أنت هنا

قراءة كتاب في شقتنا خادمة حامل

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
في شقتنا خادمة حامل

في شقتنا خادمة حامل

تتحدث رواية (في شقتنا خادمة حامل) عن سالم، الشاب البحريني الذي قادته طموحاته العلمية إلى السفر إلى لبنان في أوائل السبعينات ليلتحق بواحدة من أفضل الجامعات في الشرق الأوسط، في مدينة كانت وقتها من أجمل مدن الكون وأغلاها وأكثرها تحررًا وانفتاحًا وتعددية، هناك

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 2
في شقتنا خادمة حامل
 
عاد سالم إلى منزله مبكرا على غير عادته· ذهب رأسا إلى الدور العلوي حيث الجناح الخاص به· الجناح مكون من غرفة نوم واسعة ودورة مياه فاخرة وشبه مطبخ لإعداد الوجبات الخفيفة· كم تمنى سالم في طفولته وصباه أن يكون له مثل هذا الجناح ليمارس فيه خصوصياته ويستقبل أصدقاءه ويمارس هواياته المتعددة· ضعف الحالة المادية لأسرته وقفت لسنوات طويلة حائلا أمام تحقيق ذلك الحلم إلى أن أتى الفرج بهبوب رياح الطفرة النفطية الأولى· من جهته حاول سالم التكيف لسنوات مع الوضع، فكان يتقاسم غرفة النوم الكبيرة مع إخوانه وأخواته، ويراجع دروسه وهواياته في الرسم والقراءة وجمع الطوابع في غرفة جدته، التي لطالما عنفته بشدة على تعليق صور المشاهير من نجوم ونجمات السينما المصرية والعالمية، وصور زعماء حركات التحرر الوطني في العالم، على جدران غرفتها كبديل عن لوحات الآيات القرآنية· 
 
كانت جدته كنساء زمنها ملتزمة بشعائر الدين، مواظبة على أداء الصلوات الخمس في أوقاتها، حريصة على تغطية شعرها وجسدها بالدراعة الخليجية الخفيفة ذات الأكوام الواسعة المطرزة· كان بياض بشرتها وشعرها الطويل المائل إلى الاحمرار مبعث تساؤل دائم لدى سالم عن أصل جدته· هل هي فارسية يا ترى، أم تركية؟ أم إن في عروقها دماء شركسية أو كردية؟ كان كثيرا ما يغلف تساؤلاته بالمزاح الذي تستلطفه جدته، لكن دون أن تمنحه الجواب الشافي·
 
أراد سالم أن يأخذ قسطا من الراحة قبل أن ينزل إلى الدور السفلي لتناول طعام الغداء مع والدته وجدته وبقية أفراد الأسرة· رمى بجسمه على الأريكة الكبرى، ضمن طقم الجلوس الذي كثيرا ما لام نفسه على اختياره بسبب لونه البرتقالي القبيح، هو المشهود له منذ صباه المبكر بالذوق الرفيع في انتقاء الألوان وتناسقها· مد يده اليمنى إلى الطاولة المجاورة لالتقاط علبة سجائر جيتان الفرنسية، التي تعود على تدخينها أثناء سنوات دراسته في العاصمة اللبنانية· 

الصفحات