مصابيح أورشليم: رواية عن إدوارد سعيد، هي رواية للكاتب الروائي العراقي علي بدر، صدرت طبعتها الأولى في العام 2006، إدوارد سعيد في القدس، يرافقه يائيل وإيستر، وهما من أبطال روايات إسرائيلية، حيث يقودانه في المدينة التي غيرت الكولونيالية معالمها، فأصبحت غريبة ع
أنت هنا
قراءة كتاب مصابيح أورشليم
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 8
بهذا المعنى فهو لا يبحث عن مدينة دينية، كان يبحث عن مدينة متجردة ومنفية مثله، ولذلك لا يستطيع التخلي عن التفكير بها أبداً
- كل المطرودين يحلمون بالحياة فيها لكنهم حين جاءوا إليها طردونا منها بمعنى آخر حين تكون على أرض وتطرد منها مهما كانت هذه الأرض مهما كانت ستتحول فيما بعد إلى فردوس، فكيف ترحل عن مدينة يعتقد الكل أنها فردوس ويريد أن يذهب إليها هل يحق لمن يأتي إليها أن يطرد ساكنها ويجعله يهيم على وجهه في الأرض ؟
أيمن هو نموذج المقتلع، المغترب، المنفي، البلا جذور، هو الفلسطيني التائه بعد أن حل اليهودي التائه في أرضه وطرده عنها، غير أنه وجد طريقة جديدة، وجد علاجاً لآلام اغترابه ونفيه، وهو الحياة فيها عن طريق الكتابة عنها، فتصبح الكلمات عالماً، وتصبح الأحداث حياة، والأسماء كينونة وواقعاً، وينسى المكان المعادي الذي يحيا فيه ويعيش في المكان الآخر، المكان غير الموجود إلا على الورقة البيضاء، وهكذا يهرب من هذا الوجود الحقيقي والواقعي، والذي لا يحبه ولا يرغب فيه، إلى إمكان ذاك الوجود المتوهم والمتخيل، يهرب من الجغرافيا الحقيقية الغريب عنها إلى الجغرافيا المتخيلة، فيصبح لكل شيء وجوده الفعلي، حتى الشخصيات التي اخترعها وتوهمها تصبح حية نابضة بالحياة مرتعشة وساخنة، كان يشرع بالكتابة عن طريق الصور الفوتوغرافية والخرائط والكاتلوغات والمخططات فيشعر وكأنه ساكن فيها، شيء بارد يغمره ويغشي عينيه، يشعر بأنه ارتاح تماماً، وما إن يفارقها، أو لا يفكر بها، يشعر بأن حياته اضطربت وتخلخلت واهتزت تماماً
مرة بكى أمامي ووضع رأسه على الطاولة
نعم كل ما قيل عنها صحيح أنا أعرف هذا جيداً مدينة صغيرة بشعة يقطنها المتدينون، مسلمين ومسيحيين ويهوداً وهم كسالى ولا يعملون بطبيعة الأمر، وهذا ما جعلها فقيرة على مدى التاريخ، وهي لا تقع على بحر، ولا يمر بها نهر، وليس فيها أي شيء له قيمة ولكن صدقني لو عشت في تاريخها مرة واحدة، فإنك تجد نفسك وقد تغيرت تماماً، بل وأؤكد لك ذلك أنت لن تهدأ مطلقاً إلا وأنت على أرضها