أنت هنا

قراءة كتاب تهجين الإتجّاه في سرد ما بعد الحداثة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
تهجين الإتجّاه في سرد ما بعد الحداثة

تهجين الإتجّاه في سرد ما بعد الحداثة

يعد هذا الكتاب البالغ الأهمية في عالم السرد الروائي باكورة درجة الأستاذية التي حصلت عليها الدكتورة آمنة يوسف في هذا العام، وهو جزء من تخصصها النقدي الذي بدأ مع رسالة الماجستير ثم تواصل مع الدكتوراه وتتابع مع أبحاثها التالية التي قدمتها لنيل درجة الأستاذ الم

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 7
ثانياً: الصورة (أو الوصف)
 
وهي ثاني تقنية سردية نعرَّف بها في فرضيتنا النقدية، هذه·· من خلال اتجاهاتها الأدبية التي جعلت مفاهيمها بل أقسامها الثلاثة الرئيسة تتحدد لدينا بمرحلة ما قبل تهجين الاتجاه، التي كان الاتجاه الواحد فيها يهيمن على بنية النص الروائي الواحد، أو على نتاج الروائي الواحد، سواء أكان هذا الاتجاه الأدبي تقليدياً أم حديثا أم جديداً··
 
وقبل أن نوجز مفاهيم الصورة الرئيسة، بحسب اتجاهاتها الأدبيـة، تجدر الإشارة إلى أن مرحلة ما قبل تهجين الاتجاه قد تنطبق على فن الشعر، أيضاً، حين كنا نقول - مثلاً -: هذه مدرسة القصيدة الكلاسيكيـة الجديدة، التي تعبر عنها قصيدة إحياء التراث العربي منذ أوائل عصر النهضة العربية (في القرن العشرين من الألفية السابقة) وهي القصيدة المحاكية فنياً شكل القصيدة العمودية وبقية شروطها الفنية· وحين تلتـها مدرسة الشعر الرومانسي (الثورية) وبرزت قصيدة التفعيلة في الشعر العربي الحديث· وهي القصيدة القائمة على التنويع في الاختيار الفنـي للتفعيلة وعلى السطر الشعري بدلاً من البيت الشعـري (الـوزن والقافية) الكلاسيكي، سابقاً·
 
وثالثاً، حين برز ما يسمَّى بالشعر الحر الذي تحرر تماماً من إيقاع الوزن والقافية ومن إيقاع التفعيلة أيضاً، فيما يسمَّى لدى النقاد:قصيدة النثر التي هي شكل شعري أكثر حداثةً على مستوى الفن والإبداع واللغة والفلسفة وحتى الإيقاع الذي لم يعد خارجياً بل داخلياً، ناتجاً مثلاً عـن التوظيف الفني لتقنية الإصاتة أو المحارفة التي تتكرر من خلالها الأحرف داخل السطر، أو المقطع الشعري، إلى جانب الإيقاع الفني الناتج مثلاً عن التوظيف الفني للرمز الاستعاري المبتكر إلى جانب بقية الرموز: التاريخية والأسطورية والشعبية·· إلخ· وفي مرحلة لاحقة تلت المدارس (المذاهب) الشعرية السابقة، يمكننا القول: إن شكل القصيدة ينتمي إلى ما أسمينـاه: مرحلة ما بعد تهجين الاتجاه التي أصبح الشاعر المعاصر الواحد فيها حراً في كتابة الشكل الشعري الكلاسيكي وقصيدة التفعيلة وقصيدة النثر، بل أصبح يزاوج بين الأشكـال الثلاثة أو شكلين منها في نص شعري واحد، قد ينفتح أحياناً على تقنيات الأجناس الأدبية الأخرى وعلى شتى الفنون الإبداعية المختلفة:(الموسيقى، السينما، النحت···)
 
- هــذه فرضية ممكنة برأينا حتى عند التعامل مع القصيدة، لعلنا نتناولها بالتنظير وبالتطبيق في بحث آخر، مستقبلاً··

الصفحات