أنت هنا

قراءة كتاب عندما يموت الكلام

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
عندما يموت الكلام

عندما يموت الكلام

رواية (عندما يموت الكلام)؛ أخفضت ماريا بصرها نزولاً، وفركت يديها بالعشب لتنظفهما. لم تحضر ساعتها معها لذا فقدت إحساسها بالوقت، والآن ذكرتها معدتها الجائعة بأنها تريد شيئاً لتأكله. لكن من جهة أخرى فإن تناول الطعام قبل الرحلة المائية قد لا يكون فكرة جيدة.

تقييمك:
2.75
Average: 2.8 (4 votes)
المؤلف:
الصفحة رقم: 3

عضت شفتها وأخذت تلعب بالعشب من جديد. ليس بإمكانها فعل شيء. ليس أمامها أي مخرج. تمتم إدي قائلاً: "طفلة!"
شعرت ماريا أنه لا يحق له قول ذلك، فهو أيضاً كان طفلاً في يوم من الأيام.
تابع يقول: "حسناً! في هذه الحالة علينا العودة بسرعة قبل أن يشعر الجميع بالقلق".
بعد ساعتين وصل الجميع إلى منطقة الانطلاق. حمل والدا ماريا وإدي الزوارق إلى النهر. أما هي فحملت المجاذيف. بينما اقتربوا من النهر أصبحت قدماها أكثر ثقلاً. شعرت بضغط كبير في حنجرتها، وبدأت دقات قلبها تتسارع بالرغم من أنها أخذت تؤنب نفسها لأنها جبانة.
قال والدها وهو ينظر نحو النهر المجنون ويبتسم: "المياه مرتفعة. ممتاز! ستكون رحلة رائعة".
وضعت ماريا المجاذيف على الأرض، وشغلت نفسها بربط شريط حذائها. ها قد بدأت ترتجف. أنبت نفسها قائلة: "توقفي! ستكونين بخير. إنه أمر ممتع".
سمعوا شتيمة من بعيد جعلتهم يتوقفون للحظة. التفتت ماريا لتتجد إدي يتكئ على صخرة، وهو يشتم ويضرب قبضته على المنحدر بينما يفرك قدمه بقدمه الثانية.
سألته والدة ماريا: "هل أنت بخير؟"
أجاب وهو يكشر: "أظن أنني لويت كاحلي. تباً! أظن أن قدمي بدأت تتورم".
قال والد ماريا: "كيف بحق السماء، لويت كاحلك في هذا المكان؟ أنت تتسلق الجبال من دون مشكلة، فلماذا التوى كاحلك في هذا الممر البسيط؟"
كشر إدي من الألم، لكنه تمكن من إظهار ابتسامة مخادعة: "نعم... حسناً! هارلان أنا أبذل قصارى جهدي".
قالت والدة ماريا: "دعني ألقي نظرة".
لكنه أبعدها عنه فوراً.
- لا حاجة لذلك كارا. أنا بخير... إنها أمور تحصل. أنا أعرف الدواء... علي العودة إلى المزرعة ولفها بالثلج. اذهبوا من دوني.
- هل بإمكانك أن تقود السيارة؟
- بالطبع، أحتاج إلى قدم واحدة كي أقود.
لكنه التفت نحو ماريا وتابع قائلاً: "لكنني قد أحتاج إلى بعض المساعدة...".
شعرت ماريا بالارتياح لأنها وجدت مهرباً لنفسها: "سأبقى برفقتك إدي، لا مشكلة".
قالت والدتها بنبرة ملؤها الشك: "لا أعلم... ليس من العدل أن تفوتي الرحلة ماريا. سأبقى أنا مع إدي".
- لا! أنت بحاجة إلى القيام بهذه الرحلة. إنها على لائحة المغامرات التي خططنا لها للسنة المقبلة. هيا، اذهبي! أنا سأعتني بإدي.
رأت والداها يتبادلان الابتسامات لفكرة أن فتاة في الرابعة عشرة من عمرها تريد الاعتناء بشاب في التاسعة عشرة من عمره، لكنهما في النهاية وافقا على الأمر. أعادا الزورقين الإضافيين إلى الشاحنة، ومالبثا أن ودعاهما. مشى إدي وماريا نحو الشاحنة وإدي يتكئ على كتفها.
بعد مضي دقائق قليلة أصبحا بعيدين عن أنظار والديها. ترك إدي كتف ماريا وبدأ يسير أمامها. أخذت ماريا تحدق به، وتسير خلفه وهي لا تفهم ما يجري.
- إدي... كاحلك؟!
التفت نحوها وقال ساخراً: "أنت أيضاً صدقت الأمر؟"
لم تفهم ماريا قصده، فسألته: "ماذا تعني؟"
- هل صدقت تمثيلي؟
بدا كأن دماغها يعمل ببطء، فقالت: "كاحلك... ألا يشكو من شيء؟"
حرك إدي عينيه بينما فتح باب الشاحنة وقال: "لا! إنه بخير".

الصفحات