أنت هنا

قراءة كتاب توني موريسون - كاتبة أمريكية رائعة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
توني موريسون - كاتبة أمريكية رائعة

توني موريسون - كاتبة أمريكية رائعة

كتاب "توني موريسون - كاتبة أمريكية رائعة"، نزلت توني موريسون على درج قاعة الحفلات الموسيقية في ستوكهولم، في السويد، بتروٍ مثل ملكة. وقد داعبت جدائلها الرمادية مؤخرة عنقها في خصل لولبية طويلة.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 5

لقد عمل جورج وراما معاً لغرس إحساس بالكبرياء العرقي في أولادهما. لقد كانت العنصرية والتمييز العنصري حقائق حياتية مؤسفة بالنسبة للأمريكيين الأفارقة، وكان الأبوان ووفورد يعرفان أن أولادهما كانوا بحاجة إلى أساس ثقافي متين لينجحوا في الحياة. وغالباً ما كان والدا كلوي وجداها يتشاركون بقصص، مأخوذة جزئياً من إفريقيا، عن أشباح، وأحداث خارقة للطبيعة، وحكايات شعبية، وأساطير. لقد كانت هذه القصص تورث في العائلتين بعد العبودية، وهذا عُرف في كثير من العائلات الأمريكية الإفريقية. إن أطفالاً مثل كلوي وإخوتها، يتعلمون في سن مبكرة أن العالم الروحاني هو جزء طبيعي من الحياة - ليس شيئاً للخوف منه أو انتقاده. وقد كان أطفال ووفورد يجتمعون كذلك حول المائدة في مطبخ العائلة للإصغاء إلى قصص والاستماع للموسيقى. وكانت راما تنشد في الكنيسة، وغالباً ما كانت تغني الأناشيد الدينية وأغاني العمل التي كان يغنيها العبيد فيما بينهم وهم يعملون في الحقول. وكان الجد ويليس يعزف على آلة الكمان في اجتماعات العائلة، وغالباً ما كان ينجح في كسب بضعة دولارات باستخدام مهاراته كموسيقي.
كانت كلوي تحب موسيقى وقصص العائلة. وبعد سنوات، كفتاة بالغة، كانت تتذكر أن أقاربها الكبار كانوا يسألون دائماً أولاد ووفورد عن أحلامهم. إن هذه التأثيرات العائلية قد ساعدت في جعل كلوي طالبة متقدمة. وعند تخرجها من مدرسة لورين الثانوية - مع مرتبة الشرف - كانت كلوي قد درست اللاتينية، وقرأت معظم أدب أوروبا الكلاسيكي، ابتداء من مؤلفين روس، مثل دوستويفسكي وتولستوي - مؤلفي الجريمة والعقاب والحرب والسلام على التوالي - وحتى غوستاف فلوبير، كاتب رواية مدام بوفاري الفرنسي. كما استمتعت بكتابات جين أوستن من إنجلترا، مؤلفة رواية كبرياء وتحامل. لقد ساعدت صلة عائلة ووفورد بإفريقيا كلوي على تقدير تراثها الخاص، والأعمال الثقافية الرائعة لجماعات إثنية أخرى. ولكن، ولعدة سنوات، كانت تتوق إلى قراءة كتب عن التعقيدات النفسية والروحية العميقة للحياة الأمريكية الإفريقية - كتب من تأليف أمريكيين أفارقة.
كانت كلوي تتمنى أن تقرأ مثل هذه الأعمال يوماً ما، ولكن لم يكن لديها طموحات في أن تصبح كاتبة هي نفسها، على الرغم من أنها نجحت في كتابة بضع ملاحظات بعشوائية عن تجاربها. وقد أمضت الجزء الأكبر من سنوات مراهقتها في الدراسة بجد والمساعدة في كسب المال من أجل العائلة. ففي سن الثالثة عشرة، عملت كلوي بدوام جزئي بعد المدرسة في
تنظيف منزل عائلة من البيض. لقد كانت إحدى التجارب، إضافة إلى حرمانها من بحيرة إيري، التي علمت كلوي عن الظلم الجائر بين الأمريكيين الأفارقة والبيض، فعائلة البيض التي عملت عندها كانت أبعد ما يمكن عن الود، وقد كرهت كلوي الساعات الطويلة من العمل الشاق. ولكن جورج ووفورد لم يكن ليسمح لابنته بالابتعاد عن درس هام في احترام الذات. «يا ابنتي، أنت لا تعيشين هناك. أنت تعيشين هنا. لذا، اذهبي وقومي بعملك، واحصلي على نقودك، وتعالي إلى المنزل». واتبعت كلوي نصيحة والدها، ولم تشك ثانية أبداً في قدرتها على مواجهة محنة العنصرية.
كما تعلمت قاعدة ضمنية عن بعض الأمريكيين البيض ووجهة نظرهم بشأن الأمريكيين الأفارقة. وبعد سنوات، في مقابلة مع برنامج «60 دقيقة,» أوضحت كلوي أنه على الرغم من أنها ليست متحاملة ضد جميع الأمريكيين البيض، فقد علمتها تجاربها في الحياة أن بعض البيض لا يمكن الوثوق بهم - فمن الممكن أن «يخونوها». وقد أسمت كلوي موقفها تجاه بعض البيض «حذراً مستمراً ووعياً» لضمان سلامتها الجسدية والعاطفية والروحية.
لقد كانت الجامعة هي الخيار الطبيعي لكلوي بعد نجاحها في المدرسة الثانوية. وقررت أن تقدِّم طلباً إلى جامعة هوارد، في واشنطن العاصمة، إحدى أكبر الجامعات الأمريكية الإفريقية أساساً، في أمريكا. وعندما تخرجت كلوي من المدرسة الثانوية في عام 1949، كانت تعتقد بأنها سوف تصبح راقصة باليه، لتحذو حذو الراقصة الشهيرة ماريا تالتشيف. وقد بدأت تالتشيف، ابنة أب من الهنود الأمريكيين الأوساج وأم إيرلندية اسكوتلندية، حياتها المهنية في فرقة باليه مدينة نيويورك في عام 1947. لقد كانت تالتشيف معروفة بانضباطها الشخصي وكياستها، وهما صفتان كانت كلوي تتمنى أن تحاكيهما. وكان يبدو أن الفرص التعليمية في جامعة أغلبها من الأمريكيين الأفارقة، من شأنها أن تساعد كلوي في تحقيق أحلامها. وبعد ثمانية عشر عاماً في المنزل مع والدها المتمرد، غادرت كلوي ولاية أوهايو إلى شمال شرقي الولايات المتحدة لتبدأ حياتها كامرأة شابة. لقد كانت تجربتها في جامعة هوارد ستعلمها عن الأمريكيين الأفارقة أكثر مما تخيلت في حياتها.

الصفحات