أنت هنا

قراءة كتاب أحداث 11 أيلول 2001 بين الافتعـــال والافتـــراء

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أحداث 11 أيلول 2001 بين الافتعـــال والافتـــراء

أحداث 11 أيلول 2001 بين الافتعـــال والافتـــراء

تقييمك:
4
Average: 4 (1 vote)
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 4
ثم قلت لعل وجود مؤمنين فيهم هو السبب.. فعدت أدرس هذا الجانب فيهم.. فوجدت ان أعداد المؤمنين فيهم كانت قليلة….. فالوثنية والكفر لدى غالبيتهم كانا يطلان برأسيهما بين الحين والحين … بل في كل حين…. فمنذ لحظة الرحيل من مصر ومعها سرقت نساؤهم حليّ جاراتهن من أهل مصر… وما أن أنجاهم سبحانه وتعالى من فرعون وجنده… واغرق فرعون وجنده في اليم وهم ينظرون … ما أن تم لهم ذلك حتى مرّوا على قوم يعبدون الأصنام فطالبوا موسى بقولهم : " يا موسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة " (الأعراف – 138) .. وبعد ذلك وحتى لا نطيل فقد اختبر الله سبحانه وتعالى إيمانهم عندما قادهم ملكهم (طالوت) لمحاربة (جالوت) وجنده : " فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فانه مني إلا من اغترف غرفة بيده فشربوا منه الا قليلا منهم فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده قال الذين يظنّون أنهم ملاقو الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله والله مع الصابرين " (البقرة – 249) .. أرأيت أن القليل فقط هم الذين صدعوا لأمر الله وامتنعوا عن الشرب من ماء النهر… ثم القليل من هذا القليل هم الذين صدعوا لأمر ربهم بملاقاة (جالوت) وجنوده .. وهم الذين كانوا مؤمنين بلقاء ربهم .. مصدقين بوعده لهم بالنصر على أعدائهم….. نعم ان المؤمنين فيهم هم قليل القليل … مما لا يجعلهم يختلفون في هذا المعنى عن الأقوام الأخرى .. فينجي الله عز وجل هؤلاء المؤمنين كما نجاهم في تلك الأقوام .. الأمر الذي يدحض هذا الاحتمال أيضا… وعندها أيقنت انه لابد ان تكون هناك حكمة أخرى وراء الإبقاء على أبناء يهود إلى اجل آخر هم بالغوه والله عليم حكيم.
 
وهنا بدأت أبحث عن هذه الحكمة التي أعمل على كشفها علّ الله سبحانه وتعالى يهديني إليها… وبعد لأي في البحث والتفكير… والتحليل والتركيب .. والربط والتمحيص .. أرجو أن أكون قد هداني الله تعالى إلى الوصول إلى ما أعتقد أنها الحكمة التي كانت وراء إمهال أبناء يهود إلى اجل آخر لم تمهله الأقوام الأخرى سالفة الذكر التي أخذها سبحانه وتعالى " أخذ عزيز مقتدر " .
 
ان الله سبحانه وتعالى وبسابق علمه علم عن بني إسرائيل : من هم .. وما ستكون عليه جبلتهم الفاسدة والمفسدة .. وأنهم على غيهم سوف يبقون سادرين ..
 
فبسبب كبرهم الذي يطاول كبر الشيطان كانوا يكفرون بالأنبياء والرسل ويعصون .. بل ويعذبون ويقتلون .. ولكن جبنهم الذي يضاهي جبن الشيطان كان عندما ينزل بهم العقاب يجعلهم عن كفرهم يرجعون .. وباستغفار ربهم وطلب رحمته يجأرون .. ولكن وما أن يرفع عنهم العذاب نراهم الى ما كانوا عليه سرعان ما يعودون… وإذا رأوا عقاب ربهم ثانية فسوف يتوقفون .. فهم يحبون الحياة وعليها يحرصون : " ولتجدنّهم أحرص الناس على حياة " (البقرة – 96) ..أتريد أمثلة على ذلك ؟… فإليك ما كتبوه هم أنفسهم عن تاريخهم وفي توراتهم المتداولة .. وانظر في الإصحاح الثاني من سفر القضاة ليحكي لك قصتهم بعد (يوشع) عليه السلام .. فقد جاء فيهم جيل لم يعرف ربه وما أنعم عليهم وعلى آبائهم من نِعَم .. إذ أنقذهم من فرعون واستعباده لهم .. واجتيازه بهم البحر وإغراق فرعون وجنوده وهم ينظرون .. وفتح لهم الأرض المباركة .. وبدلا من شكره وعبادته خير عبادة فقد هرعوا إلى عبادة آلهة الشعوب التي اختلطوا بها .. مما أغضب الرب عليهم وجعلهم نهبة تتخاطفهم أيدي أعدائهم .. حتى ضاق بهم الحال فلجأوا إلى ربهم فأرسل فيهم عدداً من القضاة فأنجوهم من هؤلاء الأعداء .. ولكنهم سرعان ما عادوا إلى غيهم .. وراحوا يقترفون شتى أنواع الفساد والكفر .. ثم ضيق الرب عليهم حياتهم .. فأخذوا يجأرون ثانية إليه سبحانه متضرعين نادمين .. فقيض لهم من يخلصهم .. وما أن تمّ لهم ذلك حتى عادوا إلى فسادهم وغيهم .. ولكن هذه المرة كان غيهم وفسادهم على درجة أكبر مما فعل آباؤهم .
 
أرأيت كيف كانوا يعصون ويفسدون .. وعندما ينزل بهم العقاب يتوقفون .. ثم بعد ذلك إلى ما كانوا عليه من فساد وعصيان يعودون .. وبالتوبة للخلاص من العذاب فهم إلى ربهم يجأرون .. وما ان يخلصهم الله حتى يعودوا ثانية الى الفجور.. إنها السلسلة التي لا تنتهي من العصيان ثم العقاب ثم التوبة .. ثم العودة عن التوبة .. فهذا هو تاريخ بني إسرائيل… والى هذا يشير القران الكريم بنقضهم الميثاق : " الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه " (البقرة – 27) .
 
ألم تر ذلك منهم في هذا الزمان .. فما ان وقعوا " اتفاقية أوسلو " على إجحافها بحقوق الفلسطينيين حتى نقضوها.. ومن بعدها " واي بلانتيشن" .. ثم "شرم الشيخ الأولى " .. ثم " شرم الشيخ الثانية " .. فهذه هي جبلتهم .. انها جبلة شيطانية لا يمكن لها ان تكون سوية .. فالجبن لونها .. والغدر ديدنها .. والفتنة لعبتها .. والفساد والإفساد دستورها .. وإشعال الحروب هوايتها .. ونكران الجميل شيمتها .. والكبر شهيقها.. ونقض العهود زفيرها… بهذه الشيم تعامل بنو إسرائيل مع غيرهم .. فجَرُّوا على الآخرين الحروب والويلات .. وجلبوا لأنفسهم القتل والطرد والنكبات .. فلا مع الآخرين اندمجوا .. ولا لغيرهم ارتاحوا.. ولا غيرهم لهم استراحوا .. فقُتِّلوا وسُبوا واستُعبدوا .. وفي أرجاء الأرض قُطِّعوا وشُتتوا .. حتى اصبح لهم في كل مكان وجود .. وفي كل مكان بهم ومنهم فساد وبصمة جحود.
 
فلو جمعنا كل هذه الطبائع التي ماثلت ان لم تكن فاقت طبائع الشيطان .. مع ما يسعون إليه من إيقاع الفتنة والفرقة بين الشعوب والأمم الأخرى .. ألا نخرج بتوافق ان لم يكن تطابق بين أهداف كل من يهود وذلك الشيطان ..وأبناء يهود ورثوا عن بني إسرائيل معتقداتهم ومسالكهم وأهدافهمً.. وأُشربوا تعاليمهم وأساطيرهم وطبائعهم .. ومن ثم مخططاتهمّ ومؤامراتهم .. ليشكلوا وبحق قبيل الشيطان وجنوده في غواية الإنسان ..ألم يخاطبهم المسيح عليه السلام لما يئس من إصلاحهم : " أنتم من أب هو إبليس، وشهوات أبيكم تبغون أن تعملوها ".
 
لعلك أدركت معي الآن الحكمة من إمهال بني إسرائيل إلى آخر الزمان .. إنها كانت ليقوموا بدورهم في الفتنة والابتلاء للمؤمنين .. قبيلاً مخلصاً للشيطان .. وجنوداً له في غواية الإنسان .. لينتهي دورهم كما اخبر المصطفى(ص) : " لا تقوم الساعة حتى تقاتلكم اليهود فتسلطون عليهم حتى يقول الشجر والحجر يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله ، إلا شجر الغرقد " .. ولعل إكثارهم من زراعة هذا النوع من الشجر في فلسطين يصب في معرفتهم لهذا المصير!.
 
هذه الطبائع والأفكار والمعتقدات عن أنفسهم وعن غيرهم من بني البشر .. هي التي شكلّت ما أصبح يعرف ب (بروتوكولات حكماء صهيون) .. وهي التي كانت تشكل دستورهم غير المكتوب عبر عصورهم الغابرة .. ثم ليصاغ ويدون بصورة مبدئية علي يد (وايزهاوبت) في ألمانيا عام 1776م .. ثم ليقر في صيغته النهائية في مؤتمر (بازل) في سويسرا عام 1897م .

الصفحات