أنت هنا

قراءة كتاب تهجين الإتجّاه في سرد ما بعد الحداثة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
تهجين الإتجّاه في سرد ما بعد الحداثة

تهجين الإتجّاه في سرد ما بعد الحداثة

يعد هذا الكتاب البالغ الأهمية في عالم السرد الروائي باكورة درجة الأستاذية التي حصلت عليها الدكتورة آمنة يوسف في هذا العام، وهو جزء من تخصصها النقدي الذي بدأ مع رسالة الماجستير ثم تواصل مع الدكتوراه وتتابع مع أبحاثها التالية التي قدمتها لنيل درجة الأستاذ الم

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 8
أقسام الصورة:
 
1- الصورة الوصفية
 
نستعير هذا المصطلح من الناقدة سيزا قاسم وهي تعرف هذه التقنية بأنها الصورة التي تعرض الأشياء في سكونها·(14) ولذلك تسمَّى بالوقفة الوصفية (غالباً) ذلك أنها حين ترد في بنية النص الروائي المنتمي إلى الاتـجاه التقليدي، توقف الزمان السردي عن سيرورته ومضيه، حتى إننا - يـرى النقاد - يمكن أن نحذفها أو نقفز على أسطر هذه الوقفة بل القطعة الوصفية، دون أن يؤثر ذلك على متابعتنا (مثلاً) للحدث الروائي ودون أن يؤدي ذلك إلى خللٍ فني في التنامي الفني لإيقاع السرد، والسبب - يرى النقاد - يرجع إلى عدم التواشج البنيوي بين الأوصاف الخالصة وبين إيقاع الأفعال السردية، إلى الحد الذي - أشرنا - يمكن معه حذف هذه اللوحة الـوصفية (الصورة الوصفية) المنفصلة - إذن - عن دينامية الحدث الروائي وتناميه· ذلك كان رأي غالبية نقاد السرد، عدا جيرار جينيت الذي يعتبر الوصف ]الخالص[ لا يحتم أبداً وقفةً للحكاية أو تعليقاً للقصة أو للعمل ]الروائي[ دون أن يوافق ذلك التوقف توقفاً تأملياً للبطل نفسه (··) وبالتالي لا تفلت القطعة الوصفية أبداً من زمنية القصة·(15) فجيرار جينيت يرى أن هـذه الوقفة، أو الصورة الوصفية بسبب ما تؤدي إليه من بعْد تأملي·· غير منفصلةٍ عن سيرورة الزمان السردي، أي أنه لا يمكن فصل هذه الصورة الوصفية عن بنية السرد· ذلك أن هذه الاستراحة التأملية تقع على مستوى الزمان السردي وذات وظيفة بنيوية، يؤديها التأمل في علاقته ببقيـة العناصر الفنية المكونة لبنية النص السردي ومن بينها الحدث الروائي، مثلاً، ديناميته، تناميه، مضيه قدماً حتى الانتهاء من قراءة الـرواية·
 
ومع أننا نؤيد رأي جيرار جينيت الذي يضفي بعداً تأملياً، على الصورة الوصفية غير المنفصلة - إذن - عن سيرورة الزمان السردي··· فإن هذه التقنية السردية ظلت ظاهرةً فنية في بنية الرواية ذات الاتجاه الـتقليدي خاصة، حين كانت تستغرق الصفحة والأكثر من الصفحة وهي تنطلق من عيني الراوي (كلي العلم) وهو يصف متأملاً الـشخصيات الـروائية والأمكنة والأشياء وتفاصيل الأشياء···
 
وتجدر الإشارة إلى أن السبب الرئيس الذي جعل معظم نقاد الـسرد يعدون الصورة الوصفية وقفة منفصلةً عن سيرورة الزمان السردي، هو (برأينا) كونها منطلقة من عيني هذا الراوي (كلي العلم) التقليدي، ومن رؤيته الخارجية التي يبدو بسببها راوياً غير مشارك في صنع الـحدث الروائي وكذلك يبدو تصويره الوصفي خارجياً متواشجاً بنيوياً مع رؤيته السردية·

الصفحات