة هذه المنظمة، والهيكل التنظيمي لها، ومبدأ التصويت والعضوية والانسحاب والفصل، وطريقة اتخاذ القرار، وفض المنازعات بين الدول الأعضاء، ومشاريع تعديل الميثاق. وفي الفصل الثاني تحدثت عن مؤتمرات القمة العربية منذ نشأة الجامعة حتى الآن موضّحاً أهم قرارات كل مؤتمر، والوسائل التي اعتمدت لتنفيذ تلك القرارات، والضغوط التي واجهت الأمة العربية خاصةً ما يتعلّق منها بالقضية الفلسطينية. وفي الفصل الثالث تكلمت عن الدفاع العربي المشترك

الصفحات