كتاب "توني موريسون - كاتبة أمريكية رائعة"، نزلت توني موريسون على درج قاعة الحفلات الموسيقية في ستوكهولم، في السويد، بتروٍ مثل ملكة. وقد داعبت جدائلها الرمادية مؤخرة عنقها في خصل لولبية طويلة.
أنت هنا
قراءة كتاب توني موريسون - كاتبة أمريكية رائعة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
بعد دراساتها العليا، قررت توني تدريس اللغة الإنجليزية، وقامت بتقديم طلب لوظيفة التدريس في جامعة تكساس سذرن في هيوستن، بولاية تكساس. وتم توظيفها لتدريس الإنجليزية للمبتدئين لطلاب السنة الأولى في الجامعة. ولم تمانع توني في العودة إلى الجنوب للتدريس. وقد أصبحت جامعة تكساس سذرن مكاناً يمكنها أن تمجِّد فيه الثقافة الأمريكية الإفريقية وتتعلم المزيد عن مساهمات الأمريكيين الأفارقة - لأول مرة في تجربتها الأكاديمية. تذكرت توني بعد عدة سنوات: «[أنا] بدأت أفكر بثقافة السود كموضوع، وكفكرة، وكفرع من فروع الدراسة. وقد كانت من قبل على مستوى شخصي فقط - عائلتي».1وقد عملت توني بالتدريس في الجامعة لمدة عام ونصف العام.
لم تكن توني الأمريكية الإفريقية الوحيدة التي أقامت اتصالاً واعياً بجذورها العرقية والثقافية، وكان لديها شعور بالاعتزاز. ففي عام 1954، ربحت الرابطة القومية من أجل النهوض بالملونين (NAACP)، أقدم منظمة حقوق مدنية في البلاد، معركة هامة لصالح الأمريكيين الأفارقة. فقد جادل ثيرغود مارشال، وهو محام أمريكي من أصل إفريقي وتخرج من كلية الحقوق في جامعة هوارد، أمام المحكمة العليا الأمريكية بأن الفصل القانوني بين السود والبيض في المدارس الحكومية كان غير دستوري - ووافقت المحكمة على ذلك. وفي قضية براون ضد مجلس التعليم في توبيكا، أعلنت المحكمة العليا أن المدارس التي تمارس الفصل العنصري تحرم السود (وغيرهم من الأطفال الملونين) من تلقي التعليم على قدم المساواة. إضافة إلى ذلك، فقد ذكر رئيس المحكمة العليا إيرل وارين كذلك للمحكمة أن الفصل القانوني بين الأعراق - الفصل العنصري - كان يخالف المبادئ الواردة في التعديل الرابع عشر على الدستور. هذا التعديل يضمن لجميع المواطنين الأمريكيين الحق في التمتع بحماية متكافئة بموجب القانون بصرف النظر عن عِرقهم.
في أعقاب قرار براون في عام 1954، كان الأمريكيون الأفارقة في مونتغمري، بولاية ألاباما، يشاركون في حركة شعبية لصالح الحقوق المدنية للأمريكيين الأفارقة التي كانت قد بدأت بالتبلور. وفي عام 1955، رفضت روزا باركس، وهي خياطة سوداء، التخلي عن مقعدها في حافلة لراكب أبيض، وأدى ذلك إلى إطلاق حملة مقاطعة الحافلات لمدة سنة كاملة، إذ تعهد الأمريكيون الأفارقة، في جميع أنحاء المدينة، بعدم استخدام حافلات النقل العام في المدينة إلى أن وافقت البلدية على إلغاء تخصيص المقاعد للركاب بحسب عِرقهم. لقد كانت المقاطعة احتجاجاً سلمياً كبيراً ضد موظفي البلدية الحكوميين، في محاولة ترمي إلى إلغاء قوانين التفرقة الظالمة.
إن شجاعة روزا باركس - التي ألقي القبض عليها وتغريمها لرفضها التخلي عن مقعدها - قد دفعت جمعية تحسين مونتغمري (MIA)، وهي جماعة حقوق مدنية محلية، إلى مقاضاة البلدية بالنيابة عن السيدة باركس. وقد أدت الدعوى في نهاية المطاف إلى حكم المحكمة العليا الذي أعلن أن قوانين الولاية والبلدية التي تسمح بالفصل العنصري في حافلات المدينة كانت غير دستورية. وقد قاد الدكتور مارتن لوثر كينغ، الإبن، وهو قس معمداني، جمعية تحسين مونتغمري، وكان سيصبح يوماً ما الزعيم الأبرز لحركة الحقوق المدنية. وفي هذه الأثناء، كان قرار براون ومقاطعة حافلات مونتغمري انتصارين قانونيين أعطيا الكثير من الأمريكيين الأفارقة الأمل بأن أطفالهم سوف ينشأون في مجتمع يضمن حقوقاً متساوية للجميع.