أنت هنا

قراءة كتاب هزائم المنتصرين - السينما بين حرية الإبداع ومنطق السوق

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
هزائم المنتصرين - السينما بين حرية الإبداع ومنطق السوق

هزائم المنتصرين - السينما بين حرية الإبداع ومنطق السوق

"هزائم المنتصرين السينما بين حرية الإبداع ومنطق السوق"؛ للكاتب إبراهيم نصر الله، الصادر عام 2000 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر؛ نقرأ منه:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 1
السينما كطفولة مختلسة·· السينما كطفولة دائمة
 
.خلسةً، كنا نذهب إلى دور السينما، نسترق الأفلام كما تسترق آلة التصوير الزمن، وتبقى محافظة على براءة عينها الوحيدة، كما لو أنها لم تفعل شيئاً·· وكذلك نحن· لو كان ثمة فرصة لتظهير ما في داخلنا من صور، كلما عدنا متأخرين للبيوت وعلى أكتافنا حججنا الواهية، لاكتشف آباؤنا ما يشيّبهم في ذلك الزمان الكهل، الزمان الذي تسلقنا خرابه بفرح دون أن نعرف ما هو الخراب·.
 
.سعيدينَ كنا، رغم جهلنا بما هو خارج أراضي وأجواء حدود المخيم، لكن عبقرية الطفولة تكمن في قدرتها على ابتكار كل شيء من اللاشيء المتاح، وقدرتها على الخروج لمراودة المجهول بقوة الفضول·
 
.كان عليَّ أن أبلغ السادسة عشرة ربما، كي أصل بمفردي إلى مدينة تبعد عن عمان ثلاثين كيلو مترا، ولكن، كان بإمكاني أن أزور القاهرة ونيويورك ولندن وصحارى مكسيكو وأرض غاليباردي بثلاثة أو أربعة قروش، عبر أفلام تلك الأيام·
 
.وكما كانت القروش صعبة، كان الزمن، وكان الإفلات من عيون الأهل أصعب، حيث يقتضي واجب الأم في غياب الأب أن تُلقي نظرة على السهل الفسيح حيث نصطاد الطيور لترفع تقريراً إلى قلبها القلق بأنها رأتنا، وبأن كل شيء يسير على ما يرام··
 
.ولأن القروش الثلاثة صعبة، لم يكن من السهل علينا أن نتنازل لأي دار سينما عنها بسهولة، ولذلك كنا نُفضِّل تلك الدور التي تعرض فيلمين بتذكرة واحدة، حيث لم تكن دور السينما قد ابتكرت بعدُ، العروضَ الدوّارة التي لا تنتهي، والتي يتمتع بها اليوم جيل آخر لا يملك من طفولتنا تلك سوى عتمة دور العرض بعد أن اختفت السهول، ومعها، طيورُها الأخيرة·
 
.أي شيء كان سيحدث، لو أن العروض الدوَّارة هذه كانت أيامنا، ربما كانوا سيكتشفون هياكلنا العظمية نتابع بشغف فيلما قيل انه يعرض للمرة الأولى لـ (راجي كابور) أو (جوليانو جيما) أو (فرانكو نيرو)···
 
.كانت السينما هي الشيء الوحيد الذي لن نحس بالذنب فيما لو ضيَّعنا العالمَ كلَّه من أجله··
 
.وكيف نضيّعُ العالم وهي ذلك العالم؟!!

الصفحات