أنت هنا

قراءة كتاب رب إني وضعتها أنثى

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
رب إني وضعتها أنثى

رب إني وضعتها أنثى

رواية "رب إني وضعتها أنثى" للكاتبة نردين أبو نبعة، الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، تأخذك إلى شاطئ غزة المحاصرة لتحكي للقارئ من هناك وعلى لسان ثلاث أبطال يتناوبون السرد ..

تقييمك:
1
Average: 1 (1 vote)
الصفحة رقم: 5
يتلاطم الشّوق والدّمع في مآقي أعيننا·· نهفو للدمع كي يريحنا لكنّه ظلّ يتماوج أسيرًا للحدقة ثمّ ما لبث أن سال على حين غرّة!! حينها صرخت بثينة:
 
- لا والله ما ندخل فلسطين إلاّ والفلسطينيّات معانا!!
 
مضت ربع ساعة أخرى من الصّمت والمعبر أمامنا غَباش لا نرى شيئًا ولا نسمع أحدًا!!
 
غبش يضلّل كلّ المشاهد الحاضرة حولي فلا أستطيع أن أميّز بين الأشكال والألوان والأشياء!! الحجر والبشر عندي سواء!! بريق عمري المنقضي·· يلتمع أمامي في لحظة فيغدو رمادًا·
 
أسمع الحوار الذي يدور بين كرم والضابط المصريّ· أتمتم بدعاء أوصتني به أمّي يومًا عندما تشتدّ الظّلمة حولي فيغدو القلب ماء أرشُّه بريدًا إلى غزّة التي لا تبعد عنّي سوى مرمى حجر!!
 
أتأمّل المعبر المصريّ وأتساءل:
 
- هل سأجتازه يا ترى؟ أم سيخترعون لي مشكلة يلفّقونها لي في اللحظة قبل الأخيرة؟
 
- هل سيعيدونني إلى القاهرة ومن ثمّ إلى عمّان؟ هل سأتحمّل أن أعود بعدما شممت ريح غزّة دون أن تطأ قدمايَ أرضها؟
 
- من أين لي بالصّبر يا ربي؟ ماذا سأقول لأطفالي الذين ينتظرون جعبة الأخبار التي أحملها بنطاقي؟
 
- لا بأس إن قلتُ لهم إنّ الظّلمة والجمر يسكن في بلاد العُرْب أوطاني!! يروعنا الجمر يسكبونه على أيدينا وفوق رؤوسنا حتّى نيأس ونستسلم ولا نعود إلى هنا!! يحاولون أن يُغلقوا المُقل حتّى لا يروا في مرآة أَعْيُننا فلسطين·
 
سأبقى على المعبر، لن أرحل قبل أن أدخل غزّة، كنتُ أسمع عن المئات ينامون على المعبر ويُمنعون من دخول غزّة ولكن هذا قبل رحيل الاحتلال·· والآن!!
 
من بعيد يلتمع بحر غزّة كسَيْف· في كلّ موجة يزغرد عطشًا للحرية وظمأ للحياة· في كلّ موجة أخاله يفتح ذراعيه لأتزوّد بشَرْبة منه· فأنا أعرف طريق الآبار والينابيع ولكنّه يعرف إن أنا شربت منه فلن أظمأ بعدها أبدًا·

الصفحات