أنت هنا

قراءة كتاب مذكرة في الأدب الأندلسي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مذكرة في الأدب الأندلسي

مذكرة في الأدب الأندلسي

كتاب "مذكرة في الأدب الأندلسي"، لقد فتح العرب والمسلمون الأندلس سنة 92هـ وأسسوا فيها دولة إسلامية عربية حكمت زهاء ثمانية قرون فكانت أيامها مشرقة مزدهرة، وقد أقاموا فيها صروحاً شامخة من الوان من المعرفة وفيما الأدب الذي يعد أثراً من أثار البيئة الأندلسية، وق

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 10

شعر الطبيعة فــي الأندلس

شعر الطبيعة في الأدب العربي لم يأت مصاحباً لفتح العرب للأندلس بل هو قديم قدم اللغة العربية، فكان الشاعر الجاهلي يصف هذه البيئة التي يحياها ويتصفح معالمها، ويتفاعل معها ثم استمر وصف الطبيعة في العصور التالية وخاصة العصر العباسي الذي تخصص فيه مجموعة من الشعر في وصف الطبيعة مثل ابن المعتز وغيرهم.
أما الشاعر الأندلسي فلم يترك معلماً أو مظهراً من مظاهر الطبيعة أحسه بحواسه وتفاعل معه بمشاعره الا وصفه فأبدع في وصفه وتصويره، فوصفوا الرياض بما فيها من اخضرار واصفرار واحمرار ووصفوا تغريد الطيور والماء الجارية الصافية.
وجل ما يعتمد عليه الشاعر الأندلسي في تكوينه وتنويعه لأبعاد لوحته الفنية التي يرسمها بالكلمات للطبيعة من ألوان البيان: التشبيه والاستعارة، مع شيء من الصنعة التي تأتي ملائمة طيعة احياناً، ومزدحمة عصية متكلفة أحياناً أخرى مع نغمات عذبة وموسيقى تناسب انسياب خرير المياه في لين ورقة.
فهذا (ابن خفاجة) وقد استولت على لبه الحدائق الفيح والمروج الخضراء حيث كان يمرح ويلهوا مع أصدقائه في جو بهيج فالأرض معشبة والسماء صافية والمياه جارية والطيور مغردة في يوم تزل فيه تحت سرحه غناء تداعيها ريح الشمال وتتمايل طرباً لشدو الحمام، يسبقها الغمام من فيض مائه، لقد رفع راية الشباب في هذا المكان ذي الجمال المشرق والروض المزهر والظل فرغ اسود والماء ثغر بادر والحمام يشدوا بألحانه وتطرب بغنائه، وشاركه الغصن هذا الإحساس والذي توج هذا الجمال ظهور الهلال بعد الغروب كأنه طوق من ذهب يزين برد الغمامة، حينذاك وصف هذه اللوحة يقول:
سقيا ليوم قد انجت بسرجه
ريا تلاعبها الرياح فتعلب.
سكري يغنيها الحمام فتنتشي
طرباً ويسقيها الغمام فتشرب
نلهو فترفع للشبيبة راية
فيه وتطلع للبهارة كوكب
والروض وجه ازهر والطل فر
ع اسود والماء ثغر اشنب
في حين أطربت الحمام عشية
فشدا يغنينا الحمام المطرب
واهتز عطف الغصن من طرياتنا
وافتر عن ثغر الهلال المغرب
فكانه والحسن مقترن به
طوق على برد القمامة مذهب
و(ابن الزقاق) يهتز طرباً للروابي المطلولة، وقد امتزج وصف الطبيعة بالحب لان روضته أوصت اليه بعبارات العشق وبتباريح الغرام فقال:
تأرج مطلول الرواي فزرتها 
وامثال هاتيك الربى يقتضي الزورا
فاتحفني منها الربيع بوردة 
عبيراً به الانفاس اذ فتق النورا
حكت نفحة ممن هويت وجنة 
فانشقها طوراً والثمها طورا.

الصفحات