أنت هنا

قراءة كتاب الإمام الشافعي حياته وشعره

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الإمام الشافعي حياته وشعره

الإمام الشافعي حياته وشعره

كتاب "الإمام الشافعي حياته وشعره"، يعتري المرء وهو يقرأ عن حياة الإمام الشافعي - رحمه الله - أو يبحث فيها، إحساس مفعم بزيادة المعرفة، لأنه يقف حائراً أمام تميز هذا الإمام الذي شغل حياته في خدمة الأدب والفقه، وحسبه ما تحدثت عنه الكتب ومؤلفات العلماء ورفوف ال

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 3
قال الرشيد: الذي يراك أخاه.
 
قال الشافعي: فذاك أنت يا أمير المؤمنين.
 
قال الرشيد: كيف ذاك ؟
 
قال الشافعي: يا أمير المؤمنين، إنكم ولد العباس وهم ولد علي، ونحن بنو المطلب، فأنتم ولد العباس ترونا إخوتكم، وهم يرونا عبيدهم.
 
فلما سمع الرشيد الجواب، انشرح صدره وقال للشافعي: يا ابن إدريس، كيف علمك بالقرآن ؟
 
فأجاب الشافعي: عن أيّ علومه تسألني، عن حفظه؟ فقد حفظته ووعيته بين جنبي، وعرفت وقفه وابتداءه، وناسخه ومنسوخه، وليليه ونهاريه، ووحشيْه وأُنسيْه، وما خوطب به العام يُراد به الخاص، وما خُوطب به الخاص يُراد به العام.
 
فقال هارون الرشيد: فكيف علمك بالنجوم ؟
 
فأجاب الشافعي: إني لأعرف منها البري والبحري والسهلي والجبلي والفلق والمصبح، وما تحب معرفته....
 
فقال الرشيد: فكيف علمك بأنساب العرب ؟
 
فقال الشافعي: إني لأعرف أنساب اللئام وأنساب الكرام، ونسبي ونسب أمير المؤمنين.
 
فقال الرشيد: فهل من موعظة تعظ بها أمير المؤمنين؟
 
فوعظه بموعظة مؤثرة بكى منها الرشيد، ثم أمر له بمال كثير وهدايا قيمة.
 
وهكذا استطاع الشافعي أن ينجو من ضرب عنقه، بهذه البراعة في حسن التخلص، والحجة القوية. هذا إلى جانب شهادة محمد بن الحسن أحد جلساء أمير المؤمنين والمعجبين بأدب وفقه الإمام الشافعي، والذي شهد له في الحضرة بالعلم الغزير، مردفاً أمام الرشيد بالقول: بأن من رفع الخبر إلى امير المؤمنين ليس من شأن الشافعي(2).
 
ثالثاً: شهادة بعض العلماء الكبار الذين أرخوا عن نسب الشافعي، وكان منهم محمد بن إسماعيل البخاري، الذي أورد في التاريخ الكبير (محمد بن ادريس الشافعي القرشي) وأقوال مسلم بن حجاج، ورواية عبد الله بن السائب والي مكة وغيرهم من العلماء والرواة.
 
هذا وقد أورد صاحب وفيات الأعيان: «أن جد الإمام شافع لقي رسول الله ﷺ وهو مترعرع، وكان أبوه السائب صاحب راية بني هاشم يوم بدر فأُسِر، وفدى نفسه ثم أسلم، فقيل له: لِمَ لَمْ تسلم قبل أن تفدي نفسك ؟
 
فقال: ما كنت لأحرم المؤمنين مطمعاً لهم فيّ»(3).
 
هذا وقد عُرف أن أباه قد هاجر من مكة إلى غزة بحثاً عن الرزق، لكنه مات بعد ولادة ابنه محمد بمدة قصيرة. أما أمه، فلم تكن قرشية، إنما كانت يمانية من قبيلة الأسد، وكان اسمها فاطمة بنت عبد الله، وقيل أنها كانت تكنى بأم هنية الأزدية، وربما قصدوا الأسدية.

الصفحات