مصابيح أورشليم: رواية عن إدوارد سعيد، هي رواية للكاتب الروائي العراقي علي بدر، صدرت طبعتها الأولى في العام 2006، إدوارد سعيد في القدس، يرافقه يائيل وإيستر، وهما من أبطال روايات إسرائيلية، حيث يقودانه في المدينة التي غيرت الكولونيالية معالمها، فأصبحت غريبة ع
أنت هنا
قراءة كتاب مصابيح أورشليم
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 10
ولكن لماذا إدوارد سعيد؟ سألته مرة·
في الواقع، يكشف هذا الأمر الغريب والاستثنائي قصة جيل كامل من المثقفين في العراق، وهو الجيل الأخير الذي نشأ في بداية التسعينيات من القرن الماضي تقريباً، أي الجيل الذي نشأ عقب انتهاء حرب الخليج الأولى (الحرب العراقية الإيرانية) واندلاع حرب الخليج الثانية، ففي احتلال الكويت تدمرت أسطورة الثقافة القومية والوطنية، وفي تدمير بغداد انهارت أسطورة الغرب، ولا سيما عند الجيل المثقف منه، وهو أكثر الأجيال التي عانت من هذا التدهور المفاجئ، تدهور البلاد السياسي والاجتماعي والحضري وبصورة مريعة أيضاً·
ربما تضيء حياة أيمن مقدسي الفلسطيني، الذي عاش في بغداد وحياة علاء خليل صديقنا الآخر، والذي كان يقع على الدوام على الطرف النقيض من أيمن مقدسي، الكثير من أوجه حياة هذا الجيل وثقافته، وتنير شروط نشأته، فكيف عاش أيمن مقدسي وكيف عاش علاء خليل في بغداد التسعينيات عقب حرب الخليج الثانية؟ وكيف أثرت مظاهر الاستبداد السياسي، والانهيار الثقافي والاجتماعي والحضري لمجتمع بغداد برمته عليه، ومن ثم لماذا اختار هو كتابة هذه الرواية بالذات، والتي ربما كان موضوعها غريباً تماماً عن اهتمام الأجيال السابقة من المثقفين، وهو السؤال الذي كنت أواجهه به، وربما تجيب حياته وظروفها وشروطها، أو التوقف عند بعض نقاطها المهمة ومحطاتها على هذا السؤال، كما أنها ترسم لنا نشأة جيل كامل في بغداد وفي فترة مجهولة تقريبا بالنسبة للكثيرين:
ثلاثة أشخاص ينبغي التوقف عند حياتهم هنا، حياة أيمن مقدسي، علاء خليل، زينب نصري، والبانوراما من المثقفين الشباب التي كانت تحيط بهم·
***
في الواقع كنت تعرفت على أيمن مقدسي للمرة الأولى في بغداد، في الثمانينات، أيام كنت جندياً في جبهة الحرب مع إيران، وقد عرفني عليه صديقي علاء خليل، والذي كان جندياً معي وفي وحدتي العسكرية، وفي إحدى إجازاتنا الدورية صادف أن يكون أيمن مقدسي في بغداد، فقد كان يدرس الأدب المقارن في جامعة كولومبيا في أميركا، وقد عاد ليقضي إجازته هو أيضا في بغداد عند أهله وهكذا التقينا
ولكن من أين كان علاء خليل يعرف أيمن مقدسي؟