أنت هنا

قراءة كتاب مذكرة في الأدب الأندلسي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مذكرة في الأدب الأندلسي

مذكرة في الأدب الأندلسي

كتاب "مذكرة في الأدب الأندلسي"، لقد فتح العرب والمسلمون الأندلس سنة 92هـ وأسسوا فيها دولة إسلامية عربية حكمت زهاء ثمانية قرون فكانت أيامها مشرقة مزدهرة، وقد أقاموا فيها صروحاً شامخة من الوان من المعرفة وفيما الأدب الذي يعد أثراً من أثار البيئة الأندلسية، وق

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 9
ومن أعظم شعراء هذا العصر شاناً (أبو عبد الله محمد بن غالب البلنس الرفاء) المعروف بالرصافي نسبة إلى رصافة بلنسية وكان جم التواضع لا يحب ان يشهر بشعره، عزيز النفس موفور الكرامة، ون شعره في وصف نهر (اشبيلية) قصيدته التي يقول فيها:
ومهدل الشطين تحسب انه
مسيل من درة لصفائه
فاءت عليه مع الهجيرة سرحة
صدئت لفئتيها صفحة مائة
فتراه ازرق في غلاله سمره
كالدارع استلقى يظل لوائه
ومن شعراء هذا العصر: (ابراهيم بن سهيل الاشبيلي) وغيره من الشعراء.
ومرد ازدهار الشعر في هذا العصر أولاً وأخيراً إلى تشجيع مسؤولية لرجال الأدب وتقريب الصلة من مجالسهم، بل ولوا بعضهم المناصب الرفيعة في الدولة (كابن زهر).
6. أما دولة بني الأحمر فقد أضعفتها الصراعات السياسية التي دارت رحاها بين أعضاء الأسرة الواحدة، وأهلكتها الحروب المستعرة دفاعاً عما بقي من ارض الأندلس ضد أطماع الأسبان في التوسع والاسترداد.
وكان تأثر الشعر بهذه الصراعات السياسية والحروب المتلاحقة، كبيراً، فغلب عليه طابع الاستغاثة واستنهاض همم الملوك في المغرب وتونس، لمساعدتهم في الدفاع عن الإسلام ومجده الذي انحسر نفوذه.
وقد نضج في هذا العصر من أخر من فنون القول في الأندلس وهو (الزجل) وحلف الجهر أسماء لامعة لشعراء هذا العصر منهم: (ابو زمرك) ومن موشحاته:
يا مطلع الأنوار
كم فيك من مراى جميل
ونزهة الأبصار
ماضي لو تشفى الغليل
يا روضة الأزهار
وعرفها يبرى العليل
قضيبك الفتان
يسقي بدمع همر
فلا تميح الأشجان
فيض الدموع يجري
فالشعر الأندلسي في جملته يمتاز على الشعر العربي عامة بما فيه من المعاني المبتكرة الجميلة التي كان يعالجها الشعراء، بين الوصف البديع والكلام الرشيق والذوق الفني والافتنان في أساليب الخيال، ولأنه يدل على الحياة الأندلسية ويرسم صورتين من أحوال العرب، بينما ترى الشاعر يحن إلى ذكر بلاده الأولى من حياته البدوية، يخدره يذكر الرياض والبساتين والأزهار والمياه الجارية، وظلال الاشجار، والنسيم العليل والآراء العامة والخاصة وأحوال الاجتماع والعادات.

الصفحات