أنت هنا

قراءة كتاب توني موريسون - كاتبة أمريكية رائعة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
توني موريسون - كاتبة أمريكية رائعة

توني موريسون - كاتبة أمريكية رائعة

كتاب "توني موريسون - كاتبة أمريكية رائعة"، نزلت توني موريسون على درج قاعة الحفلات الموسيقية في ستوكهولم، في السويد، بتروٍ مثل ملكة. وقد داعبت جدائلها الرمادية مؤخرة عنقها في خصل لولبية طويلة.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 8

وقد فضل الدكتور كينغ، وغيره من زعماء الحقوق المدنية، الدمج العرقي. ولكن خبرات طفولة توني وتأثيرات عائلتها دفعتها لتفضيل مؤسسات أمريكية إفريقية بكاملها، لا سيما المدارس الحكومية. وقالت بعد سنوات: «لم أكن من المؤيدين للدمج، ولكنني لم أتمكن من قول ذلك رسمياً لأنني كنت أعرف إرهاب ومساوئ التفرقة العنصرية. ولكن الدمج كان يعني كذلك أننا [السود] لن نحظى بجامعات جيدة للسود أو بتعليم جيد للسود. ولم أكن أعرف لماذا كان الافتراض هو أن الأطفال السود كانوا سيتعلمون بشكل أفضل لو كانوا بصحبة أطفال بيض». لقد شعرت توني بالقلق من أن حكم المحكمة العليا بإزالة التمييز العنصري في المدراس الحكومية قد يعني نهاية المؤسسات التعليمية للسود. وقالت إنها كانت تؤيد زيادة تمويل المدارس الأمريكية الإفريقية لتوفير كتب ودفاتر مدرسية أفضل، ومعلمين مدربين تدريباً أفضل.
إن التزام توني بالتعليم الأمريكي الإفريقي قد أعادها إلى جامعة هوارد في عام 1957 لتعليم اللغة الإنجليزية. في منتصف العشرينيات من عمرها عندئذ، كانت تستمتع بحياتها كعازبة، ولكن بعد سنة وقعت في الحب وتزوجت من مهندس معماري شاب اسمه هارولد موريسون. واستقرت توني موريسون مع زوجها الجديد، المولود في جامايكا، في منزلهما الجديد في واشنطن العاصمة، وأصبحا أبوين بعد ثلاث سنوات. وقد ولد طفلهما الأول في عام 1961.
كانت موريسون منشغلة بطفلها حديث الولادة، وتدريسها، وزواجها الجديد عندما سمعت عن جماعة من الكتَّاب في حرم جامعة هوارد. لم تكن موريسون جدية بعد بشأن عملها في الكتابة، ولكنها أرادت أن توسِّع دائرة أصدقائها، واعتقدت أن وجودها في مجموعة من الكتَّاب والشعراء من شأنه أن يكون تغييراً مجدِّداً عن روتينها اليومي. كانت المجموعة تجتمع مرة واحدة في الشهر، وكان الأعضاء يتشاركون في أعمالهم، ويقرأون ويناقشون كتاباتهم مع أقرانهم. وفي البداية، قررت موريسون أن تشارك ببعض ما كتبته على عجل في المدرسة الثانوية. ولكن سرعان ما نفدت المادة لديها ووجدت أنه كان يتعين عليها المشاركة بعمل أحدث. لم تكن موريسون متأكدة تماماً من ما يجب عليها أن تفعله. ولكن، في إحدى الليالي، بدأت بكتابة قصة عن فتاة أمريكية إفريقية قابلتها عندما كانت طفلة. وقد كشفت الفتاة أحد أعمق أسرارها - لقد أخبرت موريسون أنها صلَّت لله من أجل أن يكون لها عينان زرقاوان لمدة عامين. وعرفت موريسون أن سر الفتاة كشف عن رغبة خفية - أن يكون لها عينان زرقاوان مثل الفتيات البيض «الجميلات». ولكن صلوات الفتاة لم تحظَ بإجابة أبداً. انهارت الفتاة وفقدت إيمانها بالله لأنها شعرت بأنه كان محكوماً عليها أن تعيش حياتها كإنسانة سوداء.
وفي إحدى الليالي، تشاركت موريسون بقصتها القصيرة مع مجموعة الكتَّاب. وتأثر أقرانها بعملها وأرادوا سماع المزيد. وعلى الرغم من حماس المجموعة، فقد طرحت موريسون القصة جانباً. ولم تفكر أكثر في قصتها، سوى أنها أبلت بلاء حسناً في مجموعة الكتَّاب.
بعد عامين، عندما كانت موريسون حاملاً بطفلها الثاني، اتخذت قراراً هاماً آخر. لقد استقالت من عملها في التعليم في جامعة هوارد، وأمضت الصيف في أوروبا مع زوجها وابنها الصغير. وعندما عادت موريسون إلى الولايات المتحدة، انتهى زواجها، ولم يكن لديها عمل. وعاد هارولد موريسون إلى جامايكا، وعادت توني إلى عائلتها في لورين، في ولاية أوهايو، لتضع مولودها، سليد كيفن موريسون، في عام 1964.
لقد كان ذلك من أصعب الأوقات في حياة موريسون، وقد وصفت ذلك في وقت لاحق بأنه وضع «كئيب». وبالرغم من تعاستها، فقد كانت موريسون مصممة على المضي قدما. كانت تعرف أن عائلتها كانت ستساعدها بأية طريقة ممكنة، ولكنها كانت تريد بشدة تجنب أن تصبح عبئاً على والديها وإخوتها. وفي سن الرابعة والثلاثين، كان لموريسون ولدان وأرادت أن تواصل حياتها، وأن تجد عملاً، وأن تبني مستقبلاً. وقالت موريسون: «كنت أرغب في معرفة من أكون، وما إذا كنت قوية بما فيه الكفاية».
بعد سنوات، كانت موريسون ستتذكر سنوات زواجها التعيسة بشكل مختصر فقط. ففي عام 1979، تحدثتموريسون عن سنوات الزواج المضطربة في مقابلة مع مجلة نيويورك تايمز. فقد أوضحت موريسون: «النساء في جامايكا مذعنات جداً في زواجهن، فهن لا يعارضن أزواجهن أبداً. لقد كنت مصدر إزعاج متواصل لزوجي. فهو لم يكن يريد أن أصدر أحكاماً عنه، الأمر الذي كنت أفعله. كثيراً جداً».
بعد سنة، في عام 1965، انتقلت موريسون وولداها إلى سيراكوس، في ولاية نيويورك. وشعرت راما ووفورد بالقلق من أن قرار ابنتها بالانتقال كان يعني احتمال أنه سيكون لها القليل من الأصدقاء. ولكن موريسون لم تكن خائفة. وقالت لوالدتها: «إنك تأخذين القرية معك، وليس هناك حاجة للمجتمع إذا كان لديك إحساس به في داخلك».
العمل في الفصول الدراسية أعدَّ موريسون لوظيفة محررة في قسم الكتب المدرسية في مكتب سيراكوس في راندوم هاوس، وهي شركة نشر مقرها في مدينة نيويورك. وأصبحت موريسون محررة مساعدة، وذهبت للعمل في تحرير الكتب المدرسة حول تاريخ وثقافة الأمريكين الأفارقة للمدارس الابتدائية والثانوية.
لقد كانت موريسون الآن لوحدها. وفي السنوات القليلة التالية، كان النقاد سيجدون أنها واحدة من الروائيين الأمريكيين الأفارقة الواعدين. ولكن هذا الثناء لم يأت بدون وحدة وعمل جاد.

الصفحات