أنت هنا

قراءة كتاب تهجين الإتجّاه في سرد ما بعد الحداثة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
تهجين الإتجّاه في سرد ما بعد الحداثة

تهجين الإتجّاه في سرد ما بعد الحداثة

يعد هذا الكتاب البالغ الأهمية في عالم السرد الروائي باكورة درجة الأستاذية التي حصلت عليها الدكتورة آمنة يوسف في هذا العام، وهو جزء من تخصصها النقدي الذي بدأ مع رسالة الماجستير ثم تواصل مع الدكتوراه وتتابع مع أبحاثها التالية التي قدمتها لنيل درجة الأستاذ الم

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 4
2- الرؤية السردية الداخلية، ذات الاتجاه الحديث التي تقع على مسـتوى أسلوب السرد الذاتي (المشار إليه في أول سياق الحديـث عن الرؤية السابقة)·· وتتصف بأنها داخلية· ذلك أن الراوي الذي تنطلق منه هـذه الرؤية في علاقته بعالمه (المروي) شخصية مشاركة في صنع الفـعل (الحدث) الروائي· ولذلك يطلق النـقاد على رؤيته الداخلية هذه مصطلح الرؤية (مع) أو الرؤية المصاحبة، ويستعين الراوي بالدرجة الرئيسة فيها بضمير المتكلم (أنا) حتـى وهو يروي عن كلَّ من مرَّ بهم وما مرَّ به في سياق ما يوهمنا فنياً بأنه مذكرات اعترافية وسيرة ذاتية، غير أن الرواية - تقول يمنى العيد: ليست، كما قد يتوهم البعض، سيرة ذاتية، بل هي سرد يستخدم تقنية الراوي بضمير الأنا، ليتمكن من ممارسة لعبة فنية تخوله الحضور وتسمح له، بالتـالي، التدخل والتحليل بشكل يولد وهم الإقناع(6)
 
إننا في هذه الرؤية الداخلية الواقـعة على مستوى السرد الذاتي، نجد إمكانية أوسع لتوظيف الضمائر المختلفة وليس مجرد التوظيف البنيوي لضمير الأنا أو الـ (نحن)، فقد ينطلق السرد من التوظيف البنيوي لضمير المخاطب (بالفتح)، أي ضمير الـ (أنت) أو الـ (أنتم)عندما يـخاطب البطل نفسه، أو يناجيها في مونولوج داخلي، مثلاً، أو حـين يكـتسب ضمير الغائب وظيفة الاستبطان، فيما يسمَّى بـ (أنا الراوي الغائب) وهو في الجوهر صورة مموهة لـ (أنا) الراوي·(7)
 
ويصف نقاد السرد الراوي بضمير الأنا، في هذه الرؤية الداخلية أو المصاحبة وهو يتخذ دور المشاركة في صنع الفعل (الحدث) الروائي·· يصفونه بالراوي محدود العلم· ذلك أن معرفة الراوي هنا على قـدر معرفة الشخصية الحكائية، فلا يقدَّم لنا أية معلومات أو تفسيرات، إلا بعد أن تكون الشخصية نفسها قد توصلت إليها· ويستخدم في هذا الشكل ضمير المتكلم أو ضمير الغائب، ولكن مع الاحتفاظ دائماً بمظهر الرؤية مع، فإذا ابتديء بضمير المتكلم وتمَّ الانتقال بعد ذلك إلى ضمير الغائب، فإن مجرد السرد يحتفظ مع ذلك بالانطباع الأول الذي يقضي بأن الشخصية ليـست جاهلة بما يعرفه الراوي، ولا الراوي جاهلٌ بما تعرفه الشخصية· والراوي في هذا النوع إما أن يكون شاهداً على الأحداث أو شخصية مسهمة في القصة· إن الرؤية مع، أو العلاقة المتساوية بين الراوي والشخصية هي التي جعلها توما تشفسكي تحت عنوان:السرد الذاتي· والواقع أن الراوي يكون هنا مصاحباً لشخصيات يتبادل معها المعرفـة بمسار الوقائع· وقد تكون الشخصية نفسها تقوم برواية الأحداث، ويتجلى هـذا بشكل واضح في روايات الشخصية، سواء في الاتجاه الرومانسي، أو في اتجاه الرواية ذات البطل الإشكالي·(8)

الصفحات