أنت هنا

قراءة كتاب تهجين الإتجّاه في سرد ما بعد الحداثة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
تهجين الإتجّاه في سرد ما بعد الحداثة

تهجين الإتجّاه في سرد ما بعد الحداثة

يعد هذا الكتاب البالغ الأهمية في عالم السرد الروائي باكورة درجة الأستاذية التي حصلت عليها الدكتورة آمنة يوسف في هذا العام، وهو جزء من تخصصها النقدي الذي بدأ مع رسالة الماجستير ثم تواصل مع الدكتوراه وتتابع مع أبحاثها التالية التي قدمتها لنيل درجة الأستاذ الم

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 3
أ- الرؤى السردية الرئيسة:
 
1- الرؤية السردية (الخارجية)، ذات الاتجاه التقليدي التي تـقع على مستوى أسلوب السرد الموضوعي، منذ أن شاع التنظير النقدي لهـذا الأسلوب السردي في نصوص الشكلانين الروس وقال قائلهم (توما شفسكي): هكذا يوجد نمطان رئيسيان للحكي: سـرد موضوعي، وسرد ذاتي · ففي نظام السرد الموضوعي يكون الكاتب مطلعاً على كل شيء، حتى الأفكار السريـة للأبطال· أما في نظام السرد الذاتي، فإننا نتتبع الحكي من خلال عيني الراوي (أو طرف مستمع) متوفرين على تفسير لكل خبر: متى وكيف عرفه الراوي (أو المستمع) نفسـه·(3)
 
وعلى مستوى أسلوب السرد الموضوعي تقع الرؤية السردية الخارجية، ذات الاتجاه التقليدي (برأينا) حين تنطلق من الراوي الذي يصفه النـقاد بالراوي (كلي العلم)، أي الراوي المحيط علماً بالظاهر والباطن والذي يقدم مادته دون إشارة إلى مصدر معلوماته·(4)
 
وعلى الرغم من علم هذا الراوي (المطلق) إلا أن رؤيته السردية تظل خارجية· ذلك أنه راوٍ غير مشارك في صنع الفعل الروائي· ولذلك بـدا واقعاً على مستوى أسلوب السرد الموضوعي ومنطلقاً هنا من الاتجـاه التقليدي الذي يسمح له (إلى جانب العلم المطلق) أن ينحاز في رؤيته السردية (مثلاً) إلى بعض شخوصه الروائية أو يتعاطف معها أو يعلَّق أو يفسَّر·· إلى جانب إمكانية الاستماع إلى الحوار الداخلي الذي يدور بخلد الشخصيات الروائية وكذلك استشراف ما يمكن أن يحدث ويتحقق بـالفعل لاحقاً·· فالراوي (حتى وإن لم يظهر في الرواية كشخصية مـن الشخصيات) يجعل وجوده ملموساً من التعليقات التي يسوقها والأحكـام العامة التي يطلقها، ومن الحقائق التي يدخلها على العالم التخييلي مستمدة من العالم الحقيقي والتي تتجاوز محور معرفة الشخصيات، فكأنه يتنقل في الزمان والمكان دون معاناة ويرفع أسقف المنازل، فيرى ما بداخلها وما في خارجها ويشق قلوب الشخصيات و يغوص فيها ويتعرَّف على أخفى الدوافع وأعمق الخلجات، وتستوي في ذلك عنده جميع الشخصيات، فكأنها كلها من أكبرها شأناً إلى أقلها شأناً كتاباً منشوراً أمـامه يقرأ فيه كل ما يدور في نفوسها·(5)
 
وغالباً يستعين هذا الراوي ذو الرؤية السردية الخارجية بضمير الغائب (هو أو هي) الملائم لأسلوب السرد الموضوعي الذي ينتمي إلى الاتجاه التقليدي بسبب انتمائه إلى مرحلة زمنية، لعلها لا تنحصر على البدايـات التاريخية للشكل الروائي (الأوروبي أو العربي) في العصر الحديث منـذ أوائل القرن العشرين من الألفية السابقة، بل إن تراثنا السردي (الإنساني) برمته، لا يخلو من الحضور النسبي لهذا الراوي التقليدي وإن كانت مسألة التباين في الشكل (المبنى الحكائي) بين القديم (التراث السردي) وبيـن الحديث (الرواية، القصة··) أمراً لا خلاف فيه في منطق التطور الأدبي والفني·

الصفحات