كتاب "العولمة وتاريـخ الصراع مع الغرب"، عندما فاجأت العولمة العالم الإسلامي بظهورها واقتحامها، اصيب المسلمون بالذهول، والكثير اختلطت عليه الأمور ولم يعد يملك القدرة على استيعاب المتغيرات، والاحداث التي سيطرت على الكرة الأرضية اليوم، وبناء على هذا التحدي الخ
أنت هنا
قراءة كتاب العولمة وتاريـخ الصراع مع الغرب
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

العولمة وتاريـخ الصراع مع الغرب
وهكذا يتواصل المخطط اليهودي للوصول الى تحقيق اهداف اليهود العالمية وقد استخدم اليهود شتى انواع الوسائل للوصول الى نقاط التأثير في الحياة وكانوا يتابعون مراكز القوة وينتقلون اليها ويقتربون منها، فتدخلوا في اوربا وانكلترا وفرنسا وتدخلهم في الثروة الفرنسية واضح لا يمكن اخفاءه حتى ذكر تور دي بين احد كبار المحررين لفرنسا ومن الشخصيات البارزة فيها بانه (باسم الانقلاب الفرنسي الكبير سنة 1789 يحكمنا اليهود اليوم) وفي تاريخ امريكا الحديث استطاع اليهود ان يدخلوا الى امريكا عن طريق الاقتصاد ومشاريع الاصلاح والعمل على ربط الاقتصاد العالمي بالدولار وعندما حولوا الدولار من الذهب الى الورق النقدي تمكنوا من احكام السيطرة على اقتصاد العالم ويقول ويرنر سونبارت في كتابه (اليهود والحياة الاقتصادية، يبدو ان طراز الحياة الاقتصادية لامريكا الشمالية قد اسس من تخطيط اليهود..وبذلك نستطيع القول: أصحيح بأن الدول الامريكية المتحدة مدينة بكيانها لليهود؟ ومن المحتمل ايضا بأن ما نسميه بالامريكي اليوم هو روح اليهودي الخالص! ويقول المليونير هنري فورد في كتابه (اليهودي العالمي) بأن 97% من بلدة نيويورك تملكها اليهود اليوم ولأجله يسمى اليهود نيويورك بـ (فلسطين الجديدة) والامريكيون ذوو القلوب الصافية يظنون بأن اليهود قد ذابوا في بودقة الولايات المتحدة واصبحوا من الامريكيين وقد اغفلوا بذلك الظن حيث لم يكن اليهود امريكيين في اي وقت ولا يكونون). وهكذا سيطر اليهود على الاقتصاد الامريكي ومن ثم على الاعلام ثم القرار السياسي الذي تحول من الخلفية المسيحية الى الخلفية التوراتية التلمودية بفعل التأثير اليهودي الصهيوني وتصف غريس هالسل التأثير التوراتي على العقل الثقافي والسياسي الامريكي في كتابها (النبوة والسياسة) بقولها (بعد عدة زيارات الى الارض المقدسة اردت ان استكشف اكثر نظام ايماني للمسيحيين وان اتعلم ما يعتقده الاخرون بشأن نهاية الزمن ، قرأت كتاب (اخر اعظم كرة ارضية) الذي بيع منه حوالي 18 مليون نسخة وظل على رأس لائحةالكتب الاكثر مبيعا خلال السبعينات من القرن العشرين وكان يباع منه اكثر من اي كتاب اخر باستثناء الكتاب المقدس).
وهذا الكتاب من تأليف هول لندسي وهو عالم لاهوتي امريكي يتوقع فيه كاتبه نهاية العالم في معركة طاحنة تدعى هرمجدون وكان الرئيس الامريكي السابق رونالد ريغان من اكثر الرؤساء ايمانا بهرمجدون فهو يؤمن مثل هول لندسي بأن الله قد قضى ان على هذا الجيل بالتحديد ان يدمر الكرة الارضية وتنامت هذه النظرية وامن بها مفكرون وساسة ورجال دين امثال جيري فالويل وجيمي سواغارت وبات روبرتسون واخرون وهؤلاء يؤمنون بأن اليهود لابد أن يمكنوا من تدمير معظم الصروح الاسـلامية المقدسة في القدس وتـذكر هالسل: (اخبرني اون عندما كنا في المدينة القديمة من القدس وهـو ينظر الى قبة الصخرة، ان النبوءة الانجلية تقضي بأن على اليهود تدمير هـذا الصرح وبناء معبد - هيكل - يهودي مكانه).
وبذلك تلتقي اليهودية مع التيار المسيحي الاصولي البروتستانتي للقضاء على الاسلام، والذي يفهم طبيعة القرار الامريكي وخلفيته يدرك بأن الاستراتيجية الامريكية هي استراتيجية لمصلحة اليهود وهذا يفسر ظهور شخصيات يهودية كانت تصنع السياسة الامريكية مثل هنري كيسنجر وغيره وعندما نقترب اكثر تظهر صورة العجوز اليهودية مادلين اولبرايت واخيرا وليس اخرا اليهودي المتعصب صاحب نظرية صدام الحضارات صموئيل هنتكون الذي عرض نظريته كايدلوجية عالمية لاعادة صناعة النظام العالمي الجديد .
وتتأكد هذه الرؤية عند دراسة الماركسية وتاريخ تكوينها وتأسيس دول الشيوعية وكيف لعب اليهود دورا واضحا في صناعتها واعادة تفكيكها بطريقة سيناريو التداعيات الجماهيرية وبعدها دفع العالم الى النظام العالمي الجديد والعولمة لكي تصب في خدمة الصهوينية والمصالح الامريكية، وتعود لتؤكد بأن هذه الرؤية ليست مصاغة برد الفعل او خاضعة لتسلط فكرة المؤامرة ولكنها رؤية تحليلية تحاول تفسير الاحداث التاريخية بالاستناد الى المؤثرات الحقيقية المختفية خلف التبريرات والتسويغات التي يطلقها الاعلام او التفسيرات الرسمية للاحداث في محاولة تشكيل العقل في النظر الى الحدث سطحيا وتغيب عناصره الفاعلة والمؤثرة لضمان استمرار اللعبة عندها يلدغ المؤمن من جحر واحد الف مرة ولا يستطيع ان يحلل اسباب اللدغة لكي يتجنبها، ونحن نستند في رؤيتنا للاحداث الى القرآن الكريم فالقرآن الكريم يخبرنا بتشابه المواقف لتشابه الاهداف فقال تعالى: ﭽ ﭟ ﭠﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭼ وهذا النص القرآني يوضح لنا بأن القضية تفهم من خلال توافق النفوس التي تكره الحق وتتبع الهوى فيؤدي هذا التوافق الى توحد المواقف تجاه الحق في خطة ومنهج مبني على دراسة عميقة.
ولقد استطاعت اليهودية الهيمنة على الحياة الثقافية والاقتصادية ومن ثم السياسة في المجتمع الغربي وقد استخدمت للوصول الى هذه النتيجة كل ما تملكه الشخصية اليهودية من قدرة على الخداع والتلون والتأثير، والمعروف عن الشخصية اليهودية انها عاشت في الغرب في مناطق معزولة لكي تمارس طقوسها وتسمى هذا المناطق او الاحياء اليهودية بـ (الجيتو) وحيثما كانت هذه الجيتوات فانها تعني شيئا واحدا وهي ربط اليهودي بتراثه ولم ترتبط الشخصية اليهودية بموقعها الجغرافي (فأن الجغرافية لم تكن جزءً من هويتها ولم تكن كذلك سمة من سمات تراثها الذي تميز بتعدد مراكزه الجغرافية).
ولذلك كانت الشخصية اليهودية عبارة عن رواسب في (لا وعي) الشخصية، يركز الانانية وحب الذات كما يصفهم المؤرخ توينبي (اليهودية اقبح امثلة عبادة الذات الفانية صيتا) ويصفهم القرآن الكريم قبل ذلك ويأتي تفسير توينبي وغيره مصدقا لقوله تعالى:(فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) وتاريخهم يتحرك بصورة اساسية على حب المال والشهوات وعبادة الذات من هنا كان ارتباطهم بحركة رأس المال العالمي وحرصهم على تكوين الثروات وكنز الذهب وهو معبودهم الثاني بعد انفسهم، ويصفهم ماركس بناء على هذه الملاحظة (علينا اننفسر المحافظة على الدين او القومية اليهودية انطلاقا من اليهودي الواقعي اي من دور اليهودي الاقتصادي والاجتماعي). وبسبب التناقضات الحادة في واقع اليهود وتاريخ الذل والاستضعاف واجواء الانعزال تولد نوع من الانفصام في الرؤية جعل الصراع في المشاعر والتناقض الحاد في السلوك سمة بارزة في تحديد الشخصية اليهودية التي تحمل عقدة التناقض بين الشعور بالاستعلاء والشعور بالدونية والاضطهاد وهذا ما يؤيده د. حامد ربيع (ان اليهودي يتصف بالازدواج في شخصيته فهو مخيف في جانب وقنوع في جانب اخر وهو فقير في بعض الاحيان ولكنه يحب المال وهـو يرضى بالعقاب الذي نـزل به منذ الحقبة الاولى ولكنه شكاك ومتذمر ومتربص لتحقيق تمرده وثورته في احيان اخرى).
وكل هذه الصفات نفذت الى لب مكونات الشخصية اليهودية الاسرائيلية إذ ساعدت العزلة على المحافظة على رواسب الذل من الاستعباد المصري الى السبي البابلي ثم مرورا الى المحرقة النازية والاضطهاد المسيحي حتى اصبح هذا الراسب هو الثابت الشخصي لليهودية الذي يمكن ان يحل سايكولوجيا على ان اولئك الذين سبق ان عوملوا باستخفاف من الاخرين يفقدون الثقة في انفسهم عن طريق الادراك اللاشعور انهم قد يحاولون اخفاء هواجسهم الداخلية عن الاشخاص الاخرين باتخاذ الغطرسة الا ان افتقارهم الخفي للثقة في انفسهم يظل قائما وهذه الظاهرة معروفة في علم النفس (بالتوحد في المعتدي وهو ان يغدو اليهودي الضحية نازيا له ضحاياه، يقتل بدلا من ان يُقتل وهكذا تشكلت في فلسطين العصابات الارهابية، وهكذا كانت مذابـح دير ياسين وكفر قاسم، وصبرا وشاتيلا، والهدف الجماعي لعملية التوحد بالمعتدي هو ان يتحول الحمل ذئبا وهكذا لا يبقى امامه خطر يخشاه لكن العملية اعقد من ذلك بكثير فعندما يتحول الحمل ذئبا يظل يشعر في اعماقه بالحمل في داخله وتكون شراسته فيها لمغالبة خوره ومشاعره القديمة مغالبة الحمل القابع في اعماقه ومن جانب اخر يظل يرى فيما يفرض عليه دور الحمل اي ضحيته يظل يرى فيه نفسه اي ان القاتل يرى نفسه قتيلا في ضحيته وهنا يستمر فعل القتل وكأنه بذلك يهرب من صورته مقتولا من ضحاياه وهو امر لا يستطيع منه خلاصا وبذلك يستمر في القتل كيلا يُقتل ومع تزايد ضحاياه يتزايد خوفه من الثأر والانتقام وهكذا فانه بالقتل يبرر حماية الحياة).
ويلجأ اليهودي الى هذا الاسلوب في الحياة في داخل دولته وأما في خارج دولته فيلجأ الى اللوبيات الضاغطة والارهاب الفكري والاسقاط الاخلاقي والابتزاز المالي، ولعل اوضح مثال على الارهاب الفكري هو استخدام اليهود لقضية اللاسامية في التأثير على المفكرين الغربيين وتعني اللاسامية معاداة اليهود على انهم الممثلون الوحيدون للجنس السامي في المجتمع الاوربي وعلى حسب الدعوى التي اشاعوها عن انفسهم فانهم يروجون لفرض شعور لدى الغربيين بان كل ما اصابهم في التاريخ هو لكونهم يهودا او ان سبب ايذائهم هو حملهم الديانة اليهودية وان من يسعون لايذاء اي شيء يرتبط بهذا التاريخ مصابون بدءا اللاسامية وقد ترتب على هذا ان تمكن الصهيونيون من احتواء الفكر الغربي فاندفع مفكرو الغرب او غالبيتهم العظمى الى مناصرة الصهيوينة دون تحفظ تحت وهم انهم يناصرون قضية عادلة يدفعون عن البشرية وزر العنصرية بما يعكس اضخم غسيل دماغ عرفتها البشرية.
وبذلك نجح اليهود في توظيف العالم الغربي المسيحي من اجل ايجاد نوع من التحالفات المصلحية لمواجهة الاسلام وهو العدو المرشح الوحيد للمواجهة التاريخية في صراع القوى من اجل الهيمنة.

