أنت هنا

قراءة كتاب في شقتنا خادمة حامل

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
في شقتنا خادمة حامل

في شقتنا خادمة حامل

تتحدث رواية (في شقتنا خادمة حامل) عن سالم، الشاب البحريني الذي قادته طموحاته العلمية إلى السفر إلى لبنان في أوائل السبعينات ليلتحق بواحدة من أفضل الجامعات في الشرق الأوسط، في مدينة كانت وقتها من أجمل مدن الكون وأغلاها وأكثرها تحررًا وانفتاحًا وتعددية، هناك

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 6
لم يكن الطلبة القاطنون في المبنى من غير الجنسية القطرية في حاجة إلى تذكير سكان الحي البسطاء بأنهم ينتمون إلى خمسة أقطار مستقلة ذات سيادة· كان من الصعب أن يشرح المرء لهذه الشرائح الشعبية البسيطة من الناس انتماء هؤلاء الطلبة إلى أقطار مختلفة، فيما واقع الحال، وما كانوا عليه من تآلف واندماج وتشابه في اللباس والطباع، وتطابق في اللهجة يدحض ذلك، بل إن الاماراتيين، على وجه الخصوص، كانوا أول من لم يصحح لسكان الحي خطأ الإشارة إليهم كقطريين، وضرورة استبدال الكلمة بإماراتيين وذلك من باب الهرب من الوقوع في مصيدة الرد على سؤال: شو يعني إماراتي؟، وبالتالي استدعاء أدوات التفسير لشرح أن الكلمة تفيد رعايا دبي وأبوظبي وعجمان والشارقة ورأس الخيمة والفجيرة وأم القيوين·· أم شو دخلك؟
 
لم يجد سالم في الشقة 41 غرفة ليشغلها بمفرده، فاضطر باقتراح من عبدالله، أن يتشاركا في غرفة ودورة مياه واحدة· كان صعبا على شخص خجول وصاحب كبرياء مثل سالم أن يستغل كرم عبدالله وزملائه، فقرر منذ اللحظة الأولى بينه وبين نفسه أن يفارقهم في اقرب فرصة سانحة· وحينما تأخر قدوم تلك الفرصة، قرر أن يرد على أريحية زملائه بطريقته الخاصة· لاحظ سالم أن عبدالله متأخر في مادتي الإحصاء والمحاسبة، وأن أحمد شريكهما الآخر في الشقة ضعيف في اللغة الإنجليزية· فصمم هنا أن يستغل الوضع ويرد إليهما بعضا من جمائلهما في صورة دروس مكثفة في الرياضيات والإنجليزية، اللتين كان سالم بارعا فيهما، بسبب منهج التعليم المختلف في البحرين عن نظيره في الدول المجاورة منذ زمن الإنجليز·
 
لم تكن سعدية امرأة جميلة، لكنها لم تكن أيضا امرأة قبيحة· كانت مجرد امرأة وبس! وعلى حين كانت نبوية زميلتها ومواطنتها العاملة كخادمة في الشقة الطلابية المقابلة رقم 61، حيث يقيم إبراهيم المعروف بقفشاته ومقالبه وتحرشاته الجنسية الدائمة، تبالغ في دلالها وغنجها، وإثارتها لشهوات سكان الشقة، بهز أردافها أو الكشف عن أفخاذها، علها تنتزع منهم نقودا إضافية، كانت سعدية تشكو من مسحة حزن عميقة لا تتناسب مع صفات أهل مصر، المعروفين بالمرح وصناعة النكتة· كانت سعدية عندما تسأل عن سبب سرحانها الدائم، تجيب قائلة ما فيش حاجة يا سيدي، كما لو كانت فاتن حمامة في فيلم (دعاء الكروان) مع فارق المواصفات الجمالية لصالح الأخيرة· 

الصفحات