تعدُّ رحلة بيدرو تيخيرا (المعروف خطأً باسم تكسيرا أو تاكسيرا) إحدى أهم الرحلات التي شهدها الشرق عموماً، والعراق خصوصاً، في مطلع القرن السابع عشر، وهي أول رحلة معروفة لرحّالة برتغالي في العصر الحديث بحد علمنا· ومع أن عدداً كبيراً من الرحلات الأجنبية وجدت طري
أنت هنا
قراءة كتاب رحلة بيدرو تيخيرا من البصرة الى حلب
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
رحلة بيدرو تيخيرا من البصرة الى حلب
الصفحة رقم: 7
الإبحار مجدداً من هرمز والوصول إلى الخليج الفارسي مرة ثانية، ثم عبر نهري دجلة والفرات إلى مدينة البصرة
الخميس، 17 حزيران: (4061) بعد أن تهيأنا وتجهزنا بالمؤن في هرمز، واصلنا رحلتنا التي كنا نأمل أن تسير بشكل أفضل؛ فالرياح الشمالية الشرقية في هذا الموسم، كما تأكدنا، تكون أهدأ وأقل عنفاً· إلا أننا، في حقيقة الأمر، وجدنا أن هناك اختلافاً قليلاً عمّاذُكر· وفي هذه المرة أبحرنا بعيداً عن جزيرة قشم، وانطلقنا بسرعة نحو الساحل نفسه كما في الرحلة السابقة· واجتزنا مستنقعات كناوة(23) الضحلة، ثم اجتزنا بعدها حصن بوشهر(24) الشهير بوفرة الخبز والفواكه والخضار ذات النوعية الجيدة، وهو يقع ضمن الأراضي الخاضعة للشاه، أو ملك بلاد فارس، الذي شيد عليها ميناءه المحصّن جيداً·
جزيرة خرج
وإلى الأبعد باتجاه الشمال توجد جزيرة ريق سيف الدين(25)، أي رمال أو شاطئ سيف الدين، وهي مأهولة بالعرب، مثلها في ذلك مثل الجزء الأعظم من هذا الساحل الفارسي التابع للشاه أو الملك· وبعض هؤلاء العرب يميّزون البرتغاليين، فيأخذون بطاقاتهم أو أجوزة سفرهم(26)، التي يتعرضون من دونها لملاحقة السفن البرتغالية من نوع الفوستات(27)، التي كانت تجوب تلك البحار الضيقة بشكل مستمر· لذا، فقد كانت علاقة سكان ريق سيف الدين سيئةً مع البرتغاليين، بسبب المظالم التي ذكرناها سابقاً· وبسبب ذلك، فضلاً عن الخوف من الغليوتات الأربعة التي أبحرت معنا أيضاً، فقد هجر السكان جزيرة خرج كلياً، التي تقع مقابل اليابسة بمسافة ثلاثة فراسخ، ويبلغ محيطها أقل من فرسخين· وهي تشكل ملاذاً جيداً ضد الرياح الشمالية الغربية، كما أن طبيعة أرضها جبلية وصخرية، ومياهها عذبة، وفيها بعض بساتين النخيل، فضلاً عن الخِراف والماعز، كما أنها تنتج كميات كبيرةً من البصل؛ إذ تُرسل الحمولات الكبيرة إلى البصرة(28) وغيرها من الموانئ· أما أهلها فأغلبهم من العرب(29)· وهنا رسونا في الخامس والعشرين من تموز، ومكثنا أربعة أيام بسبب شدة الرياح المعاكسة· وإلى الشمال من هذا المكان توجد مرتفعات بلاد فارس على امتداد حدّ البحر وعلى مرأى البصر، ولكنها من هذه النقطة فصاعداً تتجه نحو البر(30)، فالأرض منخفضة جداً بحيث لا يمكن تمييزها حتى عند مسافة قريبة جداً· وهناك نهران عميقان مياههما عذبة يصبان في هذه الأنحاء، عند بوشهر وريق سيف الدين(31)·
قناة خراب
من هذا المكان أبحرنا شرقاً، مفتقدين مشهد الأرض تماماً، مع أننا كنا قريبين منها، بسبب مستواها المنخفض· وكان يقودنا مرشد محمّدي =مسلم، توجه بنا نحو جزيرة خرج التي، مع أنها أفضل جزيرة في تلك الأنحاء، جعلتنا قريبين من اليابسة جداً، عند قناة يسميها المحمّديون خراب، أي المكسور، أو المخرّب(32)· فهُم يقولون أن ثمة مدينةً كانت هناك، لكنها غرقت بسبب مستواها المنخفض· ويبلغ عُرض هذه القناة نحو أربعة فراسخ، وهي كثيرة الضفاف، لذا فغالباً ما يعبروها بكل الطرق ويُبقون القارب إلى الأمام بسبب التفاوت الكبير في العمق، الذي يبلغ ثلاث قامات على الأقل· وحينما كنا خارجها شاهدنا مسطحات مائيةً أكثر، ويابسةً على كلا الجانبين· وبعد أن أدرنا ظهرنا إلى الساحل الفارسي وصلنا في الأول من آب إلى مرسىً عند مصب شط العرب، أي نهر العرب، إذ يُدعى النهر الكبير شط، والأصغر خور، أو هور، أو ود؛ ويسمى بالإسبانية الوادي الكبير، والوادي الأكبر، ووديانا، وغير ذلك(33)·