أنت هنا

قراءة كتاب في شقتنا خادمة حامل

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
في شقتنا خادمة حامل

في شقتنا خادمة حامل

تتحدث رواية (في شقتنا خادمة حامل) عن سالم، الشاب البحريني الذي قادته طموحاته العلمية إلى السفر إلى لبنان في أوائل السبعينات ليلتحق بواحدة من أفضل الجامعات في الشرق الأوسط، في مدينة كانت وقتها من أجمل مدن الكون وأغلاها وأكثرها تحررًا وانفتاحًا وتعددية، هناك

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 4
عادت الذاكرة بسالم وهو يستمع إلى مشادة والدته وأخته من جهة، والخادمة الفلبينية من جهة أخرى، إلى السنة الجامعية الجميلة التي أقام فيها مع ثلاثة من الطلبة المبتعثين من إحدى الدول الخليجية في شقة بأحد أحياء بيروت الشعبية· كانت أحوال هؤلاء المادية جيدة مقارنة مع غيرهم، مما مكنهم من استئجار شقق واسعة، والإتيان بسعدية المصرية لتخدمهم في الطهو والكنس والكي والغسيل وغيره·
 
وصلت سعدية إلى بيروت من الإسكندرية على ظهر باخرة حملتها حتما في درجتها الرابعة، وهي لا تملك من متاع الدنيا سوى ملابس رثة ترتديها، وجواز سفر أخضر يغطي غلافه الخارجي نسر غاضب، وربما بضع ليرات لبنانية ممزقة لتستر بها جوع بطنها في يوم وصولها الأول·
 
استفادت سعدية بمجرد ملامسة قدميها الضعيفتين للأرض اللبنانية الصلبة مما كان المشرع اللبناني قد اشترعه من قوانين تعطي الإنسان العربي، سواء حمل جواز سفره صورة نسر أو صقر أو بعير أو وحيد قرن، حق الإقامة المتواصلة لمدة ثلاثة أشهر! تماما مثلما استفاد من سبقها من رعايا الأقطار العربية الأقل ثراء ورخاء في الإقامة والحصول على العمل·
 
كان هؤلاء، بمجرد حصولهم على هذا الحق، ينطلقون في أسواق العمل الرائجة المشبعة بالقيم الاقتصادية الليبرالية، ومفاهيم دولة الرخاء اللبنانية، جاعلين من سواعدهم وعرق جباههم جسرا لتحقيق بعض من أحلامهم المتواضعة هناك في أوطانهم الأصلية·
 
وكانوا قبيل انقضاء تاريخ هذا الحق الممنوح من قبل سلطات الهجرة اللبنانية، يسارعون إلى مغادرة الأراضي اللبنانية برا إلى الشام أو بحرا إلى الإسكندرية  ويعودون في اليوم نفسه أو في اليوم التالي ليحصلوا مجددا على حق إقامة جديد لمدة مماثلة·
 
هل كان ذلك خافيا يا ترى على المشرع اللبناني أو على سلطات الهجرة اللبنانية؟ ·· لا أعتقد! كان ذلك جزء من انفتاح لبنان على أشقائه العرب، وهو الانفتاح الذي استغله بعض هؤلاء الأشقاء لارتكاب الممنوعات العربية، والقيام بتصفية الحسابات السياسية، فكان ذلك سبب من أسباب تدمير بلد البلدان وزهرة الجنائن العربية·

الصفحات