تتحدث رواية (في شقتنا خادمة حامل) عن سالم، الشاب البحريني الذي قادته طموحاته العلمية إلى السفر إلى لبنان في أوائل السبعينات ليلتحق بواحدة من أفضل الجامعات في الشرق الأوسط، في مدينة كانت وقتها من أجمل مدن الكون وأغلاها وأكثرها تحررًا وانفتاحًا وتعددية، هناك
أنت هنا
قراءة كتاب في شقتنا خادمة حامل
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 10
هكذا أصبحت سعدية تتأخر في القدوم ·· ثم راحت تستفرغ ·· وتصاب بالدوار! ثم ما لبث أن فشل ثوبها الصعيدي الواسع المزدان بألف لون ولون في إخفاء انتفاخ البطن وتقوس الظهر وازدياد الوزن·
مرت الأيام سريعة، لم ينج خلالها سكان الشقة 41 من تعليقات وهمسات الزملاء والجيران وأبناء الحي، ولا سيما السمان (البقال) أحمد الذي قالها صراحة ذات يوم لسالم:
- ما عيب نفختوا لها بطنها، البنت المصرية!
- أرجوك يا عم أحمد، أنت أكثر واحد يعرف اننا أولاد محترمين ونعرف العيب!
- بلا محترمين ·· بلا بطيخ! هاي الفضيحة باينة والكل عم بتكلم عنها من هوني حتى أبو شاكر من تحت
كانت الأعين بالفعل ترمق سكان الشقة 41 كالسهام المشدودة في خروجهم ودخولهم الى العمارة، وكأنها تستفسر عن اسم الأب أو الآباء الذين ساهموا في صناعة ذلك الجنين المكوم داخل بطن البنت المصرية هكذا كانوا يسمونها!
ظل البطن يكبر، وخدمات سعدية تتباطأ ويشوبها الاهتزاز واللانتظام· أما سكان الشقة فكانوا يترقبون الحدث السعيد ويتراهنون على جنس المولود·· ولد ·· لا بنت! حينما بلغ الانتفاخ البطني مداه في الشهر التاسع، اختفت سعدية فترة قصيرة من أجل إتمام عملية الوضع· خلال هذه الفترة، وزع طلبة الشقة 41 مهام الطهي والكنس والغسل وشراء حاجيات السكن على أنفسهم بصورة عادلة ومتساوية لا ينفذ منها متهاون أو كسول·
لم يشعروا بالدور العظيم والمحوري لهذه المرأة في حياتهم إلا عندما غادرتهم مضطرة لتضع مولودها البكر·
التزموا جميعا الصمت· لم يعلقوا لبعض الوقت علنا على فعلة حمدي التي أفقدتهم سعدية كل تلك الأيام التي بدت طويلة ومملة· غير أن كل واحد منهم كان يشتمه في قرارة نفسه، مستخدما قاموسه الشتائمي الخاص·
يا له من حيوان! ألم يستطع صبرا حتى تتعدل أحوالهما قليلا؟ قال عبدالله·
بل إنه أخرق وأحمق! ألا يكفي ما تعيشه هذه المسكينة من مشاكل حتى يضيف إليها مشاكل الحمل والولادة والرضاعة والأمومة· قال أحمد·
هنا تدخل إبراهيم الذي جاء كعادته لاستطلاع التطورات كي يبثها إلى الشقق الأخرى قائلا: