أنت هنا

قراءة كتاب النظام السياسي في تركيا

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
النظام السياسي في تركيا

النظام السياسي في تركيا

كتاب " النظام السياسي في تركيا " ، تأليف د أحمد نوري النعيمي ، والذي صدر عن دار زهران عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 2

الفصل التمهيدي

المؤسسات الدستورية في الدولة العثمانية

المبحث الاول:الدولة العثمانية والحضارة الغربية

تعرضت ادوات العمل السياسي في النظام السياسي العثماني الى تغييرات متعددة منذ نشأة الدولة العثمانية، لان قادة الاخيرة مزجوا بين التقاليد الدينية والسلطة الزمنية، وهذا يعني ان النظام السياسي العثماني كان نظاماً اسلامياً. ان ظروف القرن التاسع عشر هي التي ادت الى تغييرات ملموسة في الحياة السياسية العثمانية ومن هذه التغييرات المحاولات التي جرت ادخال النظام الدستوري في اجهزة الدولة(1).

والحق، ان هذه المحاولات كانت لها علاقة عضوية بين الافكار السياسية التي ظهرت في الدولة العثمانية في هذه الحقبة وافكار الثورة الفرنسية التي بدأت بالانتشار في الدول الاخرى. ان تأثير الثورة الفرنسية التي قامت في عام 1789 في النظام السياسي قد حملت الثورة معها افكاراً جديدة في الحرية والاخاء والمساواة ومفهوم حقوق الانسان إذ ان الافكار الاخيرة كانت غريبة على الفقه العثماني. كما ان قادة الاصلاح العثماني لم يفهموا طبيعة الثورة الفرنسية وظروفها، إذ كانت ثورة على الكنيسة والاستبداد السياسي الى درجة ان الثوار اقاموا حكماً يستند الى الافكار القومية، والرجوع الى الشعب في المفاهيم الدستورية(2).

في اعتقادنا، انه لا يمكن المقارنة بين طبيعة الحياة السياسية في الدولة العثمانية وطبيعة الحياة السياسية التي كانت سائدة في فرنسا قبل نشوب الثورة فيها. ذلك ان مقارنة من هذا النوع تؤدي الى المقارنة بين الفكر الاسلامي والفكر المسيحي، لان الاخير يقوم على الثيوقراطية وتحكم رجال الدين، وهذا يعني ان السلطة في فرنسا كانت بيد رجال الدين، بحيث كانت لهؤلاء صبغة دينية وسياسية على المجتمع، إذ كان الحاكم يستمد قوته من رجال الدين، على العكس مما كانت عليه هذه الحالة في الدولة العثمانية، لان التعاليم الاسلامية التي طبقت فيها كانت تنظم بين الحياة الدينية والسياسية على حد سواء، وبالتالي فان الدولة لم تكن تقوم على حكومة دينية كالحالة في اوربا في القرون الوسطى.

وفي هذه الحقبة بالذات اصبحت اللغة الفرنسية واضحة في الثقافة العثمانية ونرى هذا الوضوح والتأثير في مذكرات خالدة أديب، التي جاء فيها:( ان الدول الاوربية قد زودت تركيا بالافكار الحديثة، واوجدت الروح الجديدة في ادبيات الكتّاب الاتراك )(3).

وقد وصلت مبادىء الثورة الفرنسية الى الدولة العثمانية عن طريق حملة نابليون على مصر، إذ ان نابليون حمل اساليب الحضارة الاوربية الى الشرق(4).

وتجدر الاشارة في هذا المجال ان سليم الثالث قد اتخذ قراراً منذ عام 1793 بارسال بعثات تعليمية عسكرية الى فرنسا، كما قام بتعيين سفراء الدولة العثمانية الى كل من لندن وباريس وفينا(5).

الصفحات