أنت هنا

قراءة كتاب أحداث 11 أيلول 2001 بين الافتعـــال والافتـــراء

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أحداث 11 أيلول 2001 بين الافتعـــال والافتـــراء

أحداث 11 أيلول 2001 بين الافتعـــال والافتـــراء

تقييمك:
4
Average: 4 (1 vote)
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 9
--------------------------------------------- (1) الرسالة في نشر الرسالة -259
 
انظر أولا كيف تصور توراتهم سبحانه وتعالى بصورة رجل يصارع يعقوب (اسرائيل) عليه السلام .. ليصرعه يعقوب ولا يطلقه الا بعد أن باركه .. سبحان الله عما يخرصون .. ففي الاصحاح الثاني والثلاثين من سفر التكوين .. وبعد أن عاد يعقوب من رحلته الى ديار خاله لابان ومعه زوجتاه ابنتا خاله وعبيده وماشيته .. وهو ينوي التودّد والتوسّل الى أخيه عيسوه جاء ما نصه: " (24) وبقي يعقوب وحده وصارعه رجل الى مطلع الفجر . (25) ورأى أنه لا يقدر عليه فلمس حقّ وركه فانخلع حقّ ورك يعقوب في مصارعته له . (26) وقال أطلقني لأنه قد طلع الفجر فقال لا أطلقك أو تباركني . (27) فقال له ما اسمك ؟ قال يعقوب . (28) لا يكون اسمك يعقوب فيما بعد بل اسرائيل لأنك اذ رؤست عند الله فعلى الناس تستظهر . (29) وسأله يعقوب وقال: عرفني اسمك . فقال : لم سؤلك عن اسمي وباركه هناك . (30) وسمّى يعقوب الموضع فنوئيل قائلا : اني رأيت الله وجها لوجه ونجت نفسي "
 
أرأيت الى هذه الترّهات ؟ .. ثمّ ان يعقوب رأى وصارع الله سبحانه وتعالى .. في الوقت الذي لم يتمكّن موسى عليه السلام الا أن يكلمه دون أن يراه "ولما جاء موسى لميقاتنا وكلّمه ربه قال ربي أرني أنظر اليك قال لن تراني ولكن انظر الى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلّى ربه للجبل جعله دكّا وخرّ موسى صعقا فلما أفاق قال سيحانك تبت اليك وأنا أول المؤمنين " (الأعراف – 143) .
 
ثمّ ان الله عزّ وجلّ عندهم يقرأ ويتعلّم .. ويحكم ويطعم .. ويخطيء ويندم .. ويضحك ويلعب .. ويرقص ويطرب .. فانظر ماذا جاء عنه سبحانه في تلمودهم الذي يفضل التوراة قي نظرهم : "ان النهار اثنتا عشرة ساعة : في الثلاث الاولى منها يجلس الله ويطالع الشريعة . وفي الثلاث الثانية يحكم.وفي الثلاث الثالثة يطعم العالم.وفي الثلاث الآخيرة يجلس ويلعب مع الحوت ملك السمك(1) " .. فالاله عندهم كما ترى لا يعلم شيئا الا ما يطالع في الشريعة (وهي شريعة موسى عليه السلام والتي كتبوها هم) .. ثمّ يحكم يما قرأ في تلك الشريعة .. ثمّ يطعم العالم .. ثمّ يلعب مع الحوت في آخر ساعات النهار .. أرأيت الى هذا الاله ؟ .
 
ثم هاهم بعد كل ذلك يصورون ( إلههم ) يبكي ندما على سماحه بتخريب هيكل اليهود في أورشاليم .. ويمضي ثلاثة أرباع الليل يزأر كالأسد قائلا: " تباً -
 
لي لأني صرّحت بخراب بيتي واحراق الهيكل ونهب أولادي ( يعني اليهود ) . وعندما يسمع الباري تمجيد الناس له يطرق رأسه ويقول : ما أسعد الملك الذي يُمدح مع استحقاقه لذلك . ولكن لا يستحق المدح الأب الذي يترك أولاده في
 
الشقاء . ويندم الله على تركه اليهود في حالة التعاسة حتى أنه يلطم ويبكي كل
 
----------------------------------------------------- (1) حقيقة اليهود ـ 17
 
وتضطرب المياه وترتجف الأرض في أغلب الأحيان فتحصل الزلازل " (1) .. أرأيت إلهاً يفعل مثل هذا ؟ .. انه ولا شكّ ( إله ) لا علم له ولا بصيرة .. ولا حول ولا ارادة .. علمهم هو أسّ علمه .. وارادتهم هي نبض ارادته .. وأمورهم وحدها هي شاغله .. وأبناؤهم هم وحدهم أبناؤه .. فهل يمكن أن يسوِغ مثل هذه الأفكار والمعتقدات الا شيطان ؟ .. وهل يمكن أن يتقبّل مثل هذه الأفكار والمعتقدات الا أتباع شيطان ؟ .. ولعلّ وليم كار قد أصاب كبد الحقيقة عندما قال: " وليست التوراة (العهد القديم) في الواقع سوى قصة الشيطان حين أصبح سيد العالم ، وجعل أجدادنا الأولين يحيدون عن جانب الله ، فتأسّس كنيس الشيطان على الأرض " (2)
 
(ب) فكرة النبوّة عند اليهود
 
ان مفهوم النبي أو الرسول عند اليهود يفتقر الى مقومات النبوّة الصحيحة .. فالنبي عندهم يفتقر إلى الارادة وقوّتها .. والى الطهارة وعصمتها .. ففتنة النساء تضعفه .. وبرذيلة الزنى توقعه .. مع زوجة أحد رجاله أو أخته أو حتى ابنته
 
.. والى الجريمة اذا اقتضى الأمر تدفعه .. هذا عدا عن اللجوء الى الغش والخديعة ..وغير ذلك من الأمور الفظيعة.
 
-----------------------------------------
 
(1) المرجع السابق ـ 18 (2) أحجار على رقعة الشطرنج ـ 80
 
فانظر الى سيدنا ابراهيم أبي الأنبياء عليه وعليهم السلام .. فهو بما عرفعنه من جهاد في النفس والمال والولد .. حتى تمكن من تحطيم الأصنام .. والانتصار على عبدة هذه الأصنام .. ها هو عندهم رجل جل اهتمامه ينصبّ على ماشيته وغنمه .. أما رسالته فمقتصرة على بناء عدة مذابح .. تقدم عليها القرابين وتذبح .. أما قصة تضحيته بابنه المسمى بالذبيح فما كانت لتأتي عندهم الا لتحويل شرفها الى اسحق بدل اسماعيل .. الذي هو بالحق الذبيح .
 
وبنفس الصورة الباهتة .. ونبوة غير ظاهرة .. جاء ذكر كل من(إسماعيل) و(اسحق) و (يعقوب) و (يوسف) و (داود) و (سليمان) .. أما قصص الزنى والفجور.. فقد ملأت الصفحات والسطور.. فها هو سيدنا (لوط) عليه السلام يزني بابنتيه .. فقد جاء في توراتهم في الإصحاح التاسع عشر من سفرالتكوين ما يلي بهذا الصدد : " (30) وصعد لوط من (صوعر) وأقام في الجبل هو وابنتاه (31) فقالت الكبرى للصغرى: ان أبانا قد شاخ وليس في الأرض رجل يدخل علينا على عادة أهل الأرض كلها (32) تعالي نسقي أبانا خمرا ونضاجعه ونقيم منه نسلا (33) فسقتا أباهما خمرا تلك الليلة وجاءت الكبرى فضاجعت أباها ولم يعلم بنيامها ولا قيامها (34) فلما كان الغد قالت الكبرى للصغرى ها أنذا ضاجعت أمس أبي فلنسقه خمرا الليلة أيضا (35) وقامت الصغرى فضاجعته ولم يعلم (36) فحملت ابنتا لوط من ابيهما (37) وولدت الكبرى ابنا وسمته مؤاب وهو أبو المؤابيين الى اليوم (38) والصغرى ولدت ابنا وسمته بنعمي أبو بني عمون الى اليوم " .. وها هو داود (عليه السلام) المشهود له بالاستقامة.. وصدق الإيمان والطهارة… يعجب حسب زعمهم بزوجة أحد رجاله : " فأرسل رسلاً وأخذها فدخلت عليه ، فدخل بها" (سفر صموئيل الثاني الإصحاح- 11).. وحملت منه فاحتال داوود على قتل زوجها (أوريا الحثي) في الحرب ليضمها بعد ذلك إلى نسائه .. ولتنجب له بعد ذلك بسنوات سليمان عليه السلام.
 
ومن بعد (لوط) و(داوود) عليهما السلام ها هو (أمنون) ابن (داود) يحب أخته لأبيه (ثامار) حباً أوصله إلى السقم.. وبناء على نصيحة شيطانية من صديق له تمارض (أمنون) وطلب أن تمرضه أخته (ثامار) .. وما أن يتم له ذلك حتى "تمكن منها وقهرها واضطجع معها " (سفر صموئيل الثاني الاصحاح-11).. ليقتله بعد ذلك شقيقها (ابشالوم) بحيلة دبرها له.
 
ماذا بقي بعد ذلك من صفات ذميمة… أو أخلاق أو سلوكيات مشينة لم يلحقوها بأنبيائهم ورسلهم.. فها هو الشيطان مرة ثانية يعبث بمعتقداتهم حول الأنبياء عليهم اجمل الصلوات وأفضل السلام … تماماً كما سبق له وعبث بمعتقداتهم حول الله .. سبحانه وتعالى عما يصفون ويجدفون.

الصفحات