تدهشنا القاصّة الفلسطينية سما حسن مرة أخرى بمجموعتها القصصية (يوميات امرأة محاصرة) الصادرة في أواخر كانون الثاني-يناير 2012عن دار الجندي للنشر والتوزيع في القدس، وتأتي المجموعة لافتة شكلا ومضمونا، فعنوان المجموعة(يوميات امرأة محاصرة)يدعو الى التفكر والتفكي
أنت هنا
قراءة كتاب يوميات امرأة محاصرة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 6
أخيراً هبط المساء، وكنت قد انتهيت إلى قرار بعد أن لم يغفل زوجي لحظة عن توجيه الانتقادات لي وللأولاد وللبيت الذي يعيش فيه منذ سنوات، والذي يراه ويرانا منذ التصقنا بعضنا ببعض تحت مسمى عائلة. في الصباح الباكر كنت أنتظر موزع الصحف العجوز الذي استنكر وقفتي وأنا التي أخبرته أمس عن عزمنا على السفر لأيام، اقترب مني بعد أن أشرت له بالإسراع وهو يضع الجريدة أمام بيت جاري الذي اصطدم به زوجي البارحة في شحنة تفريغ لم ينقذنا من عواقبها سوى الله، طلبت منه صحيفة اليوم وطلبت من أيضا أن يخصص لي اشتراكاً في الصحف اليومية والأسبوعية الأخرى، ونقدته مالاً مقابل ذلك، وصعدت إلى شقّتي ووضعت الجريدة على طرف المائدة بطريقة تسمح لزوجي برؤيتها بمجرد أن يطل رأسه منكوش الشعر من باب غرفة النوم، وقد كان، فما إن لمحها تستلقي على طرف المائدة لتستقبل أحضانه وأشواقه حتى انفرجت أساريره وطلب منى الإسراع في تجهيز الفطور وهو يدفن رأسه بين أوراقها..
كنت أضع الأطباق أمامه مختلسة النظرات بينهما وهو يضع يداً واحدة في أي طبق ويأكل ويهمهم بعبارات الرضا، طبعاً بعودة ضرتي إليه، ولم أغضب ولم تثر بي حمية الأنوثة بل على العكس، فرحت جداً خاصة أنه التهم كل طبق البيض، المسلوق...ممم ممم...


