تدهشنا القاصّة الفلسطينية سما حسن مرة أخرى بمجموعتها القصصية (يوميات امرأة محاصرة) الصادرة في أواخر كانون الثاني-يناير 2012عن دار الجندي للنشر والتوزيع في القدس، وتأتي المجموعة لافتة شكلا ومضمونا، فعنوان المجموعة(يوميات امرأة محاصرة)يدعو الى التفكر والتفكي
أنت هنا
قراءة كتاب يوميات امرأة محاصرة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 3
حين اعتلاها بدأت تشعر أن قوة خفية بداخلها تلوح بكف ضخمة مثل تلك التي رأتها حين زارت المدينة، وقال زوجها موضحاً "معناها توقف" وحدثها عن السرعة ومشاكلها في المدينة وكأنه عاش فيها زمناً، وهو في الحقيقة لا يزورها إلا قليلاً، وهذه هي المرة الأولى التي يصطحبها إلى طبيبة بعد نزول قطرات من الدم من رحمها.
وحين أشارت عليه الطبيبة بأنها فقط تحتاج للراحة، وغمزت بعينها ليفهم، خرج من عندها يلعن ويتحسر على الفاتورة التي دفعها لها، شعرت بأن تلك اللافتة المعدنية تبرز من بين أحشائها، تتضخم لتقف شامخة بين فخذيها حين يطأ زوجها جسدها، وكأن هذه اللافتة ستقول ما لا تستطيع هي قوله، ولكنه مستمر في اجتياحه، يقترب منها وتشعر برجولته تقتحم لحمها وتغوص فيه، حاولت أن تتمنّع، لم يبد ذلك على وجهها المتعب المتصبب عرقا، ولكنها قبضت لحمها بآهةٍ، اعتصرت أحشاءها، شعرت بلحمها يتحول إلى حروف، حروف تلتصق ببعضها بعضاً، ليست سوى حرفين، لام وألف، تنقبض عضلاتها، تنقبض وهو يحاول، يلكز كتفها بقبضته، وينظر لوجهها بمعنى:
- ماذا دهاك؟
هزت رأسها يمنة ويسرة أن لا شيء، زجرها فرأت بعين الفشل والخذلان اللافتة تقع على طرف فخذها، تغرق في السائل الأمينوسي المحيط بجنينها، وزوجها يوغل في لحمها، وتتدفق من بين شفتيه همهمات الرضا والمتعة.
بعد تلك المحاولة الفاشلة، تيقنت أن جسدها ليس ملكا لها، مثل يديها، هما ملك لتلك العائلة التي لا تعرف منها سوى يدين ورحم..
ولكنها لم تتوقف يوما عن ترديد الحرفين في أعماقها، وعن النظر حولها في خوف وحذر وهي ترى من بعيد وجه والد زوجها المرغي والمزبد دائما..


