أنت هنا

قراءة كتاب توني موريسون - كاتبة أمريكية رائعة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
توني موريسون - كاتبة أمريكية رائعة

توني موريسون - كاتبة أمريكية رائعة

كتاب "توني موريسون - كاتبة أمريكية رائعة"، نزلت توني موريسون على درج قاعة الحفلات الموسيقية في ستوكهولم، في السويد، بتروٍ مثل ملكة. وقد داعبت جدائلها الرمادية مؤخرة عنقها في خصل لولبية طويلة.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 3

الفصل الثاني

في المنزل مع الأب

كانت أرديليا وجون سولومون ويليس يستيقظان كل صباح قبل شروق الشمس للعمل في حقول المحاصيل الممتدة على مساحة 88 فداناً (36 هيكتاراً) من الأراضي الزراعية التي امتلكها ويليس في غرينفيل بولاية ألاباما في أوائل القرن العشرين. وقد عملا في الأرض معاً، وقاما بتربية أولادهما هناك، فقد كانت الأراضي الجنوبية تشكل حلقة وصل مع ماضي عائلة ويليس.
لقد كان ويليس ووالداه ذات مرة عبيداً - من بين ملايين السود الذين تم جلب أجدادهم من إفريقيا على متن سفن لنقل العبيد، وتقييدهم بالعبودية مدى الحياة من قِبل الأمريكيين البيض في شمالي وجنوبي الولايات المتحدة. وفي نهاية المطاف، حظر الشمال العبودية، ولكن واصل الجنوب تلك الممارسة. وكان العبيد يجبرون على زرع وحصاد القطن، وغيره من المحاصيل التي كان مالكوهم يقومون ببيعها فيما بعد . ولم يكن للعبيد أبداً أية حصة من المال أو الأرض أو أي موارد أخرى أنتجها عملهم الذي كرسوا حياتهم له. وبدلاً من ذلك، تحمَّل أجداد عائلة ويليس، وغيرهم من السود، الجَّلد، والتعذيب الجسدي والإهانة والمعاناة الناجمة عن بيعهم بحيث يتم تفريقهم عن بعضهم - فاصلين الرجل عن زوجته والأم عن ولدها.
في عام 1863، وقع الرئيس إبراهام لينكولن على إعلان تحرير العبيد، مانحاً حرية قانونية للأمريكيين الأفارقة في العبودية، بمن فيهم جون سولومون ويليس، الذي ولد عبداً، وستصبح حفيدته، كلوي أنثوني ووفورد، التي عُرفَت فيما بعد بتوني موريسون، واحدة من كتاب أمريكاالأكثر تقديراً. وقد يعود حصولها على هذا الشرف، جزئياً، إلى إعادة رواية قصص العبيد الأمريكيين الأفارقة وعائلاتهم. وقد كتب أحد الصحفيين في صحيفة وول ستريت جورنال في عام 1993، بعد نحو ستين عاماً من ولادة كلوي،«الآباء والأبناء، والأمهات والبنات - هذه الروابط تعتبر أساسية بالنسبة للسيدة موريسون التي تمثل مأساة العبودية والعنصرية في أكثر العلاقات الإنسانية حميمية».
ولدت كلوي أنثوني ووفورد في 18 شباط/فبراير، 1931، في لورين بولاية أوهايو. وكانت والدتها، راما ويليس، قد انتقلت مع والديها، في عام 1921، من ألاباما إلى أوهايو بعد أن تم الاستيلاء على أرض العائلة من قِبل مجموعة من الجنوبيين البيض في اتفاقية تجارية مشبوهة. وتزوجت راما فيما بعد من جورج ووفورد، وهو عامل أمريكي إفريقي معتد بنفسه، من ولاية جورجيا. واستقرت عائلة ووفورد في لورين، وولِدَت كلوي بعد سنتين من ولادة ابنتهما الأولى. وبعد ذلك أصبح لدى عائلة ووفورد ابنان.
لم يكن العمل الشاق غريباً سواء على عائلة ووفورد أو عائلة ويليس، فقد كان جورج ووفورد يعمل في ثلاث وظائف في الوقت ذاته لتوفير المأوى والطعام لعائلته، على الرغم من أنه كان من الصعب جداً العثور على عمل في أوائل ثلاثينيات القرن العشرين. وقد ولدَت كلوي خلال فترة الكساد الكبير- الوقت الذي انهار فيه اقتصاد الولايات المتحدة تقريباً. فقد انهارت العديد من البنوك، وفقد الكثير من الناس منازلهم، ووقفت أعداد لا تحصى من الناس في طوابير أمام مطابخ الحساء للحصول على طعام. ولكسب المال، كان ووفورد يعمل في محل لغسيل السيارات، وفي موقع لمد الطرق، وفي مصانع الصلب، وفي حوض لبناء السفن وترميمها. ولم يكن ووفورد يخجل أبداً من نوع العمل الذي كان يمارسه - بل على العكس، فقد كان ذلك يحفزه لبذل قصارى جهده. لقد كان يعمل بمثابرة وجد في حوض بناء السفن ليلحم الشقوق بين ألواح السفن المعدنية. وغالباً ما كان يَكتب اسمه بعد كل حافة يلحمها كدليل على نجاحه. وعمل الجد جون سولومون ويليس نجاراً وعامل منجم بعد فترة وجيزة من انتقال عائلته إلى الشمال.
كما كانت راما ووفورد ترفع رأسها عالياً. ففي وقت ما، اعتمدت عائلة ووفورد، شأنها شأن كثير من عائلات عصر الكساد الكبير، على الحكومة الفدرالية للمساعدة في تغطية نفقات عيشها. فقد انضمت عائلة ووفورد إلى برنامج المعونة الغذائية، وقد وجدوا ذات مرة حشرات في الدقيق الذي استلموه من الحكومة. لقد شعرت راما بالإهانة، ولكنها لم تحنِ رأسها، فسرعان ما قامت بكتابة رسالة احتجاج إلى الرئيس فرانكلين ديلانو روزفلت للإعراب عن قلقها إزاء نوعية المواد الغذائية في برنامج المعونة.
كما أظهرت راما قوتها الداخلية عندما كان زوجها عاطلاً عن العمل. فلم يكن بإمكان عائلة ووفورد دفع الإيجار البالغ 4 دولارات. وفي أحد الأيام وجدت لافتة من المالك تم لصقها على الباب الأمامي لمنزلهم ومكتوب عليها «مطرودون». وعلى الفور نزعت راما اللافتة ومزقتها. ولكن المالك لم يستسلم، ففي وقت لاحق قام المالك بإحراق منزل ووفورد انتقاماً لعدم دفع الإيجار.
وقد تذكرت كلوي، بعد مرور سنوات، في مقابلة مع أحد الصحفيين، «لقد كان ذلك الشكل من الشر الهستيري وغير العادي والغريب، فلو استوعبتها [المأساة]، فإنك ستكون حقاً مكتئباً تماماً، لأن هذا هو مقدار ما تعنيه حياتك. مقابل أربعة دولارات في الشهر يمكن أن يقوم أحدهم بحرقك حتى تصبح رماداً»
 

الصفحات