كتاب "دور العرب في تطور الشعر الأوروبي" للناقد العراقي د.عبد الواحد لؤلؤة، صادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر؛ ويقول د.
أنت هنا
قراءة كتاب دور العرب في تطور الشعر الأوروبي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
دور العرب في تطور الشعر الأوروبي
الصفحة رقم: 1
مقدمة
شغلني موضوع هذا الكتاب سنوات طويلة· فمنذ بداية دراستي الأدب الإنگليزي، والشعر منه خاصة، كنت أتساءل: إذا كان الشعر الإنگليزي قد تأثّر في مراحل شتى بشعر لغات أخرى، فهل يا تُرى كان للشعر العربي من أثر في تطوّر الشعر الإنگليزي، وشعر تلك اللغات الأخرى التي أثّرت فيه؟ وبقي هذا التساؤل في ذهني، حتى تيسّر لي شيء من المعرفة ببعض اللغات الأورپية، ثم تيسّر لي قضاء سنة من التفرّغ العلمي في جامعة كمبردج، وجدتُ في مكتباتها قدراً كبيراً من الكتب والدوريات العلمية التي تعنى بالشعر الأندلسي وبشعر التروبادور الذي ظهر في جنوب غرب فرنسا في القرن الثاني عشر، وازدهر لقرنين من الزمان بعد ذلك· كانت الأبحاث والدراسات تُعنى بالعلاقة بين شعر التروبادور باللغة الأوكسيتانية وبين الشعر الأندلسي، في نمط الموشح والزجل بالدرجة الأولى·
كان عليّ أن أدرس الموشّح والزّجل في جذوره المشرقية العربية التي تطوّر عنها، ومقارنة ذلك بشعر التروبادور الجديد على أورپا القروسطية في الشكل والمضمون، وفي موقفه من الحب والمرأة· ثم تابعتُ انتشار شعر التروبادور وفنونه في عدد من اللغات الأورپية الوليدة، التي انسلخت عن اللاتينية القروسطية، لغة الأدب الوحيدة، حتى ظهور الشعراء التروبادور· وقد انتهى بي المطاف إلى الشعر الإنگليزي في ما كتب شكسپير من غنائيات الحب التي تُردِّد أصداء غير بعيدة من غزليات الحب العربية· وبعد شكسپير، لا يشكل الشعر الغنائي في موضوعات الحب قضية يسهر الخلقُ جرّاها ويختصم·
وفي رسم الأعلام الأجنبية، فضّلتُ رسمها كما تنطق في لغاتها الأصلية، قدر المستطاع، لا كما تحوّرت في بعض الكتابات العربية وحتى الأجنبية· فاسمُ شاعر التروبادور الأول گيّوم قد تحرّف إلى وليم وغليوم وجيّوم وغير ذلك، وأرى الأصوب الحفاظ على الاسم كما في الأصل· وقد اتّبعتُ في رسم الحروفِ الأجنبية الحروفَ العربية التي طوّرها الأعاجم عندما انتشر الإسلام خارج بلاد العرب، ومازالوا يستعملونها، وهي أربعة حروف من الصوامت: پ=p، چch=، ف=v، گ=g·
د· عبد الواحد لؤلؤة
دبي- الإمارات العربية المتحدة
كانون الثاني/يناير 2011