تتحدث رواية (في شقتنا خادمة حامل) عن سالم، الشاب البحريني الذي قادته طموحاته العلمية إلى السفر إلى لبنان في أوائل السبعينات ليلتحق بواحدة من أفضل الجامعات في الشرق الأوسط، في مدينة كانت وقتها من أجمل مدن الكون وأغلاها وأكثرها تحررًا وانفتاحًا وتعددية، هناك
أنت هنا
قراءة كتاب في شقتنا خادمة حامل
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 9
مرت بعد ذلك أشهر طويلة كانت فيها سعدية تحضر إلى سكان الشقة 41 كاتمة بكاءها في صدرها لئلا تزعجهم، وهم منكبون على دروسهم· حاولت إخفاء آثار كدمات وجروح وحروق سجائرية في جسدها كي لا تثير فيهم فضول التساؤل والاستفسار، لكن العملية كانت أصعب من أن يداريها المرء·
بمرور الوقت اتضح لعبدالله وأحمد وفهد وسالم أن حمدي يجرب في سعدية جميع أصناف وأنواع البلطجة والفتوة، من تلك الموثقة في الأفلام السينمائية المصرية، ويحاول الاستيلاء عنوة على مدخراتها المتواضعة للإنفاق على هواياته المبتذلة، ولا يتردد في سبيل ذلك من ضربها بالجزمة أو حرقها بأعقاب السجائر أو رميها بالمنافض الزجاجية الثقيلة·
شيئا فشيئا بدأ حال حمدي يعتدل ويستقيم، وإن لم يخل تماما من الممارسات الشاذة بحق زوجته الصبورة المكافحة· جاء التغيير بعد أن تحدث إبراهيم مع زميل فلسطيني له في الجامعة ليستخدم وساطته وحظوته لدى أحد التنظيمات الفدائية المسلحة لإيجاد عمل لحمدي· حصل حمدي على وظيفة معد ومقدم شاي وقهوة لدى الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين· ويبدو أن النفوذ الكاذب الذي استمده حمدي من وسطه المهني الجديد ضمن تنظيمات مسلحة، عشقت باستماتة على الدوام ممارسة النفوذ والتسلط على الآخرين، أوحى له بوجود محيط واسع يستطيع فيه ممارسة الفتوة والبلطجة ، وبما جعله يهمل محيط سعدية ولا يكترث به إلا لماما·
انعكس تعدل أحوال حمدي على أحوال سعدية· لم تعد سعدية تحضر بوجه عابس تعلوه آثار اللكمات والكدمات كما في الماضي· صارت تأتي بوجه صبوح يحمل معاني الرضا والقناعة وينثر على طلبة الشقة 41 الورد قائلا : صباح الفل والورد والياسمين يا بهوات ·· يا أجدع ناس
يأبى حمدي أن تستمر معاناة صنع لقمة العيش بصورتها هذه، دون تحميلها أعباء إضافية نفسية وفيزيائية ومادية! فطالما أن هذه الأعباء والمعاناة هي من نصيب الآخر المتمثل في الزوجة فلتكن! ولم التردد أو الانتظار أو الخوف أو التفكير في النتائج؟ المهم إشباع الرغبة أولا وأخيرا!