أنت هنا

قراءة كتاب عندما يموت الكلام

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
عندما يموت الكلام

عندما يموت الكلام

رواية (عندما يموت الكلام)؛ أخفضت ماريا بصرها نزولاً، وفركت يديها بالعشب لتنظفهما. لم تحضر ساعتها معها لذا فقدت إحساسها بالوقت، والآن ذكرتها معدتها الجائعة بأنها تريد شيئاً لتأكله. لكن من جهة أخرى فإن تناول الطعام قبل الرحلة المائية قد لا يكون فكرة جيدة.

تقييمك:
2.75
Average: 2.8 (4 votes)
المؤلف:
الصفحة رقم: 5

1- مغامر و... طفلة

إنه هنا... الصهر الذي تحلم والدتها به... هو لم يلاحظ وجودها بعد. توقفت ماريا في الردهة وهي تنظر نحوه، بينما جلس إدي على الأريكة في غرفة الجلوس.
مرّت فترة طويلة لم تره فيها. لقد جاب العالم كله بينما كانت هي تعيش حياةً رتيبة هادئة على بعد مبانٍ قليلة من منزل الطفولة. جذف عبر الأنهار الجليدية، وهبط بالطائرات الشراعية فوق الجبال، بينما قامت هي تدريجياً بالتملص من مغامرات والديها واستقرت في حياة هادئة ساكنة، لتأخذ دروساً في الفن وتمضي سهراتها في قراءة كتابٍ جيد أو بمشاهدة الأفلام وبجانبها قطة أو قططين.
والآن رجع إدي...
كان يجلس بمفرده في غرفة الجلوس، ما يعني أن والدتها استأذنت منه لتلملم آثار كارثة ما سببها والدها في المطبخ. رأته ماريا بصورة جانبية لأنه يجلس ووجهه نحو المدفأة. بدا بصحة جيدة، وهو لم يتغير كثيراً. إنه أكبر سناً فقط، لكن شعره لايزال كثيفاً داكناً وطويلاً بما يكفي ليصل حتى كتفيه. لطالما كان شعره كذلك. من فترة لأخرى يقوم إدي بقص شعره، لكنه لا يشغل نفسه بهذه المسألة لأشهر لاحقة. في الواقع، لا تحب ماريا الشعر الطويل للرجال، ولطالما فكرت أنه يجعلهم يشبهون النساء، كما أنهم يبدون مدّعين ومخنثين. باستثناء إدي، فهو يبدو وسيماً مهما فعل. على أي حال، ليس للأمر أهمية لديها. عليها النظر إليه كأخٍ لها ولا شيء أكثر، لكن ذلك لم يكن سهلاً، لاسيما منذ أن بدأت هرموناتها تتغير وتخدعها. قررت لعب دور الأخت الصغيرة، فتسللت من خلفه إلى الغرفة قاصدة إغماض عينيه بيديها بشكل طفولي. لكن قبل أن تتمكن من ذلك قام إدي بالالتفات نحوها فأمسك بيدها ورماها إلى الخلف. شعرت ماريا أنها تطير في الهواء قبل أن تحط على ظهرها فوق الأريكة ورأسها ملقى فوق يده.
- مرحباً إدي! لم أرك منذ مدة طويلة. أهلاً بك في المنزل.
- مرحباً ماريا! هل ظننت أنك تستطيعين التسلل نحوي خفية؟
بدا صوته كما تذكره تماماً: خشناً ومخملياً. إن كان هناك شيء آخر يحمل هاتين الصفتين معاً فهو ورقة زجاج خشنة ملفوفة بقطعة حرير. ياإلهي! إنه بالغ الجاذبية. آه... تباً! هذا كثير على شاب تعتبره كأخٍ لها.
أحست ببعض المعاناة قبل أن تتمكن من الجلوس، لكن يده كانت عند خصرها ما ساعدها قليلاً. كشرت في وجهه، وقالت: "حسناً! أردت المحاولة. لطالما تفاخرت بردة فعلك السريعة...".
- آه! إذاً، هل أردت التأكد من أنني لم أصبح عجوزاً، ولم أفقد قدراتي بعد؟
بدت عيناه داكنتين. هاتان العينان تبدوان بنيتي اللون عن بعد، لكن إذا حدّقت فيهما جيداً بإمكانك رؤية لونهما الأزرق الداكن. إنه خداع بصري لم تعتد عليه.
- لا يدخل السن في حساباتي. أظنك تقف الآن عند رأس التلة، والطريق لاتزال طويلة للوصول إلى الهاوية.
ظهرت ابتسامة على وجه إدي، وقال: "أنت تنحدرين نزولاً معي أيضاً".
- عيد ميلاد سعيد إدي!
- عيد ميلاد سعيد ماريا!
إنهما يتشاركان عيد الميلاد نفسه بفارق خمس سنوات. ظل أهلهما يحتفلان بعيد ميلادهما معاً لعدة سنوات، إلى أن أصبح إدي بالطبع كبيراً على مشاركة عيد ميلاده مع فتاة صغيرة. في الواقع، شعرت تلك الفتاة بالحزن حين قامت بالاحتفال بعيد ميلادها للمرة الأولى بمفردها.

الصفحات