أنت هنا

قراءة كتاب مذكرة في الأدب الأندلسي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مذكرة في الأدب الأندلسي

مذكرة في الأدب الأندلسي

كتاب "مذكرة في الأدب الأندلسي"، لقد فتح العرب والمسلمون الأندلس سنة 92هـ وأسسوا فيها دولة إسلامية عربية حكمت زهاء ثمانية قرون فكانت أيامها مشرقة مزدهرة، وقد أقاموا فيها صروحاً شامخة من الوان من المعرفة وفيما الأدب الذي يعد أثراً من أثار البيئة الأندلسية، وق

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 5

مراحــل تطــور الشعر

1. كان الشعر الأندلسي عقب الفتح الإسلامي غير متميز الملامح مجهول الهوية لانصراف المسلمين إلى الحروب لتوطيد أركان الدولة الجديدة، لذا عاش الأندلسيون في الحقب الأولى عالة على شعر إخوانهم المشارقة، حتى من تصدى منهم لغرض الشعر وهم قلة، قلد إخوانه المشارقة في المضمون والشكل، ومن شعراء هذه الفترة (أبو الخطار حسام بن ضرار) وهو من قبيلة القحطانيين بالأندلسي وكان شاعراً فارساً ومن شعره:
فليت ابن جواس بخير انني
سعيت به سعى امري غير عاقل
قتلت بن تعسين تحسب انهم
جذوع نخيل صرعت في المسايل
ولو كانت الموتى تباع اشتريته
بكفر وما استثنيت منها اناملي
فهذا الشعر واضرابه يجري في صياغته على أسلوب تقاليد مدرسة المشرق المحافظة، اذ يعنى بجزالة اللفظ وفخامة العبارة وسطحية الفكرة وبداوة الصورة التي لم تتأثر بالحضارة الجديدة، ولم تصهرها رؤية الشاعر الأندلسية الساحرة وانفعاله بجمالها.
2. ويقفز (عبد الرحمن الداخل) إلى السلطة مؤسساً دولة أموية بالأندلس فتزدهر في عصره النهضة الفكرية وفي عصور من اتى عقبة من أبنائه وأحفاده (وخاصة الشعر) فقد بدأ في هذه العهد يتطور ويزدهر ويتخذ لنفسه طرائق جديدة حتى الأمراء أنفسهم كانوا شعراء (فلعبد الرحمن الداخل) شهر منه هذه الأبيات التي يحن فيها إلى موطن آبائه وأجداده بالمشرق:
أيها الراكب المتيم ارضي
اقر من بعض السلام لبعضي
ان جسمي كما تراه بأرض
وفؤادي وما يكنه بأرضي
قدر البين بيننا فافترقنا
وطوى البين عن جفوني غمضي
قد قضى الله بالبعاد علينا
فعسى باقترابنا سوف يقضى
ومن شعراء هذه الفترة (ابو المجنشي عاصم بن زيد العبادي) وهو من ألمع شعراء عصره ومن شعره الذي يصور فيه همومه واشجانه تصويراً دقيقاً:
وهم ضاقتي في جوف ليل
كلا موجبهما عندي كبير
فينا ولنا القلوب معلقات
وأجنحة الرياح بنا تطير
ومن شعراء هذا العصر (عباس بن ناصح) من أهل الجزيرة الخضراء وكان على حظ كبير من العلم باللغة والرواية والشعر، وغطت شهرته كشاعر على شهرته كعالم وحلف ديوان شعر كان موضع عناية الأندلسيين، ويدور شعره حول المدح والحماسة والفخر فمن شعره الحماس قوله:
تململت في وادي الحجارة مسهداً
أراعي نجوماً ما يردن تغيراً
إليك ابا العاصي نضبت مطيتي
تسير لهم سارياً ومهجراً
تدارك مساء العالمين بنصرة
فانك أهل النابغين تغيث وتنصرا
ومن شعراء هذه الفترة: بكر بن عيسى وأبو الحسين التميمي وغريب الطليطي وابن هبيرة.
غير أن شعر هذه الفترة لم يستقل استقلالاً تاماً عن شعر المشارقة ولم يتأثر بعد طبيعة الأندلس الفاتنة واذا كان له من فضل ففي تسجيل المعارك الحربية التي دارت رحاها بين المسلمين والأسبان في ألفاظ قوية وأساليب سهلة ومعان قريبة التناول.

الصفحات