أنت هنا

قراءة كتاب عندما يموت الكلام

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
عندما يموت الكلام

عندما يموت الكلام

رواية (عندما يموت الكلام)؛ أخفضت ماريا بصرها نزولاً، وفركت يديها بالعشب لتنظفهما. لم تحضر ساعتها معها لذا فقدت إحساسها بالوقت، والآن ذكرتها معدتها الجائعة بأنها تريد شيئاً لتأكله. لكن من جهة أخرى فإن تناول الطعام قبل الرحلة المائية قد لا يكون فكرة جيدة.

تقييمك:
2.75
Average: 2.8 (4 votes)
المؤلف:
الصفحة رقم: 8

- هذه المرة سأبقى لمدة أطول. ابن أختي يحتاج إلي. إنه ابني بالمعمودية، أتذكرين؟
هزت ماريا رأسها باستغراب وشك. في السنة الماضية، تم تشخيص مرض نفسي حاد لدى ابن جيني الجميل الصغير. إنه صبي مميز لا يحتاج إلى النوم كثيراً، وهو دائم الحركة على مدار الساعة، إلا أن التعامل معه يصبح أكثر صعوبة مع مرور النهار. بدأت جيني ببرنامج علاج سلوكي في المنزل، وهو بحاجة إلى الكثير من الوقت والمجهود. إنها تعقد آمالاً كبيرة على نجاح هذا البرنامج، لكنه سيتطلب الكثير من العمل. نعم، يحتاج سامويل وجيني إلى المساعدة بالتأكيد، لكن أن يستقر إدي ويتصرف كخالٍ حقيقي فهذا أمر لا يصدق.
قالت ماريا: "لم أرَ جيني منذ زمنٍ بعيد. نحن نتكلم عبر الهاتف لكنني فقدت التواصل معها منذ أن تزوجت، وذلك مؤسف. عليّ الاتصال بها هذا الأسبوع".
- اتصلي بها الأسبوع المقبل. إنها خارج المدينة الآن، تحضر ورشة عملٍ مع سامويل كي يتحضرا للبرنامج العلاجي الجديد.
- حسناً! سأتصل بها الأسبوع المقبل. هل ستبقى أنت طوال الصيف هنا؟
هز إدي كتفيه، وقال: "سأبقى لفترة. وظفني والداك الآن في شركة "المغامرون الشجعان". نحن نتفاهم للوصول إلى اتفاقٍ ما".
اتفاق؟! أي نوع من الاتفاقات؟
لكن قبل أن تسأل، قام إدي بتغيير الموضوع.
- كفى كلاماً عني. دعينا نتكلم عنك. كيف تسير حياتك؟
- جيدة... بل عظيمة! أنا أفضل الحياة من دون روح المغامرة. حياة هادئة جميلة.
- أخبرني، كيف حال والديك. لم أرهما منذ أعوام.
لطالما أمضى والداها ووالداه الإجازات معاً وهم يقومون بأشياء مثيرة ومرعبة. كانت ماريا تكره هذه الإجازات والنشاطات التي تتضمنها، بدءاً من التزلج وصولاً إلى القفز البنجي. لاحقاً، حين أصبحت لديها الشجاعة لتخبر والديها بمشاعرها الحقيقية تجاه المغامرات أصبحا يسمحان لها بالتسكع في الفندق، وعندها أصبحت الحياة جميلة فعلاً. أخيراً لم تعد تخاف من الإجازات. بإمكانها الجلوس على كرسي والتمتع بقراءة كتاب وهي تشرب فنجاناً من الشوكولا الساخنة، أو رسم المناظر المجاورة، أو الخروج لصنع رجل ثلج في الخارج، أو حتى الذهاب في نزهة والتفكير بهدوء. إنها تحب إبقاء الحماس في قلبها. هكذا هي طبيعتها، ولم تعد تعتذر بسبب ذلك.
أما إدي من جهة أخرى، فكان يستمتع بكل لحظة من المغامرات. اعتاد أن يشارك في كل الرحلات، وأصبحت ماريا تنزعج أكثر فأكثر من الطريقة التي ينظر بها والداها إليها ثم ينظران نحوه. ولطالما تساءلت لما لا تستطيع أن تكون مثل إدي.
لم تنتبه ماريا إلى أنها بدأت تعبس. لطالما بدا إدي مثالياً... إنه الابن المثالي، لكنه ليس ابنهما. إنه ابن الجيران. لطالما بدا شجاعاً ومحباً للمنافسة، فهو يضحك من المخاطر بينما تحبس هي دموعها. كان إدي يصعد الجبال وهو يغني، بينما تصعد ماريا وهي تتصبب عرقاً وتتمنى لو أنها ولدت لوالدين يحبان مشاهدة التلفزيون بدلاً من المغامرة.
أخذتها ذكرياتها فوق المزلجة ذات العجلات إلى التفكير بإدي. حين كانت صغيرة كانت تعشق إدي حين يكونان في المنزل، والأمور حولهما هادئة. أما في إجازات الصيف فكانت تكرهه لأنه الولد الذي يحلم والداها بأن يكون لهما. أظهرت ردة فعلٍ قوية تجاهه حين كانت مراهقة، حتى انتهى بها المطاف وهي في الثامنة عشرة من عمرها مع حادثة مهلكة.

الصفحات