تتحدث رواية (في شقتنا خادمة حامل) عن سالم، الشاب البحريني الذي قادته طموحاته العلمية إلى السفر إلى لبنان في أوائل السبعينات ليلتحق بواحدة من أفضل الجامعات في الشرق الأوسط، في مدينة كانت وقتها من أجمل مدن الكون وأغلاها وأكثرها تحررًا وانفتاحًا وتعددية، هناك
أنت هنا
قراءة كتاب في شقتنا خادمة حامل
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 5
بمساعدة بعض مواطناتها اللواتي سبقنها في الوصول إلى بيروت، استطاعت سعدية أن تجد سريعا وظيفة بمسمى شغالة عند مجموعة الطلبة التي أتينا على ذكرهم· لم يكن هؤلاء أثرياء أو أبناء ذوات، لكنهم كانوا يتمتعون بترف توظيف الشغالات، لأن العملية وقتذاك لم تكن مكلفة كثيرا بسبب طبيعتها التعاونية والتضامنية والتكافلية، فضلا عن أن شغالات تلك الأزمنة كن يكتفين بما قسم ويحاولن تعويض الباقي عن طريق البقاشيش المستحصلة من الضيوف، أو عن طريق الإكراميات في مناسبات الأعياد وأفراح النجاح وانتهاء الفصول الدراسية·
كان حظ سعدية الآتية من صعيد مصر هو العمل في الشقة 41 التي كان يسكنها سالم الآتي من البحرين· لم يكن سالم من سكنة الشقة الرسميين· إنما اعتبر نفسه خلال العام الذي قضاه هناك ضيفا ثقيلا على زملائه الخليجيين· عبدالله الذي كان يدرس معه في كلية الاقتصاد هو الذي أتى به إلى الشقة وفرضه على بقية زملائه، من باب الرفق بحالته المادية الصعبة، وتقديرا لكفاحه من أجل مواصلة دراسته الجامعية بشتى السبل·
التقى عبدالله بسالم أول مرة في كافتيريا الجامعة، فعملت الكيمياء الشخصية فعلتها، جاذبة أحدهما نحو الآخر، خصوصا لمّا عرف عبدالله أن سالما من البحرين، وعرف سالم ما يكنه عبدالله لأهل البحرين من مودة خاصة· حينما أدرك عبدالله المشاكل المادية التي يعاني منها سالم، والتي تقف مانعا في طريق حصوله على سكن ملائم مع أناس طيبين من الخليج، اقترح عليه أن يرافقه إلى حيث يقيم هو ومواطنوه الخمسة عشر الموزعين على خمس شقق في مبنى واحد، إضافة إلى طلبة من الإمارات والبحرين والسعودية وعمان وقطر·
ولأن القطريين كانوا الأكثر عددا، والأكثر وقوفا في الشرفات والأكثر إطلالة من النوافذ، انسحبت هويتهم القطرية - بضم القاف وتسكين النون - على بقية سكان المبنى من الطلبة· أصبح أبناء وبنات الحي يشيرون إليهم جميعا بأنهم قطريون ·· القطريون وصلوا·· القطريون مرقوا ·· القطريون فلوا!


