أنت هنا

قراءة كتاب مصابيح أورشليم

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مصابيح أورشليم

مصابيح أورشليم

مصابيح أورشليم: رواية عن إدوارد سعيد، هي رواية للكاتب الروائي العراقي علي بدر، صدرت طبعتها الأولى في العام 2006، إدوارد سعيد في القدس، يرافقه يائيل وإيستر، وهما من أبطال روايات إسرائيلية، حيث يقودانه في المدينة التي غيرت الكولونيالية معالمها، فأصبحت غريبة ع

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 2
أما الوضع المحيط بنا فقد كان استثنائياً تماماً، كان مضطرباً ومشوشاً، وأصوات الانفجارات تأتينا متلاحقة ومن كل مكان تقريباً، وأنا ذاتي كنت مضطرباً وقلقاً بل ومرتبكاً إلى حدّ كبير، وحدثته بأني سأسافر سريعاً، أي إني سأغادر العراق بأسرع ما يمكن، وكلمته عن ظروف زيارتي لبغداد في هذا الوقت من العام بالذات، وعن المخاطر التي أواجهها، والظروف الصعبة التي أعاني منها، وأبدى تعاطفه الشديد معي، وقد وافقني في كل شيء تقريباً، وقال لي إنه من الخطر على حياتي بقائي هنا، وعليّ الرحيل بأسرع ما يمكن، لأن الصحفيين القادمين من الخارج كانوا مستهدفين ذلك الوقت·
 
وحين سألته عن كتابه الذي كان يعمل عليه، أو روايته عن إدوارد سعيد، أخرج من حقيبته أوراقاً عديدة، قديمة وحديثة، مكتوبة بقلم الحبر أو مطبوعة على آلة كاتبة، بعضها مكرّر ومعاد، والآخر حديث، كما أخرج أيضاً أوراقاً ووثائق نادرة، وصوراً فوتوغرافية، ومخطوطات موضوعة في كيس أسمر كبير، وطلب مني أن أطلع عليها، ولما بدأت بتقليبها اقترح علي أن أأخذها معي إلى المنزل لقراءتها كاملة وكتابة ملاحظات له عنها· 
 
وافقت بطبيعة الأمر على اقتراحه، على أن أراه في اليوم التالي وفي الساعة ذاتها وفي المكان نفسه، وأخبرته بأني على سفر بالتأكيد، وعليه أن يأتي لاستلام كتابه مرفقاً بملاحظاتي، بل أكدت له بأني بعد أن أراه في الغد سأذهب إلى المحطة مباشرة وسأغادر العراق، وبالتالي عليه أن يأتي حتماً لاستلام كتابه، فهز رأسه موافقاً، وأكد لي مجيئه· غير أنه طلب مني شيئاً مهماً وعلي التقيد به، قلت له: ما هو؟ قال لي في حالة عدم مجيئه في الغد، علي أن لا أترك الكتاب عند أي شخص، مهما كان، حتى لو اضطررت لأخذه معي والاحتفاظ به·
 
(بطبيعة الأمر لم أسأل أيمن مقدسي لم قال هذا الكلام، فأنت لا تسأل لماذا لا يأتي شخص إلى موعد في بغداد أيام الحرب، ذلك أن عدم مجيء شخص لموعده أمر وارد تماماً، بل لا أحد يخرج من منزله وهو متأكد من عودته، أو من وصوله إلى المكان الذي يريد الوصول إليه أبداً)·
 
عند عودتي إلى المنزل، وبسبب انقطاع الكهرباء، لم أستطع قراءة المخطوطة، كما أني لم أكن في ذلك الوقت متحمساً جداً للقراءة، فكانت زيارتي لبغداد سريعة، بل خاطفة، وأردت فيها الاطمئنان على عائلتي ورؤية أصدقائي والاطمئنان عليهم ولاسيما في ذلك الوقت العصيب من الحرب-أو هكذا كنت أقول للآخرين حينما كانوا يسألونني عن سبب مجيئي إلى بغداد- خافياً مهمة أخرى كنت جئت من أجلها، وهي إني كنت مبعوثاً من قبل صحيفة فرنسية لكتابة تقرير عن الأوضاع السياسية والثقافية والاجتماعية في العراق بعد زوال النظام السابق، وحياة الناس تحت ظروف الاحتلال، واحتمالات الحرب الأهلية·

الصفحات