أنت هنا

قراءة كتاب الصـومال ومشكلات الوحدة الوطنية من الممالك القبلية الى المحاكم الاسلامية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الصـومال ومشكلات الوحدة الوطنية من الممالك القبلية الى المحاكم الاسلامية

الصـومال ومشكلات الوحدة الوطنية من الممالك القبلية الى المحاكم الاسلامية

تعرض الصومال لأطماع استعمارية من قبل الدول الأوروبية الغربية لما يمتلكه من موقع استراتيجي في منطقة القرن الإفريقي، وإشرافه على طرق الملاحة الدولية.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 1

المقدمة

تعرض الصومال لأطماع استعمارية من قبل الدول الأوروبية الغربية لما يمتلكه من موقع استراتيجي في منطقة القرن الإفريقي، وإشرافه على طرق الملاحة الدولية. هذه الأهمية الجيوليتيكية جعلت الدول الأوروبية تتنافس فيما بينها للسيطرة على إقليم معين من الأقاليم الصومالية، وقد أدت هذه المنافسة بين الدول الاستعمارية إلى نشوب صراع فيما بينهما، أسفر عن تقسيم إقليم الصومال الكبير بين ثلاث دول هي بريطانيا وفرنسا وايطاليا. مع دخول دولة افريقية في هذا المخطط التفتيتي للمجتمع الصومالي، وهي دولة إثيوبيا، لما تملكه من دعم غربي مسيحي، جعلها في نهاية المطاف تضفر بنصيب كبير من الأراضي الصومالية، هذه الأطماع الاستعمارية أدت بالدولة الصومالية الفتية، بعد الاستقلال إلى حدوث مشكلات على صعيد الوحدة الوطنية الكبرى، ذلك لأن هذه الدولة لنم تستطع توحيد سوى إقليمين فقط من أقاليم الصومال الخمسة، وهي الإقليم الشمالي (البريطاني) والإقليم الجنوبي(الايطالي)، ولكن بقيت ثلاثة إقليم ترزخ تحت الاحتلال الأجنبي، هذه المشكلة أدخلت الدولة الصومالية بعدد من الحروب والاشتباكات المسلحة مع دول الجوار الجغرافي استمرت إلى عقد الثمانينيات من هذا القرن الماضي، لكنها دون ان تحقيق الهدف الصومالي في استعادة أراضيه المغتصبة.
وفي ظل ما يسمى بالنظام الدولي الجديد، وانفراد الولايات المتحدة في ترتيب أوضاع العالم وفق تصوراتها الخاصة لهذا النظام، بعد غياب المنافس التقليدي (الاتحاد السوفيتي) أخذت الولايات المتحدة تؤدي دوراً رئيساً في تسيير الأحداث داخل دول العالم الثالث، وبدأت تأخذ دور اللاعبين الصغار في اللعبة السياسية، بعد ما كانت تعتمد على الدول الحليفة لها، عن طريق زجها في حروب خارجية مع غيرها من الدول نيابة عنها، والتي سميت في حينها (الحروب بالنيابة)، التي حدث منها الكثير في العقود الماضية، لكي تحقق أمريكا من هذه الحروب أهدافها التوسعية في بقاع العالم. هذه العوامل مجتمعة جعلت الولايات المتحدة تتجه صوب الدولة الصومالية، لتفكك أوصال الشعب الصومالي عن طريق القبلية والإقليمية، ومن ثم التدخل في شؤونه الداخلية الذي بدا جلياً منذ أواخر الثمانينات، وما زال مستمراً حتى وقتنا الراهن أدى هذا التدخل في محصلته النهائية إلى سقوط نظام سياد برى ومن ثم تفكك الوحدة الوطنية الصومالية.
ويعود اختيار هذا الموضوع هو لما لمسناه من معاناة واضحة للشعب الصومالي على طريق تحقيق وحدته الوطنية على الصعيد المحلي (ضمن نطاق الدولة الصومالية)، ووحدته الاقليمية على طريق تحقيق دولة الصومال الكبير، الذي يجمع كل أبناء الصومال في وحدة كيانية واحدة، فضلاً عن إدراكنا إلى أهمية دراسة الموضوع الصومالي، وخاصة وأن هذا الموضوع لم يحظ بالاهتمام الكافي من قبل الباحثين في قطرنا العزيز. باستثناء قلة من الدراسات.
لقد واجه الباحث في هذه الدراسة، صعوبات كثيرة من حيث قلة المصادر وقلة الكتابات عن هذا الموضوع، فضلاً عن غياب الدراسة الميدانية، بسبب الظروف الصعبة التي يمر بها قطرنا العزيز، ولذا فقد واجه الباحث معضلة كبير في الحصول على الوثائق المهمة والمتعلقة بصلب الموضوع، وذلك لغياب كيان الدولة الصومالية، مما تعذر على السفارة الصومالية في بغداد. تزويد الباحث بالوثائق والمعلومات المهمة، ولذا استعاض الباحث عن هذه الوثائق بالخرائط التوضيحية، التي لم يضعها الصوماليون، وإنما وضعها المستعمرون الغربيون، أبان احتلالهم لمنطقة القرن الإفريقي.
على ضوء ما تقدم فقد صاغ الباحث فرضية البحث التي تقوم على أن الجماعة الصومالية عانت ولم تزل من مشكلات كثيرة، على صعيد وحدتها الوطنية على الرغم من توفر معظم عناصر الوحدة، وهنا تكمن المشكلة التي تثير بعض التساؤلات حول مسؤولية تفتيت الوحدة الإقليمية للصومال الكبير، وما هي الوسائل أو الأساليب التي عمل بها النظام الوطني الصومالي بعد الاستقلال، لاستعادة وحدته الإقليمية؟ وما المتغيرات الداخلية والخارجية التي عملت على تفتيت الوحدة الوطنية على الصعيد المحلي للدولة الصومالية، وبالتالي مهدت إلى انهيار كيان الدولة، ومن ثم التدخل الدولي في شؤونها الداخلية؟ وعلى ضوء ذلك قسم الباحث موضوع الدراسة على ثلاثة فصول يحاول كل فصل أن يعطي إجابة محددة لسؤال من هذه الأسئلة على التوالي، فالسؤال الأول يجيب عليه الفصل الأول الذي تناولنا فيه مشكلات الوحدة الوطنية الاقليمية الصومالية، حيث تطرقنا في المبحث الأول إلى الجذور التاريخية لمشكلة الوحدة الوطنية، وضمناه نقطتين أساسيتين هما توحيد الصومال التاريخي، والوحدة الوطنية في الصومال الدولة، وجعلناهما بداية دخلونا إلى المطلبين الأول والثاني واللذين تضمنا التعرف على الصومال قبيل الوجود الأوروبي في المنطقة، وعلى بداية النفوذ الأجنبي في الصومال.
وفي المبحث الثاني تناولنا دور الدول الأوروبية في إيجاد المشكلة حيث تم عرض وتوضيح دور كل من بريطانيا في المطلب الأول، ودور فرنسا في المطلب الثاني، ودور ايطاليا في المطلب الثالث، أما المبحث الثالث فقد تناولنا فيه دور الاحتلال الإثيوبي في إيجاد مشكلة الوحدة الوطنية الاقليمية، حيث تم التعرض في المطلب الأول الى موجز عن تاريخ الحبشة السياسي، وذلك لغرض التحقق من صحة الادعاءات الإثيوبية ومطالبها الإقليمية بالأراضي الصومالية.أما في المطلب الثاني فتم التعرف على بداية ظهور دولة إثيوبيا المعاصرة عبر سياستها التوسعية، وفي المطلب الثالث، تم التركيز على دور منليك في التوسع داخل الأراضي الصومالية.
أما الفصل الثاني، فقد تطرقنا فيه إلى آلية نظام الحكم الوطني وموقفه من الإرث الاستعماري. وهنا كان لزاما علينا التعرف على محاولة استرجاع إقليم الصومال الغربي (أوغادين) فتناولنا في المطلب الأول التعريف بإقليم الصومال الغربي، ومن ثم تناولنا أثر المتغيرات السياسية على مطالب الصومال الإقليمية أما المطلب الثاني فتناولنا نقطتين أساسيتين هما، التغيرات السياسية في الصومال عام 1967، والانقلاب العسكري عام 1969، وموقفه من الوحدة الصومالية الاقليمية. أما المطلب الثالث فتناولنا فيه الموقف الإثيوبي من المطالب الصومالية في ثلاث نقاط رئيسة هي أولاً موقف حكومة الإمبراطور هيلاسيلاسي، وثانياً مجيء حكومة منغستو الاشتراكية وموقفها من المطالب الصومالية، وثالثاً موقف حكومة ميلس زيناوى من الصومال الغربي. وفي المبحث الثاني تطرقنا إلى خطط استعادة إقليم انفدى (الصومال الكيني)، حيث تم التعرف على المنطقة التي تحت الإدارة الكينية في المطلب الأول، والتعرض للمطالب الصومالية في الإقليم المذكور. كما تطرقنا إلى الموقف الكيني من المطالب الصومالية في المطلب الثالث.
أما في المبحث الثالث، فقد تطرقنا الى محاولة استرجاع إقليم الصومال الفرنسي (جيبوتي)، حيث تم التعرف على إقليم الصومال الفرنسي في المطلب الأول، وكذلك التعرف على المطالب الصومالية بالإقليم في المطلب الثاني، أما المطلب الثالث فتم فيه تناول الموقف الإثيوبي والفرنسي من المطالبة الصومالية.
وقد عالجنا في الفصل الثالث (الأخير ) ابرز مشكلات الوحدة الوطنية في الصومال (الدولة) وعوامل انهيارها، وأوضحنا في المبحث الأول، المتغيرات الداخلية المعرقلة لبناء الوحدة الوطنية، فتم تناول التركيبة الاجتماعية في المطلب الأول، والقبلية في المطلب الثاني، والإقليمية في المطلب الثالث.
أما المبحث الثاني، فقد ركزنا فيه على المتغيرات الإقليمية التي ساهمت في تفتيت الوحدة الوطنية، وهنا تطرقنا إلى دور إثيوبيا في المطلب الأول، ودور كينا في المطلب الثاني، والدور الإسرائيلي في المطلب الثالث، وقد عالج المبحث الثالث المتغيرات الدولية في مطلبين أساسين، المطلب الأول تناول دور بعض الدول الاستعمارية السابقة في الصومال. والمطلب الثاني تناول الدور الأمريكي.
وفي المبحث الرابع تطرقنا إلى عوامل انهيار كيان الدولة الصومالية، وقد ضمناه العوامل الداخلية التي تتمثل في العامل السياسي، والاقتصادي وقيام حركات المعارضة المسلحة في المطلب الأول، أما المطلب الثاني الذي تضمن التغيرات في الوضع الدولي والهيمنة الأمريكية، ودور الأمم المتحدة الجديد كإحدى أدوات السياسة الأمريكية، وكذلك تم التطرق إلى التدخل الدولي وحالة تقويمية لمهمة التدخل.
أما المبحث الخامس فنتناول مؤتمرات المصالحة الصومالية وعوامل ظهور المحاكم الاسلامية ودورها في استقرار الاوضاع الصومالية وتضمن خمسة مطالب الاول عالج موضوع مؤتمر عرته ومحاولات اعادت كيان الدولة اما المطلب الثاني فتناول المحاكم الاسلامية ودورها في استقرار الاوضاع الصومالية وتناول المطلب الثالث المحاكم الاسلامية ومواقف الدول الاقليمية والمطلب الرابع تناول دور المنظمات الاقليمية من المصالحة الصومالية اما المطلب الخامس فتناول الموقف الدولي من المحاكم الاسلامية والمصالحة الصومالية، ومن ثم الخاتمة التي تضمنت بعض الاستنتاجات التي توصل إليها الباحث في هذا المضمار.
وأخيراً أرجو أن أكون قد وفقت في كتابة هذا الموضوع، وتحقيق الهدف الذي كنت أنشده، وهو التعرف على حقيقة مشكلات الوحدة الوطنية للجماعة الصومالية، ومسؤولية تفتيت هذه الوحدة في ظل الوضع الدولي السابق والراهن، ولا يدعي الباحث انه ألم بكل جوانب الموضوع وإنما لكل عمل هفوة، والكمال لله وحده... والله ولي التوفيق.
المؤلف..

الصفحات