أنت هنا

قراءة كتاب الإمام الشافعي حياته وشعره

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الإمام الشافعي حياته وشعره

الإمام الشافعي حياته وشعره

كتاب "الإمام الشافعي حياته وشعره"، يعتري المرء وهو يقرأ عن حياة الإمام الشافعي - رحمه الله - أو يبحث فيها، إحساس مفعم بزيادة المعرفة، لأنه يقف حائراً أمام تميز هذا الإمام الذي شغل حياته في خدمة الأدب والفقه، وحسبه ما تحدثت عنه الكتب ومؤلفات العلماء ورفوف ال

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 4
نشأته
 
توفي والد الإمام الشافعي بعد ولادته بمدة قصيرة، فكفلته أمه، واتفقت الأخبار على انه عاش يتيماً وفقيراً، لكنه كان طموحاً، فلم ينل اليتم منه، ولا أثر الفقر في نسبه. فنشأ على خلق قويم، ومسلك كريم، وسار نحو المعالي حتى استقام عوده، مترفعاً عن الدنيا وسفاسف أمور الحياة.
 
أحست أمه بضيق العيش، وخشيت على نسب ولدها، فأرسلته إلى مكة وهو طفل ابن سنتين لتحفظ له نسبه الشريف، وقد جاء في معجم ياقوت عن الشافعي قوله: «ولدت بغزة سنة خمسين ومائة، وحملت إلى مكة وأنا ابن سنتين». وفي رواية أخرى أن أمه قالت: «الحق بأهلك فتكون مثلهم، فإني أخاف أن تُغلب على نسبك، فجهزتني إلى مكة فقدمتها وأنا ابن عشر أو شبيه بذلك، فسرت إلى نسيب لي وجعلت أطلب العلم»(4).
 
ومهما تعددت الروايات، فإن الشافعي كان قرشياً نشأ في أسرة فقيرة، واحتضنته أمه الأسدية، فشب رقيق الحال فقيراً، يطلب العلم ويكتبه على قطع من الخزف - الفخار - الذي كان يجمعه، أو على قطع من الجلد أو سعف النخيل أو عظام الجمال. كما كان يلجأ إلى الدواوين يستوهب أوراقاً ليكتب عليها.
 
وورد عنه أنه جالس العلماء منذ صغره وفي بداية نشأته، يكتب ما يسمعه وما يراه مستفيداً ممن كانوا في مكة من الفقهاء والمحدثين. وطلب الشعر في أول أمره فكان له ما طلب. ويروى عن الحميدي قوله: قال الشافعي، خرجت أطلب النحو والأدب، فلقيني مسلم بن خالد الزنجي، فقال يا فتى: من أين أنت؟ قلت من أهل مكة، قال: أين منزلك ؟ قلت: بشعب الخيف. قال: من أيّ قبيلة أنت ؟ قلت من عبد مناف. فقال: بخ. . . بخ. لقد شرفك الله في الدنيا والآخرة، ألا جعلت فهمك هذا في الفقه فكان أحسن بك.

الصفحات